الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب وتلك القصص

طه رشيد

2014 / 9 / 6
الادب والفن


في كل عهد وفي كل مرحلة هناك فريق من المطبلين والمزمرين الذين تجدهم جاهزين لتجنيد طاقاتهم وامكاناتهم من اجل خدمة الوالي او السلطان او الملك او الرئيس او السيد النائب، لا لشيء محدد، بل هي الطاعة العمياء التي تولد احساسا بالرضا. يقدمون الطاعة المبالغ بها دون ان يطالبون بذلك .. ربما هناك طلبات عامة : بمناسبة التتويج اوعيد ميلاد الريس او دعما للقوات المسلحة : نهيب بكم يا معشر المثقفين والفنانين نهيب بكم ان .. وقبل ان يكمل قراءة البلاغ حتى تجدهم يتقاطرون على ابواب السلطان !
قال لي صديقي المسرحي " سين "، والذي كبر في ثمانينيات الحكم الدكتاتوري وعاش الحروب دون ان يقاتل، لا بسلاحه ولا بكلمته، وعاش مأساة فترة الحصار المزدوج ، الحصار الاممي وحصار النظام على شعبه، قال لي كنا نختلق الاعذار لعدم المشاركة في بعض الاعمال التي تروج للنظام، ولكن بالمقابل ( وما زال الكلام لصديقي سين ) كان هناك من كان يلهث وراء انجاز هذا العمل او ذاك لتبيض وجه النظام الكالح . وهذا الكلام يشمل تحديدا فترة الثمانينيات والتسعينيات . اما السبعينيات فلها معيار آخر مختلف، نظرا لوجود عدد كبير من المثقفين اليساريين والذين شكلوا آنذاك العصب الرئيس للثقافة التقدمية العراقية وكان لهم موقف متشابه من النظام القائم . وكان التعامل مع هؤلاء اليساريين قاسيا من قبل النظام اذا ما تم تجاوزوا بعضا من خطوط حمراء، ومنها الاساءة المتعمدة لرجالات النظام، وهو ما حدث في فترة مبكرة للكاتب الراحل عبد الستار الناصر حين اعتقل وعذب إثر نشره قصة " سيدنا الخليفة " في مطلع السبعينيات وكان بطلها محافظ بغداد آنذاك خير الله طلفاح وهو خال صدام. وكان محور القصة يدور حول إجراءات طلفاح ضد حرية الرأي والتعبير والنساء السافرات، وقد اودع في سجن انفرادي رهيب لمدة عام كامل . في سجون صدام يكفي اياما معدودة كي يجعلون من الغزال ارنبا او بالعكس ،فما بالك ان تبقى عاما كاملا في سجن انفرادي. اشتعلت حرب الثماني سنوات وكتب الناصر، مضطرا، في مقدمة احدى مجاميعه كلاما لا يليق بالادب او بالفن : "هذا فيلق من قصص مدرعة ، تدخل الحرب جنبا الى جنب مع الجنود والطائرات والمدافع والصواريخ، تحاول بدورها الوصول الى الجبهة لتأخذ مكانها بين الرصاص والدوشكا والدبابات الكبيرة ."
اليوم اختفت الكثير من سيئات النظام السابق وخاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والشتيمة !ورغم المآسي التي نمر بها، رغم " سبايكر" و " مسجد مصعب" والموصل وجبل سنجار وتصفية الازيديين والمسيحيين والشبك والتهجير الطائفي، الا اننا لسنا بحاجة لقصص مدرعة او قصائد قاذفات . نحن بحاجة لقصائد وكتابات تروي لنا التزاوج الكبير بين مختلف الطوائف والاعراق ..تروي لنا كيف يكون العم من ملة والخال من ملة اخرى ويجلسون مع ابنائهم سوية يجمعهم الحب والوطن الواحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب