الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لفيدراليات الطوائف .... نعم لعراق ديمقراطي موحد

جاسم هداد

2005 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في سباق مع الزمن , تتوالي بوتيرة مكثفة , اجتماعات رؤساء الدولة العراقية والقادة السياسيين للأحزاب الفاعلة في الساحة العراقية , من اجل الوصول الى قواسم مشتركة في المسائل الخلافية في مسودة الدستور , والتي عجزت لجنة اعداد الدستور المشكلة من قبل الجمعية الوطنية العراقية , في ايجاد حلول لها مقبولة من طرف الجميع . وبالرغم من العد التنازلي للزمن المفترض فيه انجاز مسودة الدستور , وتقديمها للجمعية الوطنية , وبعد ذلك عرضها للشعب العراقي , وتحت ضغط جميع الظروف الأستثنائية من تصاعد للعمليات الأرهابية الأجرامية , وتدني الخدمات للمواطنين . قام السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية , ورئيس قائمة الأئتلاف الموحد , بتفحير قنبلة شغلت الأوساط السياسية . فقد اعلن في الأحتفاء الذي اقيم في مدينة النجف الأشرف بمناسبة الذكرى الثانية لأستشهاد شقيقه السيد محمد باقر الحكيم , عن ضرورة " اقامة اقليم واحد في جنوب ووسط العراق لوجود مصالح مشتركة بين ساكني هذه المناطق " , وأضاف " ان اقليما يضم كل المحافظات الشيعية , حق من حقوق الشيعة " , وشدد السيد الحكيم في كلمته , على اهمية استغلال الفرصة حيث قال " ينبغي ان لا ندع الفرصة تمر دون التوصل الى هذا الهدف " . والملفت للنظر انه اصطحب معه قائد الجناح العسكري للمجلس الأعلى , السيد هادي العامري مسؤول ميليشيات بدر , التي تحولت بـ " قدرة قادر " الى " منظمة بدر " , فهل كان الهدف من ذلك هو الأيحاء بإمكانية فرض " فيدراليته " بقوة السلاح ؟ , ومن جهته اكد السيد العامري في كلمته ,التي القاها في نفس المناسبة ,على عدم ضياع الفرصة , حيث قال " يجب ان نصر على تشكيل اقليم واحد في الجنوب والا سنندم " . ولم يكتف السيد العامري بذلك بل حاول العزف على وتر الطائفية , من خلال سعيه لدغدغة العواطف , حيث خاطب الحاضرين قائلا ان " هناك من يحاول منع الشيعة من التمتع بفيدراليتهم الخاصة " . ومن حق المواطن العادي , ناهيك عن المراقب السياسي ان يطرح شؤالا بسيطا : ما الذي يعنياه السيدان الحكيم والعامري , بـ " الفرصة " ؟ , هل هي ضعف الدولة العراقية في هذه الفترة حيث تشهد اعادة بنائها من جديد ؟ , أم عدد المقاعد في الجمعية الوطنية التي فازت بها بها القائمة التي يمثلانها " فوزا ساحقا" في انتخابات كانون الثاني 2005 ؟ , والتي ضمنت لهم الأغلبية .

ويمكن للمتابع للأحداث السياسية , ان يستنتج ان السيد الحكيم , فجر قنبلته , بدون التشاور او الأتفاق مع حلفائه في الأئتلاف . فحزب السيد رئيس الوزراء عبر عن رفضه من خلال تصريحات الناطق الرسمي بأسم الجعفري , والتيار الصدري اعلن رفضه " , وعضو الجمعية الوطنية من قائمة الأئتلاف السيد منتصر الأمارة رفض هو الآخر الطروحات المنادية بتشكيل فيدرالية من تسع محافظات , والشيخ اياد جمال الدين " الشيخ اياد لا ينتمي الى قائمة الأئتلاف " رفض هذه الطروحات واشار الى انها تعرض " الوحدة الوطنية لخطر التجزئة .

لكن يبدو ان ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية ) هو الصوت الوحيد من احزاب الأسلام السياسي الشيعي الذي ردد هذه الطروحات , حيث دافع الناطق الأعلامي بأسم المجلس السيد جواد تقي عن ذلك بالقول الواضح والصريح بأن " طرحنا يقوم على الدعوة لأقامة اقليم شيعي واحد يتكون من تسع محافظات " . ورغم كل هذا الصياح العالي , ينفي السيد عمار عبدالعزيز الحكيم ان " تكون هذه الفيدرالية شيعية " , ويؤكد على ان ما يهمهم هو " مصلحة العراق والعراقيين " , ولك ايها القارئ الكريم تفسير هذه الفزورة .

واود ان اقول وبصوت عال , مثلي مثل ملايين العراقيين , ان الشعب العراقي كفيل بقبر هذه الطروحات الطائفية التي لا تخدم العراق ولا العراقيين , فغرضها وهدفها واضح , وان ابناء " شعلان ابو الجون " سوف لن يسمحوا بأقامة فيدرالية من هذا الطراز , لأن مصلحة العراق والعراقيين تكمن في تمتع المحافظات بنظام لا مركزي , ضمن عراق ديمقراطي موحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه