الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يرهبهم الصراع الطبقي ومفاهيمه؟

كريم اعا

2014 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كثر اللغط هذه الأيام بالمغرب حول مرسوم الرفع من سن التقاعد. وتضاربت الآراء حول مضامينه والمعنيين به والطريقة التي صيغ وصدر بها. لكن ما لم يحضر بقوة في هذه السجالات هو الدلالة الطبقية لهكذا مشروع.
وهكذا لم نسمع الكثير حول الجهات التي تنهب خيرات البلد ولا تقدم له شيئا غير البؤس والجهل والتفقير.
لم نسمع الكثير عن حكومة كراكوزات تخدم النظام الفردي وتمعن في الاستفادة من الفتات الذي يقدم إليها.
لم نسمع الكثير عن الذين خربوا صناديق التقاعد ونهبوا رساميلها لردح من الزمن.
لم نسمع الكثير عن الدور الرجعي لنقابات بيروقراطية تمعن في خدمة قادتها وأشياعهم وفي تكسير النضالات وتمييعها، وتسعى بكل ما أوتيت من دهاء لتشتيت صفوف العمال والمأجورين.
لم نسمع الكثير عن أحزاب تمارس أرقى أنواع الديماغوجية والتضليل في حق الجماهير الشعبية.
يوما بعد يوم يتأكد أن النظام أحكم قبضته على جميع مداخل التغيير الجذري: تنظيمات سياسية غارقة في وحل الرجعية ومستسلمة للاستبداد ومهادنة له، بل ومستعدة لمواجهة أي تحرك جماهيري يهدف إلى الحرية والعدالة والكرامة؛
تنظيمات نقابية بيروقراطية استطاعت أن تطفئ لهيب النضال العمالي وأن تخنق أي نضال مبدئي وجذري؛
تنظيمات جماهيرية استطاع النظام اختراقها بثقافة الريع وبأفق الإسهام في حل أزمته بدل تأطير الجماهير وفرز الوعي بقوتها ومصلحتها العميقة في التغيير الجذري؛
جهاز ايديولوجي استطاع المزاوجة بين الفكر الديني والفكر البرجوازي في إنتاج استيلاب يمنع أي نزوع نحو اعتناق فكر التحرر من الاستغلال والاضطهاد وبناء تنظيم الطبقة العاملة وآليات التأطير الجماهيري الأخرى، واستطاع فرز نخب خانعة وغير قادرة على ممارسة دورها التنويري.
إن معركة التقاعد جزء من الصراع السياسي الذي يخوضه التحالف الطبقي المسيطر ضد الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها العمال وعموم الأجراء. من هنا لا بديل عن جعل الصراع الطبقي ومفاهيمه المؤسسة مدخلا لفهم ما يدور وبالتالي القدرة على إنتاج البدائل والسعي لبلورتها.
واهم من ينتظر من الأحزاب والنقابات والتنظيمات الأخرى بمواقفها وممارساتها اليوم أن تقف ندا ضد هجوم النظام على مكتسبات الشغيلة، فقد أثبتت أنها حليف للحاكمين أكثر منها للجماهير.
لا بديل عن بناء حزب الطبقة العاملة وتقوية آليات التأطير الجماهيري من نقابات وجمعيات وغيرها في معمعان مواجهة الهحوم الطبقي الكاسح للرجعية محليا وبإيعاز من الدوائر الامبريالية.
وحده هذا الوضوح الطبقي ما سيمكن من فرز فعل نضالي يراكم إيجابيا ويقطع الطريق أما أي نزوع نحو الظلامية الدينية أو العرقية.
حين تتوحد الجماهير وراء برنامج سياسي لطبقات تشكل الأغلبية الساحقة في المجتمع ستصاب الأقلية الحاكمة وحلفاؤها بالسعار وأكيد أنهم سينعتون ذلك بالديكتاتورية. أجل إنها ديكتاتورية فعلا ولكنها ديكتاتورية الأغلبية التي لن تسمح لحفنة بمص دماء الملايين والاستفراد بالخيرات التي ينتجها هؤلاء، ولن تسمح بدوام نظام يكرس الاستبداد الفردي والاستغلال الطبقي.
أتعرفون الآن لماذا يرهبهم الصراع الطبقي ومنفاهيمه؟ لأنه بكل بساطة واضح في منطلقاته وفي أهدافه. لذلك يمعنون في الإساءة إليه وفي تحريفه وفي إخراس كل من يؤمن به ويتمسك به خيارا أوحدا لتغيير جذري حقيقي وتاريخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل : لا مجال لبقاء حماس في السلطة بعد الحرب في غزة


.. أمير الكويت يعين الشيخ صباح خالد ولياً للعهد.. والأخير يؤدي




.. شكري يؤكد رفض مصر الوجود الإسرائيلي في معبر رفح| #الظهيرة


.. نجل بايدن يفسد فرحته.. فهل يفوّت بايدن فرصة إزاحة ترامب من س




.. غروسي: تفتيش منشآت نووية لدولة ما يخضع لأطر قانونية وفق التز