الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش، طاعون العصر

ضياء رحيم محسن

2014 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يصف الرئيس أوباما داعش بـ(السرطان)، ويقول إن القتال ضده ((لن يكون هينًا، ولن يكون سريعًا))، الأمر الذي يعني أن أميركا تلتزم إلتزاما طويل الأمد، بمحاربة التنظيم؛ وأن الوقت في صالحهم، وليس في صالح داعش.
منذ بدء ولايته الثانية، إلتزم الرئيس أوباما بعدم الإنجرار في حرب برية أخرى في العراق، في المقابل نرى اليوم الولايات المتحدة تدفع بإتجاه عمل عسكري، بمشاركة دولية واسعة، السؤال هو هل سترسل الولايات المتحدة قوات برية الى العراق مرة أخرى؟ أم أن هناك خطة بديلة؟
يصف أوباما تنظيم داعش بالسرطان، وهو محق؛ لكنه يقول بأن إقتلاع هذا السرطان لن يكون سريعا، فهو بحاجة الى وقت طويل لإنجاز مهام معينة، وهو كلام يحتاج الى معرفة تلك المهام بالتحديد من الرئيس، فإذا ما أخذنا بعين الإعتبار تدخل الولايات المتحدة بقوة، لحماية إقليم كوردستان؛ عندما إقترب التنظيم من حدوده.
هنا يمكن أن نستنتج بأنه يقصد، أن على الشيعة أن يعرفوا بأنهم يجب أن يحموا أنفسهم بأنفسهم، بالإضافة الى أن الولايات المتحدة لن تساعد السنة، الى أن يصحوا مرة أخرى؛ كما فعلوها أول مرة مع القاعدة، وهذا ضرب من المحال، ذلك لأن السنة عندما حاربوا القاعدة؛ كان معهم عشرات الألاف من المارينز، الذي تمكنوا من القضاء على هذا التنظيم في الأنبار وغيرها من المناطق السنية.
من سخرية القدر أن تجد فقاعة، تتحول الى بالونة كبيرة؛ بمجرد أن تنفجر تؤذي من حولها، وهذا ينطبق على داعش، فبمجرد دخولها الى العراق بمساعدة بعض من إرتضوا أن يخونوا وطنهم، إستطاعت أن تستولي على مساحات واسعة من الأراضي، يحتوي بعضها على آبار تنتج النفط، يمكنها أن تستفيد منه ماديا؛ عن طريق بيعه في السوق السوداء، وهناك مشترين كثر، والمنتفعين أكثر.
هل فعلا أن الوقت يمر في غير صالح داعش؟، ألا يصح أن نقول بأنها ستستميت في الدفاع عن المكتسبات التي تحققت لها على الأرض، ثم وبعد كل هذه الفترة، ألا يصبح إقتلاعها أمرا بالغ الصعوبة، مع إستماتتها في الدفاع عن نفسها؟
يقدر بعض الخبراء عدد المقاتلين ضمن تنظيم داعش، بحدود 15000 مقاتل، يضاف إليهم عدد من المقاتلين؛ الذين يلتحقون الى التنظيم من دول أوربية، بالإضافة الى المتطوعين من أبناء المناطق التي إحتلوها.
يصف وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل تنظيم داعش بأنه ((من التعقيد والتمويل الجيد كأي جماعة رأيناها من قبل، إنها أكبر من مجرد جماعة إرهابية، فقد زاوجوا ما بين الأيديولوجيا وتطور القوة العسكرية الاستراتيجية والتكتيكية)).
لقد تحول داعش الى فكرة، ولا يهم كيفية إدارة التنظيم مركزيا كانت أم خيطيا، وقد بدأ بالفعل يجد طريق له على أرض الواقع، وسنرى طاعون العصر؛ الذي سيقع على الإسلام كدين، والمسلمين كأتباع ومؤمنين بمحاربة هذا الطاعون والقضاء عليه، فهو في نهاية الأمر ليس صراع بين الأديان، لأن تأريخ المنطقة مليء بالتعايش الإنساني بين المسلمين والمسيحيين وبقية الأديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإجراءات الدستورية في حال وفاة رئيس الجمهورية في إيران


.. بعد إعلان إيران موت الرئيس بحادث تحطم طائرة.. من هو إبراهيم




.. مصادر إيرانية تعلن وفاة الرئيس الإيراني بحادثة تحطم مروحية|


.. إيران تؤكد رسمياً وفاة رئيسي وعبد اللهيان.. في تحطم المروحية




.. إيران تودع رئيسها الثامن.. من هو إبراهيم رئيسي وكيف وصل إلى