الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فشل الأمريكان في التعامل مع العراق

طاهر مسلم البكاء

2014 / 9 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


منذ العام 1991 م حيث قاد بوش الأب تحالفا ً دوليا ً يعد من اكبر ما جيش من جيش وعتاد بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية ضد جيش العراق وقد اضطر للأنسحاب دون اسقاط القيادة العراقية انذاك تاركا ً العراق لأقسى حصار عرفته البشرية اشترك فيه العدو والاخ والصديق ،
وعاد بوش الأبن في العام 2003 م ليكمل ما عجز عنه الأب ،ومع ازاحته للقيادة الدكتاتورية في العراق فانه قضى بطريقه على كامل البنى التحتية المتبقية في البلاد سواء بالتدمير المباشر او بالسماح بالسلب والنهب الذي عم العراق بعد غياب الأمن فيه ،ولم تحصل اي خطوات جدية لأعادة اعمار البلاد التي استشرت فيها الفوضى وانواع التقاتل الممنهج او الناشئ عن غياب المركزية ، ثم برز ارهاب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة واستمر سيل الدم العراقي دون توقف مترافقا ًمع اهمال البناء والأعمار .
اوباما يفوز بتنظيره للسلام :
ان فوز اوباما جاء بعد دعواته لسحب القوات الأمريكية من العراق والحد من الخسائر بالأرواح والأموال المستمرة هناك والتي ارهقت الأقتصاد الأمريكي واقلقت المواطن الأمريكي الذي كان يرى نعوش الأمريكان تعود بأستمرار من الجبهات ،ومهما تكن الدعاية المؤيدة للحروب مؤثرة ،فأن الشعب الأمريكي وكما بدى من نتائج الأنتخابات الرئاسية كان يميل للسلام ونبذ الحروب والعنف .
وقد واصل اوباما صدقيته طيلة فترته الرئاسية الأولى وقام بسحب القوات الأمريكية من العراق ،ولكنه كما يبدو كان يواجه معارضه داخلية شديدة وخاصة من اللوبي الصهيوني المؤثر في السياسة الأمريكية نتيجة للعداء الصهيوني التاريخي للعراق ،كما ان هناك شركات النفط الكبرى التي ترى في العراق بئرا ً نفطيا ً ضخمة يحوي الأحتياط العالمي من النفط وبالتالي يتوجب عدم مغادرته وتركه وتثبيت مواطئ قدم دائمة فيه .
الأستراتيجية الأمريكية غير واضحة المعالم :
سؤال يتبادر الى ذهن المواطن الامريكي والعراقي ولايعرف على وجه التحديد نوع الأستراتيجية الأمريكية تجاه العراق لحد الأن غير ان الواضح منذ العام 1991م ولحد الأن هو ان :
- الأمريكان لم يتمكنوا من كسب ود عموم الشعب العراقي خصوصا ًوانهم دخلوا عام 2003 م بصفة محررين من النظام الديكتاتوري لا محتلين طامعين ،غير ان خطواتهم بعد ذلك ظهرت غير متفهمة لخصوصية الشعب العراقي وبالتالي عدم التمكن من كسب غالبية الطيف العراقي .
- كان العراقي يراقب امريكا بعد العام 2003م وبتركيز وانتباه واضح لمعرفة صدقية الوعود التي اطلقت للتغطية على الحرب ولتسهيل وضع القوات الأمريكية ، غير انه لم يرى سوى الفوضى والخراب الذي دب في اركان البلاد ، وكانت ارتال القوات الأمريكية في الداخل العراقي تثير حفيظته .
- لم يظهر الأمريكان اي تدخل واضح لحل الأزمات التي استفحلت بعد 2003 م حيث اصبح العراق مجتمعا ً استهلاكيا ً معتمدا ً على الثروة النفطية في معيشته وتوقفت فيه الزراعة والصناعة والعمران وظهر نقص فاضح في الطاقة الكهربائية والتي بدت كأكبر الأمور المقلقة للمواطن العراقي .
- حل الجيش السابق وتدمير قوته التسليحية لم يعقبها خطوات جادة لبناء جيش متمكن ، وقد ظهر النقص الكبير في اول اختبار امام عصابات داعش حيث بدى جيشا ًبدون اي استراتيجية او غطاء جوي او تسليح حديث قادر على ردع المعتدين .
- تصاعدت نسب الفقر بين فئات الشعب بشكل مخيف وازداد الفساد المالي والأداري .
كان على الأمريكان قيادة تحالف جدي لأعادة اعمار العراق ،اذ لوكان البناء قد اعقب حرب 2003 لما وجدنا احدا ً ينادي بالحرب او المقاومةالتي حولت العراق ولايزال الى ساحة مواجهة عالمية اللاعب الرئيس فيها امريكا وحلفائها والتي سال الدم العراقي فيها بكثافة غير مبررة وتصاعدت الخسائر الغربية بشكل كبير دون ان يضمنوا وجودهم في العراق مما يضطرهم الى اللعب المستمر على اوتار الفتنة والحروب دون جدوى .
ان اوباما اليوم وعلى الرغم من المظهر السلمي الذي طبع فترته الرئاسية يحاول ان يظهر،متشبها ًبآل بوش ، كقائد جمع او تحالف كبير لمواجهة خطر غير واضح المصدرهو تشكيلات داعش والتي تعد وتهيأ عسكريا ً وتسند بالأعلام وبالتسهيلات لدخول اراضي الدول المجاورة للعراق وسوريا ،وواضح عليها دعم الكيس الخليجي بسخاء ،غير ان الجميع اليوم ينفي صلته بها !
فهل ان داعش هي طريق العودة الى العراق وسببها، وهل ستكون سببا ً في تثبيت واقع كان العراقيون يرفضونه هو واقع التقسيم ، وهل يتوجب على كل رئيس امريكي ان يجرب حظه وامكاناته العسكرية في العراق ليذكره التاريخ ، حتى اوباما الذي فاز بوعوده بالسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا