الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوط

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 9 / 6
حقوق مثليي الجنس


هل تعرفين لوط؟؟..بالطبع لا أقصد النبي المذكورة قصته في القرآن الكريم و لكني أتساءل هل تعرفين أي لوط؟؟..هل تعرفين أي شخص قرر والداه منحه هذا الاسم؟؟..لو كانت إجابتكِ هي "لا" كما أتوقع لها أن تكون فلا تندهشي لفراستي أو لفطنتي فلا يحتاج الأمر للكثير من العبقرية لأخمن إجابتك النافية عن سؤالي.

النبي لوط عليه السلام من أكثر البشر الذين خلقوا ذكرى سيئة أوجدت لنفسها مكانتها الخاصة في التاريخ الجمعي للعرب عامةً و للمسلمين خاصة..فالنبي لوط أصبح بتقادم الزمن المعادل الرمزي للمثلية الجنسية في عقول الكثيرين و بالرغم من أنه لم يكن مثلياً إلا أنه كان ملتصقاً بهم..لهذا السبب تم التعامل معه كما يتم التعامل مع أي شخص يقترب منهم أكثر من اللازم..فتجدين أن هناك شعوراً عاماً بالتقزز تجاه لوط و تجاه كل ما يمت إليه بصلة حتى و لو كان ذلك الانتماء إليهم يتلخص في اسم..ذلك التقزز الغير معلن بالطبع مارس العرب و المسلمون تجاه حقيقة وجوده الإنكار و ما أكثر ما نجيد الإنكار!!.

حتى اللغة العربية خلقت كلمات و أفعال بأكملها مشتقةٌ من اسم النبي لوط عليه السلام للترويج لكراهية المثليين و لترسيخ التقزز منهم كما منه و من اسمه..و هكذا نجد أن العرب مارسوا تطويع حتى لغتهم لترسل رسائل الكراهية التي يجيد المسلمون دوماً الترويج لها كما اعتناقها..فأصبح اسم النبي لوط رمزاً للمعاشرة الجنسية المليئة بالخطيئة كامتلائها بالقذارة الجسدية..و من الغريب كيف أن كلمة Gay في اللغة الإنجليزية تعني صفة الفرح أو السعادة بنقيض اللغة العربية..أي أننا طوعنا لغتنا لوسم الآخر بما نكره في الوقت الذي يسمهم الآخر بالسعادة التي يراها فيهم أو لعله يتمناها لهم.

لقد حصد النبي لوط -و سيظل يحصد- ثمرة ثقافة نبذ و كراهية المثليين..هكذا نجد أن كونه نبي لم يغفر له ذلك "الذنب"..فوجوده في قرية مُتخمة بالمثليين و إنكاره لتصرفاتهم لم يُغفر له حتى بعد آلاف السنوات من وفاته!!..فتخيلي أن تصرحي أمام هذا المجتمع العدواني بأنك لا تجدين أي ضرر في التفاعل الإنساني معهم في محيطك!!..لا لن أتمادى في الخيال الغير حميد فأستبدل عبارة "تفاعل إنساني" بكلمة أشد جنوناً في نظر الكثيرين و هي "الصداقة" لأني أعرف مسبقاً وجهة نظر الكثير من المسلمين في ذلك الأمر.

سدوم و عمورة كانتا حالتان نستطيع أن نصفهما بالفرديتين..فالمصادر الدينية المختلفة و المتعمقة في تاريخ هاتين القريتين توضح أن القضاء عليهما -كما على القرى المجاورة لهما- لم يكن بسبب المثلية الجنسية حصراً و لكن بسبب تصرفات أخرى كقطع الطريق و قتل المسافرين المارين بهم و سلبهم لأموالهم..لهذه الأسباب مجتمعة قضى الرب على تلك القرى و أهلها و لكننا فضَّلنا أن نتجاهل هذه الأمور كلها لنسقط سبب عقابه على ما نعتقد أنه وحده كان خطيئتهم المهلكة.

و ما يساهم في منح موقف المسلمين خاصةً تجاه المثليين المزيد من الكراهية و العدائية هو الاكتفاء بمصدر واحد للحكم على الأمور و هو القرآن الكريم..فنجد أن المثلي قد يجد مكاناً له في المحيط المسيحي أو حتى اليهودي و لكنه لن يجد موضعاً لقدمه في المحيط الإسلامي..لأن الشرائع التي يتبعها المسلم دون تفكير أو تمحيص على الأغلب لمضمونها توجهه نحو الـ Homophobia دون أدنى مقاومة منه لذلك الأمر..فالمقاومة تعني بالضرورة -من وجهة نظر المُشرِّع كما من وجهة نظر المتبع له- الانغماس في ذات الذنب نتيجة الصمت عن إنكاره و الذي أيضاً يعني بالضرورة الموافقة عليه و لو مجازاً.

علاقتنا مع المثليين علاقة جد معقدة..فنحن لا نستطيع الاقتراب منهم دون الخوف من النبذ من المجتمع حتى لو لم نكن منهم..و في ذات الوقت لا نستطيع النأي عنهم تماماً فهم حولنا شئنا أم أبينا..لنقف في موضعٍ يحرضنا -بل و يجبرنا في كثيرٍ من الأحيان- على خلق الكثير من الطاقة السلبية التي تنطلق منا نحو الآخر المختلف عنا رغماً عنه..و لكن ماذا نفعل تجاه عجزنا أمام ذكرى لوط التي لن تفارق أذهاننا بسهولة كما لن تفعل ذكرى زوجته التي اقتربت منهم أكثر من اللازم فأصبحت "عجوزاً من الغابرين"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
مروان سعيد ( 2014 / 9 / 6 - 19:26 )
تحية للاستاذة الرائعة زين اليوسف وتحيتي للجميع
اني من المتابعين لمقالاتك التي تصيب بالصميم وكنت دائما اتمنى ان تفتحي باب التعليق لاابدي اعجابي بها
اما هذا الموضوع فهو من المحرمات علنا والمستخدمات سرا عند المسلمين وتعد السعودية اكثرهم لواطا ومثليين ولايوجد احصائية تبين النسبة الحقيقية لسريتها
وكشف مؤخرا عن الواط باافغانستان وكيف يتنعمون بالغلمان المخلدون ويلبسوهم بدلات رقص ويستمتعوا برقصهم وهذا الفيديو يوضح الاسلام على حقيقته
https://www.youtube.com/watch?v=EJAD7RtpMWI
انهم يستغلون الاطفال جنسيا ابشع استغلال ويبيعونهم ويشترونهم مثل ملكات اليمين
ويقولون لنفسهم لماذا يسمح بالغلمان المخلدون بالجنة ولايسمح هنا
وارجوا لك المتابعة فان فكرك رائع ونحن بحاجة لاامثالك لكي نقضي على الجهل والتخلف
وللجميع مودتي


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 6 - 23:08 )
(لوط -عليه السلام-) مُكرّم في (القرآن الكريم) و في (الأحاديث النبويه) و (التراث الإسلامي) , فهو من أنبياء الله المُكرمين .
الحقيقه , هي : أن (لوط -عليه السلام-) تم تشويه سمعته في (الكتاب المقدس) عند (اليهود) و (المسيحيين) , و السبب : تحريف كتبهم .
فقد جعلوا منه (و العياذ بالله) يقوم بـ(زنا المحارم مع ابنتيه)!... كما أنهم لم يكتبوا عن نبوته , بل أدّعوا أنه ليس (نبي و رسول من الله) .
أرى أنه يجب محاكمة (الكتاب المقدس) بعهديه .

اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل