الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجاعٌ جنسية

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 9 / 7
العلاقات الجنسية والاسرية


لنتفق أولاً على الخطوط العريضة و الأساسية لاعترافاتي أمامكِ قبل أن أتمادى فيها..نعم ما زلت أحبكِ..فهذه من القواعد الأساسية لدي و التي يجب عليَّ أن أضعها أمامك قبل أن نخوض في أي جدلٍ لا طائل منه على الأغلب..و ما سأدونه الآن بعد هذه المقدمة الشبه مداهنة لا يتعارض أبداً مع ذلك الحب و لا ينزع عنه أياً من صفاته الروحانية ليتركه وحيداً مع شبقه الجنسي بكِ.

و لنتفق ثانياً أننا نعاني كثيراً في حياتنا الجنسية..فأنتِ تؤمنين أن التجديد في الجنس لا يليق بنا و أن البشر اتفقوا على أن التجديد يجب ألا يكون إلا في الدين و حسب..و اكتفيتِ ككثيرين بذلك الأمر متجاهلةً أن خطيئة آدم الأولى لم تكن دينية بل كانت بسبب رغباته التي يريد أن يُشبعها..أي أن الاحتياجات الجسدية كالجنس مثلاً تأتي في مقدمة أولوياتنا..و هكذا تجدين أننا لم نفهم آدم أبداً كما أراد هو لمن حوله أن يفهموه..و لكن من فهمه جيداً هو المواطن السعيد دوماً و ربما أبداً هناك في بلاد السيدة العجوز.

فما زلت -رغم خلافنا المستمر حول هذه النقطة- أؤمن بأن الغربيين تمكنوا منذ قرون في التفوق علينا جنسياً..و دعكِ من تلك الأكاذيب التي يروج لها من هم حولنا كمُسلَّماتٍ غير قابلةٍ للجدل فالنقض..فهي فقط كالشهقات الأخيرة التي يطلقها الأموات و التي يحاولون عن طريقها استنشاق الحياة بكل عنف و لآخر مرة..نعم لقد تفوقوا و الدليل على ذلك هو بحثهم المستمر عن طرقٍ جنسية جديدة لإنعاش استمرارية لذتهم بجسد الآخر.

و لعل السبب في ذلك البحث المستمر -و الذي لا أتوقع له أن يتوقف يوماً- هو تصالحهم الكبير مع رغباتهم الجنسية و ما يطلبه ذلك الجسد كي يصمد في هذه الحياة الكئيبة..بينما تجدين في الجهة المقابلة من العالم ملايين العرب يخجلون من التصريح أو حتى التلميح باحتياجاتهم الجنسية أو حتى الخيالات الجنسية التي ينسجونها دوماً بداخلهم و التي يتمنون لو أنها تدخل حيز التنفيذ في علاقتهم الجنسية مع الآخر.

بالنسبة لي تعلمين أني لا أخجل "كثيراً" من رغبات جسدي نحوكِ..جسدك يجذبني إليك..تلك حقيقة لا تجعل حبي لك يدخل في خانة البهيمية بل هي نوع من أنواع التصريح بواقعٍ لا يفيد كثيراً التلاعب بإنكاره..و لكني أرثي لمن هم حولنا..فإذا كنا نحيا في مجتمعٍ ذكوري و ما زال الذكر فيه لا يستطيع أن يمارس ذلك النوع من الحرية الجنسية فوق سرير لذته مع الآخر و حتى رغباته التي قد يتمكن من ممارستها ما هي إلا رغبات تم تعرفه على وسائل تنفيذها عن طريق الأفلام الجنسية -التي أيضاً لم نكن نحن من أوجدها- فكيف سيصمد في هذه الحياة التي تحاصره دوماً لتسحقه!!.

حديثي هذا لا يعني أني مع تجارة الجنس أو مع مشاهدة المقاطع الجنسية لمعرفة كيف أستلذ بكِ لأننا لو كنا شعوبٌ تجيد القراءة كما ندعي دوماً لوجدنا أن الجنس ليس مجرد أوضاع جنسية نمارسها باستنساخٍ مثير للشفقة بل هو ساحة تنفيذ لما يمليه عليك خيالك الذي قد يفاجئك فيمنحك لذة لا تغادر روحك سريعاً أو قد يقيدك فيصيب روحك بأوجاعٍ جنسية تظل مراراتها في الروح طويلاً..و ما تساقطنا أمام خيباتنا الجنسية المستمرة إلا لأننا نفتقر إلى الخيال في أمر نصف لذته مبني عليه بينما نصفه الآخر مبني على دخول ذلك الخيال حيز التنفيذ..و ما القبلة الفرنسية إلا وليدة خيال جامح أراد أن لا يتوقف عند حدود قبلة نطبعها ببرودٍ مقيت على شفاه بعضنا دون أن نلتهمها عشقاً بها.

أعتقد أن أصل المشكلة هو أن الذكر العربي شخصيةٌ اتكالية..و لو نظرت حولك بتدقيق لوجدت أن العرب يمارسون دور الكائن المستهلك باحترافية عالية و تلك الاتكالية وصلت إلى حياتنا الجنسية بل حتى إلى الأوضاع التي نقوم بها أثناء الجنس لإمتاع غرائزنا..و ما كانت شدة سخرية الكثيرين من قضية الداعية الإسلامي السعودي و الذي حاول التغرير بفتاة قاصر لممارسة الجنس معها في فندق يطل على الكعبة المشرفة إلا بسبب حديثه معها عن أوضاعٍ جنسية تعتبر بدائية بالنسبة إلى الغربي و لكنه كان يصرح بإتقانه لها و كأنه أحدث أمراً لم يسبقه إليه أحد!!..فالساخرون من بدائية حديثه الجنسي كانوا أكثر من الحانقين على وضاعته الأخلاقية كما الدينية..فكما قلت لكِ الجنس أهم من الدين غالباً.

أتعلمين كل تلك الأفكار التي لا أخضعها دوماً لمقص الرقيب و التي أدونها الآن أكتبها لكِ و أنا في اجتماعٍ مغلق!!..نعم أرأيت إلى أي درجة أعلن عقلي الاستسلام أمام سطوة لذتك!!..و لكن رغم ذلك الاستسلام ما زال خيالي يجمح بي ليجعلني أواجه معضلة أخلاقية و هي أي الأمرين أكثر لذة..أن أحاول لوحدي معرفة مدى تناسب لون طاولة الاجتماعات مع لون جسدك أم الإتيان بك فوقها لنكتشف ذلك الأمر سوية!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا زينـُ..
فكتوريوس ( 2014 / 9 / 8 - 10:16 )

اليمن أصل العرب العاربة والعربية السليمة مثل قولكَ في العنوان (أوجاعٌ) لا أوجاعٌ وقولكَ لو كنا (شعوباً) لا شعوبٌ،

وبعد سبر غور عيني الصورة
المرفقة بمقالكَ، عرفتُ أنهما لأنثى وليس لكَ!..

عيناكَ إنْ - يا زينـُ..- في صورةٍ / اختفيا، الكلامُ بديلُهُ.. عيناكَ!


2 - لفكتوريوس
زين اليوسف ( 2014 / 9 / 8 - 11:40 )
اللغة التي إستخدمتها أنا -قد- تكون صحيحة لأن كان ترفع ما بعدها و لا تنصبه و لكني قد أكون أيضاً مخطئة فلست بالكمال اللغوي أتصف لكن بالتأكيد اللغة التي إستخدمتها أنت في تعليقك لا تمت إلى اللغة العربية السليمة إلى حدٍ كبير


3 - أوجاع جنسية
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 9 / 8 - 23:19 )
أجد كتاباتك وإبداعك عموما شيء يرتقي إلى منزلة الخلق والإتقان . لا أدري كيف أجدني ودون حتى أن أشعر بذلك أحس بلذة تشبه الرعشة الجنسية وأنا أقرأ لك أيتها العزيزة زين اليوسف وبالخصوص عن مشكلة الجنس عندنا نحن العرب هذا النوع الإنساني الذي لا أجد له انحطاطا مثل انحطاطنا في الآخرين الذين كما ذكرت أنت وقد تفوقوا علينا بشكل مثير للإعجاب . آدم لم يخرج من الجنة بشكل إعتباطي بل كان تحديا للغطرسة وبدافع الجنس وتنفيذا لأوامره من جسد حواء التي كانت تدرك ما تخطط له . الجنس أقوى من الدين كما ذكرت وهذا صحيح إلى حد كبير ومعقول . فالإنحطاط الذي أصيب به العرب سببه بالدرجة الأولى هو نتيجة لفعل جنسي . ومن هنا يرتبط الجنس إرتباطا متينا بالدين ولا يمكن أن ينفصل هذا عن ذاك . والمرأة أو بالأحرى جسدها الرائع هو العامل الأساسي في الإنحطاط وفي التنمية وفي التربية وفي الأخلاق كذلك . أنا شخصيا أحترمك وأشد على يد ك وأشكر بلد اليمن الذي أنجبك وأمقته ليس لتخلفه فكل البلدان العربية متخلفة . أمقته لكونه أنجب جوهرة رائعة لا يستطيع إدراك قيمتها .


4 - أوجاع جنسية
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 9 / 8 - 23:20 )
أجد كتاباتك وإبداعك عموما شيء يرتقي إلى منزلة الخلق والإتقان . لا أدري كيف أجدني ودون حتى أن أشعر بذلك أحس بلذة تشبه الرعشة الجنسية وأنا أقرأ لك أيتها العزيزة زين اليوسف وبالخصوص عن مشكلة الجنس عندنا نحن العرب هذا النوع الإنساني الذي لا أجد له انحطاطا مثل انحطاطنا في الآخرين الذين كما ذكرت أنت وقد تفوقوا علينا بشكل مثير للإعجاب . آدم لم يخرج من الجنة بشكل إعتباطي بل كان تحديا للغطرسة وبدافع الجنس وتنفيذا لأوامره من جسد حواء التي كانت تدرك ما تخطط له . الجنس أقوى من الدين كما ذكرت وهذا صحيح إلى حد كبير ومعقول . فالإنحطاط الذي أصيب به العرب سببه بالدرجة الأولى هو نتيجة لفعل جنسي . ومن هنا يرتبط الجنس إرتباطا متينا بالدين ولا يمكن أن ينفصل هذا عن ذاك . والمرأة أو بالأحرى جسدها الرائع هو العامل الأساسي في الإنحطاط وفي التنمية وفي التربية وفي الأخلاق كذلك . أنا شخصيا أحترمك وأشد على يد ك وأشكر بلد اليمن الذي أنجبك وأمقته ليس لتخلفه فكل البلدان العربية متخلفة . أمقته لكونه أنجب جوهرة رائعة لا يستطيع إدراك قيمتها .

اخر الافلام

.. الإعلامية فريدة الزمر: كل ما تحتاجه المرأة من الرجل هو الأما


.. تدريب المرأة مهنيا.. أولوية لتمكينها اقتصاديا




.. الأردن.. برامج لتمكين النساء وتوجيههن لدخول سوق العمل


.. الناشطة بالجمعية التونسية من أجل الحقوق والحريات رانيا بن فر




.. حقوقيات تطالبن بتطبيق قانون النفاذ إلى المعلومة في تونس