الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟

نصارعبدالله

2014 / 9 / 7
الادارة و الاقتصاد


ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟ د/ نصار عبدالله
مياه بحيرة ناصر يمكن تغطيتها بصفائح بلاستيكية لتقليل البخر، وبذلك سوف توفرمصر من المياه ما بين 10 إلى 15مليار متر مكعب من المياه سنويا أى ما يتجاوز بكثير ما سوف تفقده على أسوأ الفروض بعد اكتمال بناء سد النهضة فى أثيوبيا!!، ليس هذا فحسب ولكن هذه الصفائح سوف تكون مزودة بخلايا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مما سيضمن القضاء على الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك ، ليس هذا فحسب بل إنه سوف يتجاوز ذلك إلى توفير فائض للتصدير إلى أوروبا يقدر المهندس الدكتور إبراهيم مصطفى كامل عوائده من العملة الصعبة بـ 80مليار دولار..تصوروا 80 مليار دولار أى ما يتجاوز أضعاف عائداتنا من السياحة وقناة السويس والبترول مجتمعة!!، الأكثر من ذلك أن الطاقة الكهربائية المتولدة سوف تستخدم لتشغيل مضخات ضخمة للمياه لرفع الماء وتخزينها على هضبة الجوجاب المتاخمة للسد ثم استخدام مساقطها بعد ذلك لتوليد الكهرباء مرة أخرى!!، وبذلك يتم توفير الوقود المستخدم حاليا لتغذية المضخات التى ترفع المياه إلى توشكا!! وسوف تكون تلك المياه كافية كذلك لا ستصلاح ملايين أخرى من الأفدنة الزراعية !!...هذا الكلام الذى يبدو شبيها بالروايات التى كتبها هـ .ج .ويلز، وجول فيرن وغيرهما من مشاهير كتاب روايات الخيال العلمى، هذا الكلام ليس رواية مصرية جديدة ولكنه مشروع متكامل سبق أن قدمه المهندس الدكتور إبراهيم مصطفى كامل إلى الرئيس السابق أنور السادات ، مرفقا به دراسة جدوى إقتصادية من إحدى كبريات شركات دراسة الجدوى فى العالم ( شركة بكتل) ، وقد أحاله الرئيس السادات وقتها إلى الدكتور حجازى الذى وافق عليه وتحمس للبدء فورا فى تنفيذه ولكن البيروقراطية المصرية تكفلت بعد ذلك بإيقاف كل شىء، فساد الصمت التام !!...هذا الكلام رواه المهندس إبراهيم كامل فى حلقة ممتعة من حلقات 25/30 التى يقدمها الإعلامى المعروف إبراهيم عيسى ، أذيعت فى شهر أغسطس الماضى، وكنت أعتزم عن أن أتكلم عنها فى حينها لولا أن شغلتنى موضوعات أخرى تصورت وقتها أنهاعاجلة، ...هأنذا أعود إلآن إلى الحديث عن مشروع إبراهيم مصطفى كامل الذى أعترف بأن هذه هى المرة الأولى التى أستمع فيها إلى حديثه الذى يبدو منطقيا ومتماسكا ومبهرا ، حتى وإن كان يفتقر إلى توثيق التفاصيل ( بالمناسبة: الشيطان يكمن دائما فى التفاصيل !!) ..أعود إلى هذا المشروع الذى واصل سيادته الحديث عنه بقوله إنه قام بتقديمه مرة أخرى إلى الدكتور حازم الببلاوى، الذى استفسرعن مصادر التمويل، وكان الرد هو أنه لن يكلف الدولة مليما واحدا، فهناك بالفعل عرض من اليابان بتمويل المرحلة الأولى من المشروع فى مقابل حصولها على فول الصويا المنتجة من الأرض المستصلحة!!، أما المراحل التالية فسوف يتم تمويلها من رأس المال الخاص المصرى بالإضافة إلى الدول الخارجية الراغبة فى استيراد الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية، وفيما ذكره الدكتور مصطفى كامل فإن الدكتور الببلاوى أحاله إلى الدكتور أيمن أبوحديد وزير الزراعة السابق الذى تحمس له حماسا شديدا، ولكن البيروقراطية المصرية تدخلت مرة أخرى لإيقاف كل شىء. ويواصل المهندس إبراهيم كامل بأنه تقدم بالمشروع مرة ثالثة إلى المهندس إبراهيم محلب، ولكن رد الفعل حتى الآن هو الصمت التام !!..إننى أطالب المهندس المحلب بأن يصدر بيانا رسميا يشرح فيه للرأى العام حقيقة هذا المشروع ، وأسباب عدم تنفيذه إن كان التنفبذ ممكنا ومجديا على النحو الذى صوره المهندس مصطفى كامل . إن مثل هذه المشروعات التى تعلقت بها قلوب وأحلام المواطنين ( ومن بينهم كاتب هذه السطور)، لا يصح تجاهلها ، ولا يصح عدم إطلاع الرأى العام على حقيقتها ، فالسكوت فى مثل هذه الحالة جريمة ينبغى أن يحاسب عليها من يقع عليه واجب الكلام!! . وحتى لوتبين لنا أن كلام المهندس إبراهيم يدخل فى باب الخيال العلمى النظرى ،فحسبنا أننا قد كسبنا فى هذه الحالة مبدعا حقيقيا لا يقل إبداعا عن هـ .ج. ويلز، ولنتذكر أن ويلز لم يكن مجرد كاتب قصص وروايات تنتمى إلى الخيال العلمى، ولم يكن كذلك مؤرخا من مشاهيرالمؤرخين فحسب، ولكنه كان فى الأصل متخصصا فى البيولوجيا ومشتغلا بتدريسها، تماما مثلما أن إبراهيم مصطفى كامل هوفى الأصل دكتور مهندس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرية والخيال والإبداع
محمود عرفات ( 2014 / 9 / 8 - 19:52 )
قرأت عن هذا المشروع فى الصحف قبل شهر تقريبا. لكنه كان مختلفا بعض الشىء عما أورده الصديق العزيز الدكتور نصار. فما قرأته يتلخص فى إنشاء حقول لتوليد الطاقة الكهربية من الألواح التى تمتص أشعة الشمس فى الصحراء الغربية، وهذه الطاقة الكهربية يمكن تصديرها بما يقارب الثمانين مليار جنيه.. بعد توفير طاقة كهربية تكفى حاجة السوق المصرية. لكنى أول مرة أقرأ عن تغطية بحيرة ناصر برقائق بلاستيكية تستطيع امتصاص الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربية. ما أريد قوله هنا إننا فى حاجة إلى الحرية التى تطلق العنان للخيال.. والخيال هو الأب الحقيقى للإبداع. أنا على ثقة أننا قادرون على إبداع حلول حقيقية وجذرية لمشكلاتنا الأقتصادية والاجتماعية. ولنطلق حرية التفكير لنستفيد من الخيال الذى تتيحه لنا الحرية؛ لنبدع حلولا ناجزة لكل المعضلات التى تعطل مسيرتنا نحو التقدم. فإذا سرنا فى الطريق الصحيح نحو المستقبل فسنجد لدينا أعدادا هائلة من المبدعين والمخترعين فى كافة المجالات الصناعية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والرياضية. مطلوب فقط أن نضع أقدامنا على أول الطريق الصحيح. وأتمنى ألا أموت قبل أن أعاين هذه اللحظة

اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي