الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنا عميل ؟

فريد الساعاتي

2014 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الذي يعيش في البلدان العربية يعرف ما تعني كلمه عميل، ولا اريد هنا ان اشرح المعنى اللغوي لهذه الكلمه، والقارئ يعرف ان لهذه الكلمه اكثر من معنى ، ولكن الذي يهم موضوعي هنا ان كلمه عميل تطلق عندنا على كثير من الرؤساء والملوك وحتى على كتاب او أشخاص عادين ، ونحن نعرف عندما نطلق صفه العماله على شخص ما بأننا نصنف هذا الشخص بشيء غايته في السلبية ، مثلا هذا الشخص يبيع وطنه او يخون الوطن والى اخره ، وفي المفهوم العام عندنا العرب ان العماله كلمه معاكسه تماماً للوطنية ، ونحن نتسابق على طريقتنا العاديه ان نكون وطنيون ومنها ان نطلق كلمه العماله على خصومنا السياسين والذين يخالفونا بالرأي والذين لانحبهم،
وعندما ترجمت كلمه عميل الى اللغة الانكليزيه أصبحت client وهذه تعني مراجع لشغله او مؤسسه لغرض ما، وأضيف أنا ربما كلمه agent هي اقرب الى المعنى المقصود ولو هي بعيده، وحتى كلمه spy جاسوس هي بعيده عن المعنى المطلوب، لهذا ينفرد العرب ان يطلقوا هذه الكلمه على خصومهم السياسين ان كانوا أفراد او رؤساء، ان في الدول الأوربية وأمريكا خصومات سياسيه فمنهم اليسار،اليمين،الجمهوري،الديمقراطي،البيئة، وووو ، ولا توجد اتهامات سياسيه بالعمالة كما نعرفه نحن العرب بالرغم من اختلاف الاتجاهات السياسية ، وإذا اكتشف شخص يتجسس لصالح بلد اخر سوف يحاكم الشخص طبقا للقانون بعد الإثبات عليه، وهذا الحال نفسه عند الدول العربية ،
رؤساء العرب اكثر ما يطلقون كلمه العماله على خصومهم السياسين ، فصدام كان يتهم معارضيه بأنهم عملاء لإيران وإسرائيل ، وبشار يتهم معارضيه بأنهم عملاء للغرب وايضاً اسرائيل ، وكذلك اكثر رؤساء الدول العربية يتبعون نفس الشئ، وكذلك المعارضة تطلق صفه العماله على رؤسائها، يعني لو سلمنا جدلا ان ما يقوله رؤساء العرب ومعارضيها صحيح لكان جميع الرؤساء العرب وكل معارضيم عملاء لإسرائيل وأمريكا !، هذا عدا كم نتهم بعضنا البعض الاخر للعمالة ، وكم اتهمنا كثير من الأدباء والمثقفين بالعمالة لإسرائيل وأمريكا
العماله تستخدم عندنا بكل سهوله لتسقيط الشخص سياسيا، والتشهير به على انه يقبض أموالا من اسرائيل او أمريكا، ولو اعكس الموضوع هل ان الكتاب والسياسيين الشيوعين واليسارين يقبضون رواتب من روسيا ؟
الاتجاهات السياسية تختلف ، فقد يكون الرئيس او السياسي ان يتخذا طريق يميل او يتفق مع السياسي الامريكية وهو يعتقد ان هذا في صالحه وصالح بلده، فلماذا نطلق كلمه العماله على هذا الرئيس ؟ هل هو يقبض راتب إضافي من أمريكا الى جانب أمواله الطائلة كرئيس عربي ؟!
هل ان حكام الكويت مثلا عملاء عندما طلبوا تحرير الكويت من الاحتلال العراقي مباشرتا من أمريكا ؟ تصوروا كيف كانت الكويت لو لازالت لحد الان تحت احتلال صدام؟ ان مقارنه صغيره بين الكويت ومحافظته البصره المجاورين لبعضهم الان سوف يجيب على هذاالسوأل،
الوطني جداً جمال عبد الناصر قد خسر كل سيناء في حربه مع اسرائيل، ولكن العميل جداً السادات قد ارجع كل سيناء عند صلحه مع إسرائيل ، ما خسره جمال الوطني رجعه السادات العميل، فمن هو الذي أضر مصر ومن هو ألذي خدمها؟
على اي حال لادري ان كنت أنا عميلا لكتابتي هذا الموضوع، وحتى لو حكمتم علي بالعمالة أقبلها وأقول لكني لم اقبض عليها أجور ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت
أحمد السيد علي ( 2014 / 9 / 9 - 18:18 )
قراءة جميلة

لتوصيف صفة عميل

خاصة المقارنة بين السادات وعبد الناصر

تحياتي عزيزي فريد

منذ سنين لم نلتقٍ

ستوكهولم


2 - االاخ احمد السيد علي
فريد ( 2014 / 9 / 11 - 09:03 )
شكرًا على رأيك
ويمكن يحالفنه الحظ وتلتقي مره اخرى،
مع تحياتي

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق