الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيناريوهات المتوقعة لإعادة الإعمار في غزة

رائد محمد حلس
(Raid M. Helles)

2014 / 9 / 8
القضية الفلسطينية


الحصار .. عودة الانقسام الذي لم ينتهي على أرض الواقع .. الجهة التي سوف تشرف على الإعمار .. عدم تمكن حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في غزة .. حكومة الظل في غزة .. تبادل الاتهامات والتحريض الإعلامي .. هي عقبات تواجه عملية إعادة إعمار غزة وتحديات تحول دون تنفيذها بشكل كامل أو حتى جزئي.
إن المتطلبات الأساسية لنجاح تنفيذ خطة إعادة الإعمار تتمثل في توفر بيئة مستقرة تضمن:
1. إنهاء الحصار على قطاع غزة بشكل كامل, أي حرية الحركة الكاملة وغير المقيدة للأشخاص والبضائع من وإلى قطاع غزة.
2. تجاوز حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية بشكل فعلي وسيادة روح التعاون.
3. توفير الدعم من الجهات المانحة.
ومن الواضح أن مثل هذه المتطلبات غير متوفرة حسب ظروف الوضع الراهن، وهذا يمثل التحدي الأساسي الذي يجعل آفاق إعادة الإعمار، حتى قصيرة الأجل، غير واضحة ويكتنفها الشك وعدم اليقين. ورغم ذلك، كان لا بد من التنبؤ بمستقبل عملية الإعمار بالاعتماد على عدة سيناريوهات، حيث تم بناء كل سيناريو بالاستناد إلى عدة عوامل داخلية وخارجية تلعب الدور الرئيسي في عملية الإعمار.
منهجية بناء السيناريوهات:
تم إعداد السيناريوهات بناء على مجموعة من الفرضيات والمعطيات السياسية والاقتصادية، من خلال مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية التي حدثت خلال الفترة السابقة وما زالت ماثلة على الأرض،أهمها الحصار المفروض على قطاع غزة، استمرار الانقسام السياسي بالرغم من إعلان اتفاق الشاطئ وتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي لم تتمكن من ممارسة مهامها في غزة بعد، الإعلان عن عقد مؤتمر للمانحين لتقديم المساعدات بشأن إعادة الإعمار. وبناء على تحليل هذه المتغيرات وآثارها يتم التوصل للنتائج المتوقعة لكل سيناريو.
السيناريو الأول: (السيناريو المتشائم) استمرار الانقسام والحصار
يستند هذا السيناريو إلى فرضية استمرار الوضع الراهن سياسيا واقتصاديا على ما هو عليه، بقاء الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على قطاع غزة، عدم تمكن حكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في غزة, استمرار تبادل الاتهامات والتحريض الإعلامي بين السلطة الفلسطينية وحماس وبالتالي عودة الانقسام من جديد، عدم تدفق المساعدات الدولية الخاصة بإعادة الإعمار.
إن ابرز نتائج هذا السيناريو تتمثل في عدم قدرة أية جهة على تنفيذ خطة إعادة الإعمار كليا أو جزئيا في ظل عدم توفر التمويل ومواد البناء. سيترتب على ذلك تفاقم الوضع الاقتصادي واستمرار تدهوره، إضافة لتزايد معاناة المواطنين الذين دمرت منازلهم جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. وسيبقى المشهد العام مفتوحا على احتمالات خطيرة تمس حياة الناس وأمنهم وأوضاعهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وستبقى العائلات بدون مأوى مناسب . إن نتائج هذا السيناريو ستؤدي بالضرورة إلى تزايد معدلات البطالة والفقر المرتفعة أصلا، وما يترتب على ذلك من تفاقم وتزايد حالات سوء التغذية وفقر الدم المنتشرة في قطاع غزة.
السيناريو الثاني : تجاوز الخلافات (تحقيق المصالحة) واستمرار الحصار

يستند هذا السيناريو على إمكانية تجاوز الخلافات وتحقيق وحدة وطنية بشكل فعلى والاتفاق على أن حكومة الوفاق الوطني أن تتولى مهمة إعادة الإعمار أو الاتفاق على أن تتولى مهمة إعادة الإعمار لجنة وطنية متخصصة، وبافتراض أن الحصار سيستمر جزئيا أو كليا، بسبب تعنت إسرائيل بحجة الإفراج عن جثث الجنديين الإسرائيليين. وقد ترفض إسرائيل رفع الحصار جزئيا أو كليا بسبب التمسك بمطلبها بنزع سلاح المقاومة . يترافق ذلك مع عدم تدفق المساعدات، أو تدفقها جزئيا مع رفع الحصار جزئيا.
على أية حال ليس من المتوقع في ظل حدوث مصالحة وطنية وعدم رفع الحصار وعدم تدفق المساعدات، أن يحدث أي تقدم ملموس في قضية إعادة الإعمار، بسبب عدم توفر التمويل ومتطلبات الإعمار. أما إذا ترافق تحقيق المصالحة الوطنية مع رفع جزئي للحصار والتمويل أبرز نتائج هذا السيناريو ألا يتم إدخال كافة المتطلبات لعملية إعادة الإعمار في ظل رفع جزئي للحصار، ومن ثم من المتوقع أيضا ألا تتم عملية إعادة الإعمار بكاملها وفي إطار تنموي ، أي أن مخرجات هذا السيناريو تتمثل في تقدم جزئي لعملية إعادة الإعمار قد تشمل العديد من المنازل أو المنشآت ولكن ليس بشكل كامل. ومن ثم لن يحدث تغير نوعي في الوضع الاقتصادي والاجتماعي لمختلف فئات المواطنين في قطاع غزة، خاصة المتضررين.
السيناريو الثالث: السيناريو المتفائل ( تحقيق المصالحة وإنهاء الحصار)
تحقيق المصالحة بشكل فعلي وتخلي حركة حماس عن حكومة الظل وتمكن حكومة الوفاق الوطني بكامل صلاحياتها، يترافق مع تعاون مشترك بين أطراف التنمية (الحكومة , القطاع الخاص, المجتمع المدني). وأن يتم رفع الحصار بشكل كامل في إطار تطورات سياسية دولية وإقليمية تسهل ذلك, وتدفق المساعدات الدولية ، حكومة الوحدة ستدير وتشرف على عملية إعادة الإعمار، وقد يتم ذلك بمساعدة المؤسسات الدولية .
بافتراض عدم وجود إشكاليات داخلية، فنية أو مهنية، وبافتراض التزام إسرائيل بفتح المعابر، من المتوقع أن تسير عملية إعادة الإعمار بشكل جيد، وفي إطار تنموي قوي يدفع بالاقتصاد الفلسطيني نحو طريق الانتعاش والتخفيف التدريجي للكثير من المعوقات. سيتراجع معدل البطالة بشكل واضح، وسيرتفع الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط دخل الفرد.
وفي الختام كلي أمل وتفاؤل أن يتحقق السيناريو الثالث الذي يحقق آمالي وطموحاتي كمواطن أعيش في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا