الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنّه بالهوسات ما تسوى فلس

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 9 / 8
كتابات ساخرة


المستشار (عبد المنعم الخطيب*) تحدث كثيراً بحكايات عن المجتمع العراقي أحداها:
عندما توفي جدي الشيخ عبد الهادي الخطيب في بداية القرن الماضي وكان يشغل وظيفة إمام وخطيب جامع شهربان خرجت جماهير المدينة من العرب في تشييعه ,
كان يتقدم المواكب مجموعة من المعممين (الصوفية) يضربون الدفوف و الطبول و يغنون , وبدأوا يهوّسون :
ثلثين الجنة لـ هادينا ... ثلثين الجنة لـ هادينا ..
سمع أكراد المدينة بالهوسة فسارعوا للأنضمام لموكب التشييع محتجين وغاضبين ولم يكن عندهم حينها (بيشمرگه) , فطلبوا من (كبير المهاويل) حصتهم من الجنة بأسم شيخهم (كاكا أحمد) كونه قائدهم الروحي في كل شهربان ونجحوا في أقناع العرب أن يمنحوهم حصّتهم من الأهازيج بطريقة سلمية , فتم تحوير الهوسة وأضافوا أليها :
ثلثين الجنّه لهادينا
والثلث لـ أحمد وأكراده
سمع آل بربوتي وهم (تركمان) بتلك الهوسة (الشمولية) و هبّوا عن بكرة أبيهم للوصول الى مقدمة الموكب لمقابلة (كبير المعممين الصوفية) وكان رجلاً كريماً لايغدر بحقوق الناس وأخبروه بمدى الغبن الذي لحق بهم , فقرر تحوير الهوسه لتكون منصفة للبربوتيين بأعتبارهم ركناً أساس في شهربان و صارت بعد التعديل :
ثلثين الجنه لـ هادينا
والثلث لـ أحمد وأكراده
وشويه شويّه لبربوتي
تعادل جنتنا و مابيها !
تلك الحكاية الحقيقية التي حصلت في عشرينات القرن الماضي تصوّر مايجري في بلدنا الآن حيث تتصارع الكتل والرئاسات و الأفراد من أجل مكسب أو سلة عنب أو أستكان شاي , الجميع عيونهم على قضمة سريعة تشبع مالديهم من جشع و سعار , البلد أمام أخطار جسيمة و البعض يستهويه أشباع الرغبات , السيد رئيس الوزراء المكلف العبادي يحاول العمل بكل مايملك من قدرة لأنقاذ العراق ومعه بالتأكيد آخرين فلا يعقل أن يكونوا جميعهم معميين بالأطماع , صحيح أن الساسة لديهم أستحقاقات حصلوا عليها بالأنتخاب , لكن الواقع عسير يحتاج زهد وتنازلات , ونعول أيضاً على شخصية السيد سليم الجبوري فهو يملك هدوءاً و ثقافة يمكن أن تستثمر في رسم طريق للتغيير للوصول الى بر الأمان , وهو أبن ديالى التي تضم (المقدادية وشهربان) فلا نريد له أن ينظر الى رئيس الوزراء المكلف على أنه حكر لقبيلة (عباده) أو لمكون بالذات , ولجماعة أتحاد القوى والكردستاني والتحالف و القطعات المتصارعة بينها نقول , مللنا وهرمنا و طلع الشيب في أذقاننا وحتى في مناطق يلجمنا الحياء عن وصفها , نسألكم الكف عن ترديد الهوسات المفرّقة للجماعات , ولا نريد أن نسمع :
ثلثين الطكَ لأهل ديالى
والثلث الباقي لعباده
هذا ألك هذا ألي
وضاع كولشي
حتى گحف الگير
وره الدجاجه والطلي !
..........................................
* عبد المنعم الخطيب مستشار في السلك الدبلوماسي عمل ممثلاً للعراق لأربعة عقود ونشرت له طرائف على لسان الكتاب (أبرزهم الكاتب العراقي القدير خالد القشطيني) نشرت في صحف لندن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو