الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رهان اللحظات الأخيرة

حسين علي الحمداني

2014 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



من الواضح جدا بأن بعض الكتل والأطراف السياسية قدمت المصالح الفئوية والشخصية على المصالح الوطنية في خطوة سلبية جدا من شأنها أن تخلق مشهدا سياسيا غير مرغوبا فيه.
إننا ندرك جيدا بأن بعض الأطراف جعلت من مفاوضات تشكيل الحكومة سلما لتصل فيه لمصالحها البعيدة جدا عن مصالح الشعب العراقي بما في ذلك مصالح شارعها وجمهورها وهي بذلك تحاول تسخير الحوارات لأجنداتها كما هو واضح.
والشيء الآخر ترشيحها للمناصب الوزارية ممن لا يتمتعون بالمقبولية الشعبية من جهة, ومن جهة أخرى ممن لديهم ملفات فساد كثيرة.
ومن هنا نجد ونحن نترقب ولادة الحكومة بان أجواء المفاوضات لم تكن إيجابية من جانب ، ومن جانب آخر شهدت رفع سقف المطالب ومحاولة خلط الأوراق من جديد وهذا ما دفع الكثير من المراقبين للتشكيك في نوايا بعض القوى السياسية إزاء مفهوم حكومة الشراكة من جانب ومدى إيمانها بالعملية السياسية من جانب آخر, خاصة وإن بعض المطالب في الأوراق التفاوضية كانت بعيدة جدا عن الدستور بل تتعارض معه وفي مقدمتها ما يتعلق بالبعث كحزب فاشي محظور بموجب الدستور العراق الذي يمنع التعاطي معه في أي حال من الأحوال .
إن الواقع العراقي وبعد مسيرة ثلاث دورات انتخابية تفرض أن يدرك البعض بأن لا عودة للوراء وأن عليهم مغادرة مناطق التفكير الفئوية والمناطقية والطائفية،والنظر بروح وطنية والمضي قدما في مشروع عراقي وطني تحتمه المرحلة وتفرضه طموحات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار بعد أن عانى الجميع من الإرهاب والفساد لدرجة فقدت بعض القوى السياسية بوصلتها وتحولت لأدوات معطلة حينا وساعية للتعطيل حينا آخر.
إن الشعب العراقي بكل أطيافه ينتظر حكومة قوية تحمل مشروع وطني، وأن يكون الوزير للشعب العراقي بغض النظر عن محافظته وحزبه وتكتله، وإن العالم بأسره هو الآخر ينتظر ولادة هذه الحكومة من أجل وضع ستراتيجية عالمية لمكافحة داعش والتنظيمات الإرهابية يكون العراق وحكومته جزءا مهما من الحشد الدولي، وبالتالي فإن أي تأخير في ولادة الحكومة سيكون رسالة سلبية للشعب العراقي أولا ، وللمجتمع الدولي ثانيا.
من هنا نجد بأن ( قرار الدقائق الأخيرة) يجب أن لا يكون رهانا للبعض من أجل تحقيق (مكاسب وهمية) على حساب مصالح الشعب العراقي الذي يستحق ان يحظى بحكومة تمثله خير تمثيل وتحقق الحد الأدنى من طموحاته التي تبدأ بالحفاظ على الوحدة الوطنية واختيار وزراء أكفاء وأن تكون هنالك إرادة سياسية قوية للقضاء على ألإرهاب مثلما حضرت الإرادة الشعبية وحسمت الكثير من المعارك المهمة ضد داعش ومن معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم