الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصبحت الطبقة الوسطى بالمغرب على حافة الانهيار؟؟؟

عبد الإله بسكمار

2014 / 9 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إلى حدود بعض السنوات كان يمكن للمغربي المتوسط الدخل أن يقتني سيارة ( على قد الحال ) ومنزلا ينعته المغاربة عادة " بقبر الدنيا " ، وقد يصل به الأمر حد قضاء عطلة صيفية مغربية ، طبعا بواسطة قروض بعيدة أو متوسطة المدى تلتهم قسطا كبيرا من حوالته الشهرية وليس شيئا آخر، ويعود الأمر برمته إلى بعض سياسات الدولة واستراتيجيتها الهادفة للحفاظ على الفئات الوسطى من المجتمع والتي تشكل دعامة الاستهلاك والنشاط الاقتصادي ، كما تعد الرافعة الأساس للتأطير الثقافي والاجتماعي والرياضي ضمن مايسمى عادة بالأحزاب السياسية والمنظمات النقابية ( رغم أن هذه الإطارات لا تمثل حاليا الشيء الكثير مما يؤشر إلى تحولات لا تخلو من خطورة على مستقبل الجميع ) وجمعيات المجتمع المدني بمختلف توجهاتها وأنشطتها... طبعا إلى جانب كتلة هائلة نطلق عليها عادة إسم " الأغلبية الصامتة ") ....
في جميع الدول والمجتمعات تعتبر الطبقة الوسطى ( رجال ونساء التعليم / الموظفون / الأطباء والمهندسون والأطر المتوسطة ) أساس الدينامية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وفيما تتجه كثير من الدول إلى حماية تلك الفئات من مختلف آثار ومظاهر الأزمة الاقتصادية ، بل وتنميتها ورعايتها ، نجد القائمين على شؤون مغربنا الحبيب جادين راهنا في حل الأزمة على حساب الفئات الوسطى والتي أصبح وضعها صعبا أكثر من أي وقت مضى....
من الزيادات المتتالية في الأسعار إلى سلسلة الإصلاحات الهيكلية : صندوق المقاصة / صندوق التقاعد / التقليص من الوظائف / تجميد الأجور إن لم نقل البحث عن أقل سبب لتقليصها ....أقول : لسنا ضد تضحية بعض الفئات من أجل الحفاظ على توازنات الدولة ، وإنعاش الفئات المعدمة ( ربما ) في ظل الاختلالات ومحدودية الإمكانيات ، لكن " السور القصير" يظل دائما هو تلك الفئات الوسطى المهددة بالانهيار والمحو بين يوم وآخر بحيث لا تبقى على الساحة الاجتماعية في الأخير إلا الفئات المحظوظة ( كبار رجال الأعمال/ مبيضو الأموال / كبار موظفي الدولة / كبار ضباط الجيش إلخ ...) مقابل الفئات الفقيرة أو المعدمة أو التي توجد ببساطة خارج النسق ( غالبية المجتمع المغربي ) لقد عبر عن ذلك بطل الشريط المصري عودة مواطن : " فيه ناس فوق وناس تحت أما اللي في الوسط راحت عليهم "....
لقد طال الهجوم الممنهج على الفئات الوسطى حتى بعض الحاجيات البسيطة التي كانت تعد إلى وقت قريب من مكتسبات هذه الطبقة كالمنح الجامعية ( التي لا تصل في كثير من الأحيان إلى مستحقيها ) والسكن الجامعي والنقل العمومي ناهيك عما يرتقب من إجهاز على الحق في العطل والتقاعد ( لم يعد لكثير من رجال التعليم مثلا الحق إلا في مؤسستين للاصطياف مثلا وهي بالمقابل المناسب وليست مجانية كما هو معروف ولن نستغرب إذا تم تفويت تلك المؤسسات في الأيام المقبلة أو وضع حد نهائي لاستغلالها من طرف رجال ونساء التعليم وهي مؤسساتهم أولا وقبل كل شيء)....
تدق جهات كثيرة ناقوس الخطر رغم غياب معارضة فاعلة وحقيقية ، فالوضع الاجتماعي هو الذي يشكل بؤرة تحولات المغرب المعاصر ماضيا وحاضرا ، ومن شأن تفاقمه أن يجر البلاد إلى منعطفات مستقبل مجهول ( ليست مؤشراته أقل من رفض رجال الإحصاء أو رفض التعامل معهم في بعض مناطق المغرب العميق ...صرخ أحد المواطنين : ماعندناش حتى الضو وجايين تحصيونا ؟" ونسبة المشاركة الكارثية في الاستحقاقات الانتخابية بما قد يؤدي إليه من غموض أفق البلاد ككل ) في ظل التدمير المتزايد والإجهاز المستمر على الفئات الوسطى والمتواضعة وهي حجر الزاوية في كل أمن واستقرار .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم