الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل ان يكون العراق وطنا للجميع !

جاسم هداد

2005 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في اواخر السبعينات من حكم البعث الفلقي , قام بشن حملة قمع دموية ضد القوى الوطنية العراقية , وخاصة الحزب الشيوعي العراقي , مما اضطر الآلاف من ابناء شعبنا المخلصين للشعب وللوطن , الهجرة خارج وطنهم , هربا من اضطهاد النظام المقبور . و بعد تقلد الطاغية صدام المركز الأول في الدولة العراقية , ازدادت الويلات على شعبنا العراقي , وخاصة بعد شنه الحرب ضد الجارة إيران , والتي امتدت لثمان سنوات , وعبر شعبنا في كثير من المناسبات , عن رفضه وشجبه لهذه الحرب , بموجات الأسرى التي كانت تسلم نفسها طوعا للسلطات الأيرانية , وواصل الطاغية سياساته التدميرية بغزوه للجارة الكويت , " موحدا البلدين " كما ادعى وأيده في ذلك القوميون العروبيون واحزاب الأسلام السياسي العربية , وكانت هذه الوحدة على الطريقة البسماركية . ومن جهة اخرى , كان معروفا للجميع قساوة الحصار الذي تم فرضه على شعبنا من قبل الدول المتنفذة في مجلس الأمن , وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية , وذلك كعقوبة للنظام حسب ادعاؤهم , وامتد اكثر من ثلاثة عشر عاما , وذلك بسبب لعبة القط والفأر التي كان يلعبها النظام البائد والولايات المتحدة الأمريكية , في اطالة هذا الحصار الجائر وعدم رفعه . وكان المتضرر الوحيد من ذلك هو شعبنا العراقي فقط , حيث دفع الثمن غاليا . وختم نظام البعث العفلقي حكمه بتسليم الوطن لقوات الأحتلال , بسبب عنجهيته وتثبثه بكرسي الحكم وعدم انصياعه لأصوات العقل والحكمة التي طالبته بالتنحي والأستقالة .

من السرد السابق , يتبين ان النظام البائد بكل نهجه وسلوكه العدائي تجاه شعبنا العراقي , اضعف " الشعور بالمواطنة " , وخلق بونا شاسعا بين المواطن العراقي وبين حكومته . وللتغلب على هذه المشكلة فإن المطلوب من الحكومة الحالية , والحكومات القادمة ,ردم الهوة بين المواطن العراقي والحكومة , واعادة الثقة له , وتعزيز " الشعور بالمواطنة " , وان يشعر كل عراقي وبالملموس ان له موقع في هذا الوطن , وان العراق للجميع , بالفعل والواقع , وليس شعارا يردده المسؤولون امام عدسات التلفزة .

عند سقوط نظام القمع والتسلط , استبشر العراقيون خيرا , وكانت امنياتهم بأن يأخذ كل ذي حق حقه , وان الرجل المناسب سيكون في المكان المناسب , وان زمن المحسوبية والمنسوبية قد ولى , وان عهد اشغار الوظائف تبعا للدرجة الحزبية , والتزلف لهذا المسؤول او ذاك قد انتهى , وان دفع الرشى مقابل الحصول على وظيفة ذهب مع النظام البائد .

ولكن واقع الحال اصدق من ما يتمناه المرء , فقد خاب امل قطاعات واسعة من الناس عندما تم تشكيل الحكومة المؤقته , حيث تم توزيع الوظائف على قيادي الأحزاب ومن تربطه بهم علاقة الأخوة والقرابة , وشملت حتى ابناء الحي والعشيرة والخ , كما اصبح الحصول على أية وظيفة , يتطلب دفع المقسوم , والحصول على تزكية من احزاب الأسلام السياسي الشيعي , واستبدلت صور " القائد الضرورة " بصور المراجع الدينية , وصار يخيل للداخل الى أي مستشفى مثلا , انه داخل الى حسينية , وازدادت غربة المواطن العراقي بسبب سياسة التمييز الطائفي الممارسة من قبل بعض هذه الأحزاب .

المطلوب الآن وبشكل ملح جدا , هو تعزيز " الشعور بالمواطنة " , واعادة الثقة للمواطن , وجعله يتلمس حقا ان العراق وطنه , واصبح هاما جدا على كل القوى الوطنية والديمقراطية والمعنية بمصلحة الوطن والشعب , تفعيل النضال من اجل ان يكون العراق وطنا للجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط