الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم مبارك فى حق الشعب (1)

فؤاد قنديل

2014 / 9 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



بدأت جرائم المعزول الكبرى في حق الشعب المصري مع قرار السادات اختيار مبارك نائبا له وهو لابد يعلم جيدا أن الرجل مجرد موظف يشغل منصبا كبيرا وكل ما يميزه أنه مطيع ويحسن تنفيذ الأوامر ، واختياره نائبا يعنى أنه سوف يصبح رئيسا بشكل مباشر فور تعرض الرئيس لأى محنة تمنعه من القيام بمسئولياته وكانت المحنة هى الاغتيال ومن ثم تبوأ مبارك عديم المواهب حكم مصر بكل ما تعنيه كلمة " مصر " من ثروات طبيعية وحضارية وبشرية وموقع وتاريخ ومكانة وزعامة. فماذا فعل مبارك بالهدية النادرة ؟
كان من الطبيعى أن تكون للغربال الجديد شدة وللشاب المنتشي بالمنصب الخرافى أن يرمى بياضه ويمارس بعض الأدوار التى تجعله في عين المنافقين والجهلاء وطنيا مخلصا . لكنه سرعان ما استقر على فلسفة الحكم التى ينوى المُضى على هداها وهي استكمال سياسة السادات المرتكزة على خمسة محاور هي 1- حرب 73 آخر الحروب وإسرائيل أصبحت صديقة 2 - أمريكا سيدة العالم و99% من المصائر في يدها
3 - لا مفر من الانفتاح والرهان على رجال الأعمال 4 - تحقيق الاستقرار بالسماح لكل مواطن بفعل ما يشاء حسب توجهات الشرطة 5 – غير مسموح بإزعاجى بسبب أية قضايا مهما كان خطرها.
إليكم بعض جرائم مبارك
1 - هيا بنا نطوف بالمحافظات لنرى بعيوننا وآذاننا كم الأمراض التى تسحق أجساد المصريين ، وكان يمكن أن يعالجوا في المستشفيات لكنها مريضة مثلهم وخربة وخالية من الدواء والعلاج والأسرة .. أمراض الكبد والكلى والأورام والسرطانات وتهدم القلوب لا تكاد تترك مصري يقيم في الريف أو في الحضردون أن تعصف به ولا تهتز شعرة في جفن مسئول.
2 – لا وجود لشيء في مصر اسمه التعليم فالمدارس وسيلة فقط لتجميع الصبية كى ينهبهم المدرسون بالدروس الخصوصية ،فكيف يفهم تلميذ واحد درسا وهو مسحوق في فصل تعداده مائة تلميذ ، ولا شرح للدروس ولا أسئلة ولا رعاية صحية ولا أنشطة ثقافية أو مكتبة أو نشاط رياضي فلا يوجد فناء للعب والتدريبات ، والنتائج وهمية لأنها من صنع الناظر ومعاونوه من المنتفعين والأهالى تنتزع من طعامها كى تدس في جيوب المدرسين ، وينهى الطالب دراسته في الثانوية وهو بالكاد يفك الخط وفي ذاكرته بعض المعلومات التافهة التى يحاول نسيانها. أما الأمية فتزيد كل يوم وفي ميزانية الدولة مسجلة تلك المليارات التى تنفق لمحوها.
3 – الفقر موزع على80% من الشعب بالعدل فلا فرص عمل ولا مشروعات ولا استصلاح زراعى ولا غزو للصحراء ولا فتح مجالات للعمل وكل من شب واقترب من العشرين يخطف القطار إلى القاهرة حيث الفرص كثيرة لبيع المناديل والزمامير والبالونات في الإشارات وفرص أكبر للشحاذة والخطف والنصب والسرقة والنوم تحت الكباري ، وقد تتحسن الأحوال بالبعض فيفرش بضاعته على الرصيف مهددا بقدوم الشرطة .
4 – النقل .. حدث ولا حرج فالسكك الحديدية أصبحت خرابا متنقلا .. قطارات بلا زجاج ولا كراسي والمزلقانات للموت فقط ، والقطارات تتصادم وتسقط بالناس وعلى الناس ، والعبارات تغرق بالآلاف ولا أية حماية أو محاكمة فليس هناك من أخطأ ومن أخطأ بالفعل يسمح له بالفرار لأنه جزء من النظام، والطرقات خارج القاهرة كمائن للموت حتى أصبحنا الدولة الأولى على العالم في عدد الحوادث القاتلة.
5 – هل يمكن أن تكون هناك جريمة أكبر من جريمة بيع معظم مصانع مصر الكبري التى أقيمت في الخمسينيات والستينيات ، وهي المصانع التى عاش على خيرها نصف العمال والموظفين في الدولة ؟ ولابد أن مبارك وحاشيته حاولوا بيع السد العالى لكنهم فيما يبدو لم يستطيعوا نزعه ونقله إلى المشتري.. لا بارك الله في مال وولد كل من شارك في هذه المأساة.
6 – أصبح التطبيع مع العدو الصهيونى على يديه من ثوابت السياسة المصرية وضرب استقلال مصر في مقتلحتى أن مصر الزعيمة أصبحت تعامل من كل الدول باستهانة وتجاهل ، من بين صور التطبيع عقد اتفاقية الكويز التى وضعت صناعة النسيج فى قبضة اليهود وبيعه الغاز الطبيعى لإسرائيل ، بالاضافة للبترول و السياحة و التعاون الزراعى الذى قتل المصريين بالبذور والسماد والأدوية المسببة للسرطان، و عقد اتفاقا لاقامة مزارع مشتركة مع إسرائيل فى سيناء وانتشر الصهاينة في كل مكان وكل نشاط بمصر
7 - حرص على اتباع فكر السادات بالإبقاء على ربط سياسة مصر الخارجية تابعة للرؤية الأمريكية وتمضى حيث تشير الدولة الشيطانية ، و الرضا بأن تكون سياسة مصر الاقتصادية مذعنة لتوجيهات صندوق النقد الدولى ، و البنك الدولى التابعين لأمريكا ، و عسكريا جعل قواتنا المسلحة معتمدة على السلاح الأمريكى و فتح قواعدنا الجوية و أجواءنا للسلاح الجوى الأمريكى ، و فتح أراضينا للقوات البرية الأمريكية ، و فتح مياهنا الاقليمية للقطع البحرية الأمريكية منذ عقدين من الزمان.
8 – العبث الواضح بالمجالس النيابية مع كل انتخابات حيث يفرض رجاله في معظم الدوائر ليكونوا صدى لصوته ومرايا لصورته وترديدا لقراراته وتوجيهاته وهكذا أصبحت تلك المجالس هيكلية وشكلية لا دور لها ولا رؤية ولا تأثير لها في تطوير المؤسسات وتعبيد الطريق نحو الديمقراطية.
والبقية تأتى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكلة ليست في الساقط حكما وواقعا مبارك
أبو مريم الشمالي ( 2014 / 9 / 9 - 08:22 )
المشكلة في العسكر ياصديقي !!! فهم منذ انقلابهم المشؤوم قبل عقود ستة أفسدوا العقول والحياة السياسية والاجتماعية ! صديقي مرحبا بالشيطان طالما أنه سيزيل طغمة العسكر الفاسدين .


2 - بين فنلندة ومصر
أنيس عموري ( 2014 / 9 / 9 - 09:24 )
نظام مبارك يتحمل مسؤولية ثانوية كونه نتيجة وليس سببا. التخلف عام في كل المنطقة العربية والإسلامية. ومادام الشعب تابعا لقوى اجتماعية وفكرية متخلفة مثل الطائفة والقبيلة والأزهر وجماعة الإخوان المسلمين فلن يحصل تقدم. قبل مبارك والسادات وناصر، كانت كل المحاولات لتحديث مصر ووضعها على سكة التقدم قد فشت ولهذا أمكن للعسكر أن يطيح بالنظام الملكي المتهالك. وتم ذلك بعد أن انتصرت القوى الرجعية بقيادة الأزهر على النخبة التحديثية.
في عام 1900 كان عدد سكان فنلندة مليونان ونصف المليون، وهم الآن خمسة ملايين ونصف المليون. سكان مصر يومئذ كان عددهم عشرة ملايين وهم اليوم تسعون مليون. لا يمكن في ظل هذا التكاثر المجنون أن تنجح المدرسة في القيام بدورها. وعندما تفشل المدرسة يفشل كل مشروع تنموي. قد يحلو للبعض إعطاء نموذج الهند والصين اللتين تحققان الآن تنمية مستدامة رغم الضغط السكاني، ولكن علينا أن لا نغفل في هذين المثالين الثمن الباهض الذي دفعته شعوبهما. بالإضافة طبعا إلى طبيعة التراث الديني فيهما، وسهولة علمنة الدولة وترشيد المجتمع فيهما. أما التراث العربي الإسلامي فهو الطاعون الذي شفاء منه.


3 - نظره عميقه
على سالم ( 2014 / 9 / 9 - 14:06 )
فى تقديرى ان اصل الكوارث بدون جدال هو الاسلام وتشريعاته وتعاليمه ومناخه ومناهجه ,لذلك ارى ان كل الدول الاسلاميه بها نفس النمط الكارثى المتخلف الفاسد ,بالتاكيد المبارك الزنيم فاسد وجاهل وخائن ويستحق اعدامه عشرات المرات نظير جرائمه وفجره,الكارثه هى الزواج الكاثوليكى بين نظام عفن فاسد مثل نظام مبارك المجرم والمؤسسه الدينيه الاسلاميه الفاسده المنافقه الكاذبه, المشكله الاساسيه دائما هى افيون الاسلام وسطوه الازهر والشيوخ المنافقين والتعليم الدينى والمنظومه الاسلاميه العفنه والتى تكبل عقول وسلوك القطيع ,الواجب يفرض علينا جميعا نظره بعمق الى هذا السرطان المسمى بالاسلام الصحراوى والقاؤه فى صندوق القمامه


4 - المخلوع وليس المعزول يا أستاذنا (1)
حسنين قيراط ( 2014 / 9 / 9 - 18:04 )
الأستاذ الكبير فؤاد قنديل
بعد السلام والتحية
أوافقك في كل حرف كتبته فقط كنت أفضل أن تنعته بالمخلوع وليس المعزول فقد خلعه الشعب غصبا عن إرادته وحتي دون أن يعرف أنه خلع إلا حين وصوله لشرم الشيخ بعد تمثيلية خطابه الأخير
ظل الحزب الحاكم في مصرقرابة 30 عام منفردا بالسلطة المطلقة في مصر،وفي السنوات العشر الأخيرة، ظل يستف الأوراق، ويحسب الخطوات، ويتخذ القرارت، ويغير في القوانين ، بواسطة ترزية القوانين في مجلسي الشعب والشوري، حتي تنتقل السلطة في حكم مصر المحروسة ، وكأنهاقطعة أرض في كفر مصيلحة، من الأب إلي الإبن في سهولة ويسر وبدون أية معارضة ، كله بالقانون،الأب عمل من نفسه إله، وكل من كان حوله كان يعامله من هذا المنطق، إله مصر ، وكل من حوله عبيد، كان الرجل في منتهي الإنبساط والرضا من هذه المعاملة ممن حوله ، وكان من حوله في منتهي الأمتنان لأنهم عبيد هذا الفرعون، والمقربين إليه،ظل زبانية حكمة يحسبون كل صغيرة وكبيرة لتنتقل السلطة من فرعون إلي فرعون أكثر فرعنة ، ولتصبح زوجة الفرعون ، أم الفرعون القادم ، كان الناس في مصر يعلمون بذلك وأن الكابوس قادم لا محالة


5 - المخلوع وليس المعزول أستاذنا(2)
حسنين قيراط ( 2014 / 9 / 9 - 18:08 )
وظلت بطانة الفرعون تستف الأوراق علي مدي سنوات طويلة ، الوزراء من الحزب الحاكم ، المحافظين لواءات من الحزب الحاكم ، مُديرو الأمن في محافظات مصر كلها من الحزب الحاكم ،رؤساء النقابات من الحزب الحاكم ، المحليات ورؤساء الأحياء من الحزب الحاكم ، رؤساء مجالس الصحف الحكومية ( الأهرام ، الأخبار ، الجمهورية ، روز اليوسف ،...وغيرهم ) من الحزب الحاكم ،وكذلك رؤساء تحرير هذه الصحف لا بد أن يكونوا من الحزب الحاكم ، عمداء الجامعات والكليات التابعة لكل جامعة لابد أن يكونوا أعضاء في الحزب الحاكم ، ثم كانت بداية النهاية ، عندما تم تزوير أنتخابات مجلسي الشعب والشوري بطريقة فجة وقبح وعدم إحترام لعقلية المواطن المصري، حتي يسيطر الحزب الحاكم علي القنوات التشريعية، والتنفيذية ، لتنتقل السلطة في سهولة ويسر من فرعون الأب إلي فرعون الإبن، لقد عملوا حساب لكل شئء ، ولم ينسوا شئء ، ولكنهم نسوا من بيده الأمر في الأول والآخر ، نسوا قضاء الله وقدره ، وسبحان المعز المذل .

اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل