الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهر والباطن في مشهد البرلمان العراقي

أدهم ميران

2005 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


دائما ما يحاول اعضاء الجمعية الوطنية العراقية والكتل السياسية التي تنتمي اليها ان تضفي الى مشهد الجمعية حسنا على حسن، وتعلن في مقابلاتها الصحفية والتلفزيونية ان الحال على احسن ما يكون، وتصور للمواطن ان ما يعتري الجمعية من توتر او مشادات كلامية ساخنة ليس الا اجتيازا لعقبة جديدة من الخلاف وبلوغ خطوة جديدة نحو التراضي والاتفاق، وان الأمر برمته لا يعدو ان يكون اكثر من ممارسة للديمقراطية والتعبير عن حرية الرأي والرأي الآخر، لكننا ما ان نتابع جلسات الجمعية الوطنية ونتائجها وتأجيلاتها لموضوع حساس تلو آخر، وبروز مشادات كلامية شخصية او ايديولوجية، حتى نقع في حيرة من أمرنا تجاه ما تصوره لنا الكتل السياسية في تشكيلة البرلمان العراقي من ان العملية السياسية بخير وماضية نحو التقدم.
في الجلسة الأخيرة للجمعية وبسبب خلاف بسيط علا الاحتدام الكلامي بين حسين الشهرستاني نائب رئيس الجمعية الذي كان مترأسا الجلسة نيابة عن حاجم الحسني (الذي غادر الى السعودية ليشارك في تشييع جنازة الملك فهد بن عبدالعزيز) وبين حسين الصدر عضو الجمعية الوطنية والذي يقود كتلة القائمة العراقية، ما ادى ان أخرج الأول الأخير من قاعة البرلمان، وان يعلو الصخب قبة البرلمان،وبالنتيجة غادر البعض استنكارا منه لتصرف الشهرستاني، وبقي من بقي لمتابعة الأزمة.
الموقف اخذ طابعا متأزما حقا حين وقّع اكثر من خمسين عضوا من اعضاء الجمعية على مذكرة استنكار يطالبون فيها رئيس الجمعية بابعاد الشهرستاني عن ادارة الجمعية، وتبعهم الدكتور اياد علاوي رئيس قائمة العراقية في ذلك، اذ انه وعد انه سيقدم هو الآخر مذكرة استنكار لرئيس الجمعية لما قام به الشهرستاني من عدم مراعاة حدود اللياقة.
وهذا يعتبر تداع خطير داخل اروقة الجمعية، يمكن ان يتسبب في نكوص وتراجع في العملية السياسية. ان وصول الموقف الى مستوى بروز خلافات متباينة وحادة بين اعضاء الجمعية حول كفاءة وصلاحية (الشهرستاني) نائب رئيس الجمعية يدفعنا قسرا الى السؤال الآتي: لماذا انتخب الشهرستاني نائبا وبأغلبية كبيرة، هل لكفاءته أم ان مبدأ المحاصصة كان الأسهل في حسم الأمور وقتذاك؟
لكن يبقى ما هو أخطر من ذلك، وهو الاعلام العراقي الذي لا يظهر سوى الخلافات السطحية التي يصفها اعضاء الجمعية بأنها ستنتهي الى وفاق تام، متغاضين عن تسليط الضوء على القضايا والمسائل المصيرية الأعمق التي تهم مكونات الشعب العراقي عامة والشعب الكردي منه خاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش