الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‫-;- الدور الفرنسي بين مطامح أولاند السياسية ومصاعبه الشخصية

حسين عمر

2014 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


‫-;- الدور الفرنسي بين مطامح أولاند السياسية ومصاعبه الشخصية

في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، يوم 28 من آب المنصرم، أمام المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا عبر العالم، والذي استعرض فيه سيّد الإليزيه الخطوط العريضة لسياساته الخارجية والداخلية، أراد أولاند أن يبدو في صورة الزعيم الذي يسعى إلى إعادة بلاده إلى صفّ القوى الدولية المؤثّرة والفاعلة التي تصنع القرارات ولا تكتفي فقط بلعب أدوارٍ في تنفيذها. لكن المشهد الخطابي الرئاسي في حضرة الوزراء والنواب البرلمانيين والسفراء، لا يتطابق مع ما يعانيه الرئيس الاشتراكي من مصاعب شخصية، إذ تدنّت شعبيته (وفق آخر استطلاعٍ أجرتها فيغارو ماغازين) إلى 13% وهي أدنى مستوى تصل إليه شعبية رئيسٍ فرنسيٍّ (اشتراكياً كان أو ديغولياً) منذ عام 1978، أي في عهد الجمهورية الخامسة، حيث كانت نسبة 16% هي أدنى شعبية يبلغها رئيسٌ فرنسي طيلة هذه السنوات، وهو الديغولي جاك شيراك. لكنّ شيراك بلغ هذا المستوى المتدنّي من الشعبية في يوليو 2006، أي في الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية وبينما كان الفرنسيون يستعدّون لرئاسيات 2007، بينما تبلغ شعبية الاشتراكي فرانسوا أولاند هذا التدنّي غير المسبوق وهو بالكاد قد أمضى نصف ولايته الرئاسية الأولى في الاليزيه، حيث انتخبه الفرنسيون في مايو 2012. والأنكى أنّ هذا التدنيّ في شعبية أولاند يشمل معسكره اليساري الذي يمثّل عائلته السياسية حيث لم يعد يحظى سوى بثقة 34% من أنصار اليسار، في حين تعرّض لانتقادات لاذعة من وزرائه (السابقين)، فقد تناولت رئيسة حزب الخضر ووزيرة الأراضي والاسكان في حكومة أولاند الأولى برئاسة جان مارك ايرولت، في كتابها الرئيس الفرنسي بانتقادات لاذعة تناولته شخصياً وقالت : " لقد حاولت أن أساعد رئيس الجمهورية وأن أدفعه إلى سلوك سياسات يسارية حقّاً، ولكنني فشلت، فغادرت حكومته.‬-;-
تعدّت الانتقادات الموجّهة لأداء سيّد الاليزيه وسياساته كلّ الدوائر ووصلت إلى داخل بيته الحكومي، إذ انتقد أرنو مونتبور وزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس السياسة التقشّف التي يعتمدها أولاند، وصرّح بأنّه"يكذب طيلة الوقت"، الأمر الذي أدى إلى استقالة حكومة مانويل فالس، ليعيد الرئيس أولاند تكليفه بتشكيل حكومة جديدة " تنسجم مع توجّهاته".

جاء كتاب صديقة أولاند السابقة، الاعلامية فاليري تريرفيلر بعنوان: شكراً لهذه اللحظة، والصادر مؤخّراً عن دار ليزارين، والذي تحدّثت فيه عن تفاصيل علاقتها مع أولاند وخيانته لها مع الممثلة جولي غاييه التي فضحت مجلّة "كلوزيه"، بالصور، تسلّل الرئيس الفرنسي خلسةً ومتخفّياً، على متن درّاجة نارية إلى لقائها في شقّة باريسية استعارها من صديق في ليلة رأس السنة، وسلوك هذا الأخير بعد تقلّده منصب الرئاسة وكيفية تصرّفه معها بعد انكشاف علاقته الغرامية مع الممثلة المذكورة، ليضيف جملة من المصاعب الشخصية على ما يعانيه الرئيس أصلاً من التدنّي المريع للشعبية نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعانيه فرنسا.
ومع أنّ الفرنسيين يفصلون، عادةً، بين السلوك الشخصي والأداء الوظيفي لمَنْ يتصدّى للعمل العامّ بما في ذلك رئيس الدولة، إلاّ أنّ تزامن سوء معدّلات الأداء على المستوى الاقتصادي، حيث معدّلات النمو المنخفض ونِسَب البطالة المرتفعة، مع هذه (الفضائح) الشخصية يجعل الرئيس أولاند محاصراً باستمرار من وسائل الاعلام والصحافة الفرنسية التي باتت تطرح عليه أسئلة تمسّ شخصه ومستقبل ولايته الرئاسية أكثر ممّا تعنى بالقضايا الاستراتيجية والسياسية الدولية التي يجهد أولاند في إيلائها الأهمية القصوى ويسعى إلى شرح أفضليات الموقف الفرنسي منها. وكان آخر فصول هذه المحاصرة الاعلامية ما واجهه أولاند من أسئلة في مؤتمره الصحفي، يوم 5 سبتمر في نيوبورت في ويلز البريطانية في أعقاب قمّة حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، حينما واجهه مراسل إذاعة أوروبا/ واحد EUROPE 1، بالسؤال فيما إذا كان لا يخشى إحتمالات أن يتجاوز تأثير كتاب السيّدة الأولى السابقة، الذي لاقى صدىً داخلياً ودولياً، حياته الشخصية ليمسّ بمصداقية عمله الرئاسي. بل أنّ الاعلامي الفرنسي الشهير جان-جاك بوردان بالغ في إحراج الرئيس أولاند حينما استضافه في برنامجه Bourdin -dir-ect (بوردان مباشر) على شاشة قناة BFMTV الاخبارية، بمناسبة مرور عامين على تولّيه كرسي الاليزيه، حينما طرح عليه السؤال الأوّل، قائلاً: هل لو أنّك صوّتت قبل عامين لفرانسوا أولاند، ولا شكّ أنّك قد فعلت ذلك، هل كنتَ لتشعر بخيبة أمل الآن؟
بعد افتراقه عن زوجته السابقة ووزيرة البيئة في حكومة فالس الأولى سيغولين رويال، وانتهاء صداقته بفاليري تريرفيلر، يعيش أولاند البالغ 59 عاماً، منذ ستّة أشهر، وحيداً في قصر الاليزيه وسط تكهّنات بل وانتظار المقربّين منه اعلان زواجه الرسمي من الممثلة جولي غاييه، عسى أن يخفّف ذلك أعباء مصاعبه الشخصية الأمر الذي قد يُساهم في تحسين أدائه الرئاسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم