الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين تضع حماس نفسها!!!

يحيى رباح

2014 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



هل يكرر المشهد الفلسطيني نفسه ن فتكون المصالحة الفلسطينية القائمة حاليا في بدايتها وفي حدها الادنى هي الضحية الكبرى ، وتنهار مثلما انهارت من قبل بعد توقيع اتفاق مكة ، وحدث الانقلاب المسلح ووقع الانقسام في الرابع عشر من حزيران عام 2007 ؟؟؟ وهل تسقط حكومة التوافق الوطني التي نتجت عن اتفاق مخيم الشاطيء مثلما سقطت حكومة الوحدة الوطنية التي انتجها اتفاق مكة ؟؟؟
واضح جدا اننا في اعقاب العدوان الاسرائيلي الشامل الذي بدأ في الضفة في الثاني عشر من حزيران وامتد الى القدس ثم تصاعد باقصى درجات العنف والتدمير في قطاع غزة لمدة واحد وخمسين يوما ثم ها هو يرتد الى الضفة الغربية في موجات استيطانية كاسحة ، واضح جدا ان المصالحة على كف عفريت ،وان حكومة التوافق لم تستطيع الاقلاع بعد في قطاع غزة بسببمنعه الحاد من قبل حركة حماس التي لم تعطيها ادنى فرصة ، وتقف لها بالمرصاد ، وتغلق امامها كل الابواب !!! والحقيقة ان علامات التوتر لقائمة الان بين حماس من جهة والكل الوطني الفلسطيني وعلى رأسه الشرعية الوطنية ، لا يمكن اخفائه ، ولا يمكن التقليل من خطورة تداعياته ، وان المحاولات الجادة والعميقة والايجابية التي قامت فيها القيادة الفلسطينية لرأب الصدع لم تؤدي الى حد الان الى اي نتيجة ، تماما مثلما حصل منذ اعلنت حماس عن انطلاقتها في نهاية عام 1987الذي شهد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الاولى ، وخلال سنوات الانتفاضة جرت حوارات
عديدة ، ولقاءات متنوعة للوصول مع حماس الى الحد الادنى للحد الادنى مع الاتفاق على اي شيء ولكن دون جدوى ، لدرجة ان تحرص حماس على تكريس الخلاف مع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة اصبح عبئا ثقيلا على الانتفاضة نفسها ،وكل عروض الشراكة المجزية التي قدمت لحماس من خلال الكل الفلسطيني ومؤسسة الشرعية ذهبت ادراج الرياح ، الامر الذي اعطى الانطباع القاتم اليوم بان خلاف حماس مع الكل الوطني كان مقصود لذاته ،وان ضرب الشرعية الفلسطينية وتدمير وجدانية التمثيل الفلسطيني هو المقسود والمستهدف اولا واخيرا ،وان خلاف حماس بصفتها جزء من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو خلاف وجودي وليس مجرد خلاف سياسي ، فقد راينا حماس تتبنى عبر النواب خيارات برغماتية اكثر من كل ما رفضته في علاقاتها مع الشرعية الفلسطينية ،وهذا السلوك ايضا لم يكن جديدا ، فقد كان الاخوان المسلمون موجودين في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية التي استعادت حضورها بعد النكبة ،ولكن حين انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة في مطلع عام 1965 فان الثورة الفلسطينية المعاصرة في مطلع عام 1965 فان الاخوان المسلمين ناصبوها العداء على المكشوف ، ولم يشاركوا فيها باي جهد ، وقد جرت محاولات فردية للمشاركة عندمما انشات قاعدة (الشيوخ ) تحت سقف قوات العاصفة في الاغوار الاردنية بقيادة الشيخ امناضل عبد الله عزام الذي استشهد بعد ذلك في افغانستان !!! ولكن تلك محاولة كانت تعبر عن مزايا ذاتية لذلك الرجل الكبير يرحمه الله ، ولم تكن تعبر عن تيار رئيسي في جماعة الاخوان المسلمين التي وضعت في اولوياتها المتقدمة في ذلك الوقت كابول وكندهار وفضلتهما على القدس وفلسطين .
وظل السؤال التراجيدي مطروحا حتى الان ، اين تضع حماس نفسها ؟؟؟ هل تضع نفسها في الاولويات الفلسطينية ام في الاولويات الاخرى ؟؟؟واعتقد انه بدون ان نصل الى يقين قاطع في الاجابة عن هذا السؤال فسوف نظل نقوم بمحاولات تصل الى الذروة ثم تفشل وتسقط مسببة افدح الاضرار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مثلما حدث في تجربة الانقسام الاسود ، ومثلما يحدث الان في اعقاب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، فما ان وضعت الحرب اوزاها حتى وجدنا حماس تتفلت من كل متتطلبات المصالحة ، وتعترض طريقها بعنف ، وتتنصل من كل ما فعلته يداها بانفراد دون ان تاخذ الكل الفلسطيني بالاعتبار كما انها عادت لتبحث لها عن شركاء من خارج البيت ، وترفض اليد الايجابية من الشرعية الفلسطينية والكل الفلسطيني .
نحن الان في الوقت الحرج : واسرائيل تركت قطاع غزة حطام فوق حطام وهناك امل ككبير وجهد هائل يبذل لاعاددة الاعمار ، فماذا تختار حماس ؟؟؟ تعمير قطاع غزة ، وانهوض بنموذجه الوطني تحت سقف المصالحة والوحدة ام ابقائه رهينة تنزف الدماء ؟؟؟ اين تضع حماس نفسها ، مع فلسطين ومشروعها الوطني وحلمها النبيل ام مجرد عنصر اثارة في الصراعات الاقليمية المحتدمة ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا