الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة مصدر السلطات

عمر قاسم أسعد

2014 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


( الأمة مصدر السلطات ) عبارة منقوشة في معظم الدساتير ، كلمات نظرية لجعل الدستور أكثر إشراقا وتقدما وديمقراطية ،
الحاكم العربي لا يمكن له التخلي عن كرسيه وعن سلطته ــ التي من المفترض أنها بإرادة الأمة ــ لاعتقاده أنه الوحيد الذي يمتلك العقل والفكر والوعي أكثر من كل الأمة ، وهو المرشد الأعلى والمصلح الأنقى والشيخ الأتقى ، لا يتحرج حين يقول أن الأمة ما زالت قاصرة عن إدارة شؤون حياتها وأنها لا تمتلك المقومات كي تقرر مصيرها .
وكل ما يتعلق بالأمة يجب أن يقرره الحاكم بإرادة منه ورغما عنها ، وإن أي تحرك شعبي باتجاه المطالبة بالحقوق الدستورية ما هي إلا محاولات من شعب جاهل يسعى للتخريب والتدمير ويجب أن يقابل بالحديد والنار والاعتقال والتعذيب والقتل .
الشعوب العربية مهضومة الحقوق ومثقلة بالواجبات ، والعقد الاجتماعي بينها وبين الحاكم ( السلطة ) تتم على أساس إن الحاكم درجة عليا يعلو فوقهم وأنهم درجة دنيا ، الحاكم هو السيد والشعب ما هم إلا عبيد ، الحاكم يأمر بوحي إلهي وعلى الشعب الخضوع والخنوع والامتثال ، بين الحاكم المستغِل والشعب المستغَل ، الحاكم يتبجح بالدستور وبكل موادة التي تقر بالديمقراطية والعدالة والمساواة في كل شؤون الحياة .

( الأمة مصدر السلطات ) تعني أن الشعب هو مصدر التشريع وبالتالي هو مصدر السلطة وعلى السلطة أن تنفذ ما جاء بالدستور لأنه العقد الذي يحدد حقوق وواجبات طرفي العقد ( السلطة والشعب ) وعلى السلطة أن تعلم أن الشعب هو طرف وأنها ما وضعت إلا لخدمته لضمان بقاءها وإن التشاركية هي الملاذ الوحيد لديمومة السلطة ،

إن قاعدة ( الأمة مصدر السلطات ) ما هي إلا صورة تجميلية لدساتير خزنت على الرفوف وتراكمت عليها خيوط العناكب وأصبحت مرتعا لكل أنواع الحشرات والزواحف ،
والحاكم هو السلطة وهو مصدر التشريع والتنفيذ والقضاء وبيده الموت والحياة وخزائن ما تحت الأرض وما فوقها هو حاكم البر والبحر والجو والمدرعات والمجنزرات والصواريخ والطائرات .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة التشريعية ممثلة بالمجالس النيابية تعين من قبل الحاكم وعصابته رغما عن إرادة الأمة فكيف سيعبر نواب الأمة عن الأمة وتطلعاتها وهمومها وقضاياها وهم يعملون لمصالحهم ومصالح من عينهم وأوجدهم ليسبحوا بحمد السلطة .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة التنفيذية ممثلة بالحكومات تعين من قبل الحاكم بعيدا عن الكفاءة والمقدرة والعدالة ، فالحكومات تتبع سيدها وولي أمرها ولتذهب الأمة إلى الجحيم .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة القضائية مخترقة ومهترئة تحاكم الأمة بسيف السلطة وبمحاكم عسكرية ، تعذيب وقمع واعتقال ، لايهم ما دام ولي الأمر بخير فلتفنى الأمة ويبقى الحاكم .

عن أي أمة نتحدث وهي تعيش حالة من القهر والعزلة والتهميش والإقصاء ، هي أمة الواجبات والخضوع والخنوع والامتثال لأوامر الحاكم وسلطته .
عن أي أمة نتحدث وكل حق من حقوقها تحول إلى منة وهبة ومكرمة .

في ظل سلطة الحاكم يكتب التاريخ حافل بالبطولات الوهمية والأمجاد الكاذبة تاريخ الدجل والنفاق .
وفي ظل سلطة الأمة سيكتب التاريخ الحقيقي بالدم والتضحيات وهو التاريخ الحقيقي للحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز