الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء وحوار مع الكاتبة والشاعرة سيدة بن علي

سيدة عشتار بن علي

2014 / 9 / 10
مقابلات و حوارات


لقاء وحوار
حاورها الكاتب والباحث د محمود أحمد القاسم
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
الشاعرة والكاتبة التونسية سيدة بن علي، شخصية مثقفة جداً، وتحمل فكراً منفتحاً وإنسانيا، ويساريا تقدميا، بحق وحقيقة، تؤمن بمساواة المرأة بالرجل، بشكل مطلق، وتدافع بكل كتاباتها عن حقوقها ومكتسباتها، وتؤمن بان الحرية لا تمنح بل تنتزع نزعا، كما تؤمن بفصل الدين عن الدولة، كذلك تؤمن بالتغير وتقول بان لا شيء يبقى ثابتا وعلى حاله، وهي سيدة ناشطة اجتماعياً وسياسياً، ومتفتحة فكرياً، وهي شخصية فذة، ولديها مئات المقالات السياسية والاجتماعية، وفي مجال الدفاع عن المرأة بشكل عام. كعادتي مع كل من أتحاور معهن من السيدات، كان سؤالي الأول لها هو:
@ الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة، ؟؟؟
سيدة بن علي كاتبة وشاعرة تونسية، مقيمة بتونس، أستاذة لغة عربية، أما عن هواياتي فالموسيقى والكتابة معشوقتيّ، دون قدرة على تفضيل الواحدة عن الأخرى،
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟ وهل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
بالنسبة للقناعات لا قناعات ثابتة لدي وما اؤمن به اليوم، قد أرفضه غداً، فكل شيء بالنسبة لي يخضع للنسبية، وليس هناك كائن طبيعي، يمكن ان يبقى ثابتا.. حتى الصخور، قد تتغير أشكالها مع الزمن، بتأثير الطبيعة، لكن القناعة الوحيدة الثابتة لدي، هي الحرية، وإيماني بها لن يتغير، الحرية وبعدها يكون كل شيء. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان فينوس:
فينوس خبّريني.....عن لونك الرّملي عن ذراعك المقطوعة...عن خطوط الصّيف وشقوق الزّمن في خاصرتك وعلى الشّفاه وحيدة أنا مثلك خرساء....في سرّي أجترّ اغنيات الحب....أسترق النّظر الى الأضواء....أسالك فأجيبيني....احكي لي عن عشقك لأدونيس كيف أدمى قلبك والدّمع من عينيك أجراه علّميني يا ربّة العنفوان كيف أحتمي من سحائب الدخان...كيف أتصالح مع اللّيل.. واعانق الجدران ... فينوس حدثيني...هل كان عرشك..رملا على ضفاف المياه...هل كان وهما ما رأيته وما أراه...علّميني...كيف أتناسخ مع الزّهر..كيف يكون الحبّ على الأرض دون محاكم...دون مشانق...كيف يزغرد النّبيذ المرّ على الشفاه....أسألك فلا تجفلي...كيف أخرس عواء الحرمان داخلي...ما عادت الجدران تحتملني...ما عادت غرفتي تسعني...علميني الرّقص على الجراح...ما بين آه ...وآه..أفتقدك ...أفتقدك....تمضغني الأشواق..يا فينوس...فأمطري حبّا... وخبّرييني...عن ذراعك المقطوعة...عن خرس العيون..عن اختناق اللّحن...عن المشاعر الضريرة...عن كل وهم جميل كان..وتاه...يمتصني الوهم يا فينوس...فلا تشيحي عني بوجهك....ونادميني ...رمّمي زجاج كأسي...صبّي لي إلحانك..نخبا..نخبا كي اسفك أمامك لحني...كي أحدّثك..كيف صدّقت ذات ليلة...عطاء حلم قصير... سخاء عشق ضرير...تنهشني انياب اللحظات...يا فينوس...مالي أراك تغمصين عينيك...وتشيحين عني بوجهك...تبّا لذلّي في حضرتك...تبّا لك يا شتائية القلب .... واوّاه ..منك..اوّاه
@قناعاتي تقول أن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك سيدتي على ذلك ؟؟؟
قناعتي أنّ الحرية تنتزع، ولا تمنح هديّة من أي كان، والمرأة التي تنتظر من رجل ان يمنحها الحرية والسعادة متى شاء، دون شك، سيكون قادراً على انتزاع ما منحه لها متى شاء، كذلك الأمر بالنسبة للشعوب التي تنتظر ان تأتيها حريتها وكرامتها على طبق من ذهب، وهي نائمة في العسل، وما نحصل عليه بعد تعب ونضال من الصعب ان يقدر اي كان على انتزاعه.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن تقرأي من الكتاب والأدباء؟؟؟ وهل لديك مؤلفات في هذا المجال (مجال الأدب)؟؟؟ منذ متى وكيف ابتدأت الكتابة؟؟
علاقتي بالقراءة والكتابة، كانت أول تجربة لي طبعاً مع القرآن بحكم انتمائي الى عائلة متدينة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكتابة، وان كنت تقصد القراءة والكتابة الحرة فعهدي بها تحديداً، كان في سن المراهقة، وبداية المرحلة الثانوية، ونحن جميعاً نعرف انه غالبا تحت تأثير الألم، والحاجة إلى البوح والتنفس نلجأ الى الكتابة، وما أكثرها آلام فترة المراهقة... هنا كانت بدايتي وتجربتي مع الكتابة. أما عن القراءة، فبداياتي كانت مع المنفلوطي والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وابو القاسم الشّابي في الشعر، ثم تأتي مرحلة الولع بشعر بدر شاكر السياب وخليل حاوي ومحمود درويش ومعين بسيسو وسميح القاسم، ثم فيما بعد كان التعرف الى الادب العالمي من غابرييل غارسيا ماركيز وتولستوي وبودلير ورامبو وباسكال والقائمة تطول.
@ ما هي مضامين كتاباتك، ولمن تكتبي من فئات المجتمع، وهل للسياسة والمرأة حيز في كتاباتك، وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقاريء؟؟؟
حين اكتب، لا اكتب الى فئة معينة، وإلا فلا معنى ولا رسالة يمكن ان تحققها الكتابة الفئوية، ولست من المنظّرين لمقولة ابي تمام، حين سأله أحدهم تكتب ما لا يفهم، فأجابه فوراً ولماذا لا تفهم انت ما اكتبه، فالنحت على الصخر ممتع ولا ألذ من الاحساس بأنك ساهمت في تغيير عقلية شخص، او أكثر عبر كتاباتك، ودون مبالغة استمتعت بهذا الإحساس، وما زلت اطلب منه المزيد، رغم أن كتاباتي لم تتجاوز حدود المقالات والقصائد في جميع المجالات، سياسية واجتماعية وعاطفية.
@ما هو موقفك سيدتي من السرقات الأدبية التي تحدث على الشبكة العنكبوتية وكيف يمكننا وضع حد لها؟؟؟
ظاهرة السرقات الأدبية قديمة قدم الأدب، وكم من ابداعات نسبت الى غير أصحابها الأصليين، إما سهواً او عمداً..حتى الكتب السماوية لم تسلم من ذلك.. أقول هذا بتحفّظ، لأنه يطول الحديث في هذا الموضوع بالذات، وقد خصّص النقاد القدامى العرب، كتباً بأكملها لمعالجة ظاهرة السرقات الأدبية، وما يحدث على الشبكة العنكبوتية يعتبر بسيطاً، بالمقارنة مع من سرقت منه رسالة دكتوراه، ودواوين شعر بأكملها، او قصص وغيرها، واراهن على ان هناك العديد من الاسماء، عرفت الشهرة لأنها تحسن التّسويق، وليس الكتابة، بل هناك كثيرون هم الذين صنعوا اسماءهم الادبية، بقوة أموالهم، وسرقة مجهود غيرهم من المبدعين، المغمورين، بسبب بؤسهم وحاجتهم الى لقمة العيش، الاقطاع الثقافي منتشر بكثرة عندنا، ولذلك نحن نعاني من ازمة في الابداع، وأزمة في الفكر.
@هل تعتقدي سيدتي بوجود أدب نسائي وآخر ذكوري؟؟؟
في الحقيقة أنا ضد هذا التّصنيف، لأنه يعمق الهوة بين المرأة والرجل، ويفرض فروقات نحن في غنى عنها، إن كنا حقا نتعامل مع المرأة باحترام، ونؤمن بمساواتها له، ثم إن الابداع لا جنس له، مهما كانت الظروف، وإذا كنا نريد تصنيف الأدب بأدب المرأة، وأدب الرجل، فمعنى هذا انه يمكن ان يكون هناك أيضاً أدب لذوي الاحتياجات الخاصة، وأدب لكبار السن، ومثله للمراهقين، وأخر للموظفين....الأدب هو الادب، وهذا التّصنيف نابع من مرض تعاني منه مجتمعاتنا العربية، هو مرض الحط من شأن المرأة، وإنكار مساواتها بالرجل، سواء وقع التصريح بذلك، او المراوغة بعدم التصريح.
@هل تعتقدي صديقتي أن دور الشعر والشاعر تغير دوره وتأثيره عما كان عليه في العهود الماضية؟؟؟
مما لا شكّ فيه، أن القصيدة القديمة هي النبع والأصل الذي نهلنا منه جميعاً، وخاصة القصيدة الجاهلية، الّتي كانت مرجعاً لكل الشعراء فيما بعد، بما فيهم الشعراء المحدثون مثل بشار بن برد، وأبو نواس وغيرهم، فقد كان هؤلاء الشعراء يسافرون الى البوادي خصيصاً، كي ينهلوا من شعر اهل البادية، بعيدا عن التحريف واللحن، وحين يقال ان الشاعر الفلاني تبدّى، معنى هذا انه حصل على شهادة لا مجال بعدها للتشكيك في فصاحته، وسلامة لسانه، وشاعريته، ومن ينكر فضل القصيدة العمودية عليه، او لا دراية له بها، بصراحة اعتبره شاعراً طارئاً، فكيف يمكن لشاعر عربي ان يبدع حقاً، إذا لم ينهل من شعر امرئ ألقيس والشنفري وزهير أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء، والشعر الصوفي....ليس معنى كلامي ان القصيدة المتحررة من قيود القصيدة العمودية، لا تعتبر شعراً، بل هذه الاصول لا مجال لتجاهلها، او جهلها.
أما عن وظيفة الشعر فهي حتماً تختلف من عصر لآخر، ومن زمن لآخر، ففي العصر الجاهلي مثلا كان الشاعر بمثابة الناطق الرسمي لقبيلته، وحين كانت القبيلة تكتشف ولادة شاعر من أبناءها، كانت تقام له الافراح والاحتفالات، لأنه سيكون لسانها الذي سيلمع صورتها، ويتفنن في فخرها وتلميع سمعتها بين القبائل الأخرى. أما في العصر الحديث فالشاعر ودوره اختلف عما كان عليه من قبل، وأصبح الشعر هو كل ما يمكن ان يلامس الوجدان، وتتعدد الالوان والأشكال.
@ ما هي نظرتك لما يحدث في المنطقة العربية بشكل عام، مع التركيز عما يحدث في تونس، وهل تؤيدي حكم الإسلاميين التكفيريين والقاعدة في كل تونس وغيرها من الدول العربية ولماذا؟؟؟
بالنسبة لي كل حكم يستمد شرعيته من الذات الإلهية، ومن الدين، لا يمكن ان تكون نتيجته إلا كما نراه، اليوم على ارض الواقع، والمجتمعات الأوروبية، لم تصل الى ما وصلت اليه، إلا بعد أن نجحت في فصل الدولة عن الدين، وسلطة الكنيسة، اثر صراع دموي وطويل، وعلى ما يبدو بالنسبة للمجتمعات العربية، كان لا بد لها ان تمر بما تمر به اليوم من صراع مع القوى الدينية والتكفيرية، فالشعوب لا يغيرها التنظير، بل التجربة في اللحم الحي. وهذه قصيدة من أشعاري: بعنوان: حين شهق الزهر بالندى هناك مازلت الغرفة كما كانت...مساء القبلة الاولى...مساء الهمسة الاولى...حين شهق الزهر بالندى...مازالت كما هي...غير بعض غبار...على المرآة على...الرفوف ونواح خافت هامس...لسرير بالحب آثم...ومنديل منسي تثاءب دفئه...شحب عنفوانه وذوى....هناك رايت حديث الحب في عينيك....والمجهول... طوحت بنا الكؤوس...فذبنا في لماها...ذبنا ليلة ماطرة كانت...والريح حنانة الصدى ....نحيبك الغالي اسكر القلب...فتهنا في لجج الحب..تهنا...حتى الستائر تأوهت....بنار مواجيد ضرّمها العشق...عبث برأسها الهوى...هذا المكان اعرفه ويعرفني...هذه الشرفة اذكرها وتذكرني...فيا معطشي هل تسمعني...ان صرخت.. واعطشي ام ان صوتي بات غريبا..ولم يبق منه الا شظايا...تفتت في المدى....هناك...في ذرى الصفصاف...سمعت صوت الريح يجهش...ابحثي عنه...في غيمة او صاعقة...اسلكي هذا الطريق المقفر...فما كان كان... وانتهى.
@ هل تعتقد السيدة عشتار أن هناك ترابط بين كل ما يحدث في تونس وليبيا ومصر والعراق وفلسطين من أحداث دموية ومأساوية بقيادة التكفيريين وداعش والقاعدة؟
هذا لا مجال للشك فيه، وفد كتبت الكثير من المقالات حول ما يسمى بالربيع العربي، في بداية الثورات، وما يكتنفه من شك، أصبح اليوم يقيناً، يعيه حتى اكثر الناس جهلا وأمية.
@هل تعتقدي بوجود أزمة ثقافية في المجتمع العربي بعامة، وما هي مشكلة القاريء العربي، بمعنى لماذا يتهرب القاريء العربي من القراءة؟؟؟
الأمراض الثقافية كثيرة بالنسبة للمجتمعات العربية، ويصعب الحديث عنها، وتعدادها في بضع سطور، لكن يكفي ان اقول اننا نعاني ازمة في الإبداع، وأزمة في الفكر، أما عن القارئ العربي، فحسب الاستطلاعات والإحصائيات، هو أكثر القراء كسلاً، واقلهم إقبالاً على الكتاب، ببساطة لأننا شعوب اعتادت ان يقع تلقينها، ونشأت على الكسل الفكري، بحكم كثرة النواهي والممنوعات، حتى أصبح العقل العربي بصفة عامة، يعاني نوعا من الشلل، هذا إضافة الى الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية السيئة، التي تعاني بسببها الشعوب العربية، والبطون الخاوية، لا يمكن ان تنتج الا عقولاً خاوية مع استثناءات قلية جداً.
@هل لك سيدتي إعطاؤنا نبذة عن المرأة التونسية من النواحي التعليمية والثقافية ووعيها وروحها الاجتماعية، ومدى تحررها وتقدمها ونظرة الرجل التونسي لها، وهل أنت راضية عنها، وهل ما حدث ويحدث في تونس الآن يصب في مصلحة المرأة التونسية وتحررها ومع حريتها الشخصية ؟؟؟
المرأة التونسية هي حفيدة الكاهنة وعلّيسة، وليست حديثة العهد بالتحرر، هذا إضافة إلى ما حظيت به من مكاسب بفضل بعض المفكرين، وعلى رأسهم المناضل الطّاهر الحداد، وبفضل مجهودات ونضال الزعيم الحبيب بورقيبة، فحرائر تونس كما كان يحلو لبورقيبة تسميتهن، كن دوماً، سبّاقات في اقتحام مجالات كانت تعتبر حكراً على الرجل، فالمرأة التونسية كانت سباقة في قيادة الطائرة، وفي ممارسة مهنة الطب، والمحاماة..باختصار ما تراه نساء من دول عربية أخرى مكتسبات بالنسبة للمرأة التونسية، تتعامل معه التونسية على انه جزء من كيانها، فهي كانت دوما في الصفوف الأمامية في النضال ضد الجهل والتخلف، والحرص على أن تكون تونس رائدة في مجال حرية المرأة، عبر المصادقة على الانتماء إلى المنظومة الدولية، والمصادقة على العديد من الاتفاقات، ولذلك حين قامت الثورة في تونس، ازداد طموح المرأة في الحصول على المزيد من الحقوق، وعاشت أحلاما ثورية رومانسية لم تلبث أن ذهبت أدراج الرياح، وإذا بحرائر تونس يصدمن بما لم يكن في الحسبان وما لم يتوقعنه، ولو في الكوابيس...أصوات تنادي بالحجاب والنقاب، وبان المرأة عورة، وشيوخ لا نعرف من أين طلعوا علينا ينادون بختان الإناث، ويناقشون فكرة ضرورة الاتفاق أولا على أن المرأة إنسان...باختصار عشنا المهزلة بحذافيرها، لكن المرأة التونسية كانت دوما في مستوى التحديات، كما كانت دوماً وكما سبق أن قلت الحرية تنتزع ولا تمنح أستاذ احمد.
@ هل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان بعامة، وكيف خدمت أو أساءت الشبكة العنكبوتية للمواطن بشكل عام ؟؟؟
الشبكة العنكبوتية حولت العالم كله إلى قرية صغيرة، والإنسان العربي بفضلها تخلص من عبوديته للإعلام الموجه، او إعلام السلطة الحاكمة، ولم يعد هناك مجال للضحك على العقول واستحمارها، أما عن السلبيات فدون شك، هذا العالم أي الانترنت تأثيره في البداية على اي وافد جديد، هو كتأثير الضوء الساطع حين يبهر من عاش لفترة طويلة رهين العتمة، لكن اعتقد أن ايجابياتها أكثر بكثير من سلبياتها.
@ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???
كل هذا الموروث المتعفن، والذي تعبت أنا شخصياً من الكتابة فيه، ومناقشته، وكأن المرأة ارتكبت إثما وجرماً تستحق بسببه التعذيب الأبدي، ولا جرم لها غير انتماءها لجنس الأنثى، التي يخشاها العقل ألذكوري، ويعمل على طمس هويتها، وعزلها عن الحياة، كي لا تكشف ستره، وتكشف عقدة الخصاء لديه، ويطول الحديث في هذا الموضوع أيضا.
@ ما هي سيدتي نظرتك المستقبلية كشخصية تونسية لما قيل عنه الربيع العربي بعامة، والوضع التونسي بخاصة؟؟؟
الربيع العربي مسرحية دامية، وقع التخطيط لها، وكتابة السيناريو بحكمة، والإخراج كان هوليودي بامتياز، لكن هذا ليس معناه أن الشعب التونسي، لم يثر، وكل الظروف وقتها ما كان يمكن أن تؤدي إلا إلى الثورة، فكان الانفجار، وكانت الثورة التي للأسف وقعت سرقتها، والركوب عليها، لتنفيذ المخطط الجهنمي، وقد كتبت العديد من المقالات حول هذا أيضا.
@ ما هو تعليقك عما يحدث الآن في غزة، من مجازر على أيدي اليهود الصهاينة، النازيون الجدد، وهل تعتقدي انه مرتبط بالوضع العربي العام لتصفية القضية الفلسطينية؟؟؟
فلسطين كانت هي بداية السقوط، ومنها يبدأ التحرير، وكل ما يحدث الآن الهدف منه إعادة تقسيم المنطقة، والحفاظ على امن إسرائيل بدرجة أولى. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: لحن ناشز ماذا تريدين ?
لا شيء هي محاولة فقط لفتح ثقب في السماء بحث عن رائحة حبيبة ذاكرة آثمة بالحنين ماذا تريدين ? لا شيء فقط هو بكاء شموعي اشتياقا أرعش القلب بخمرة الذّكريات تآمر مع صوت المطر على رأس مولع بالسكر أفشى سرّي...أحرق الرّوح على الشّفاه فناحت مع الجدران الصّماء: أريد حبيبي ..أريده ردّت الجدران...كفّني آهاتك بالأوراق قد كان حلم صيف...ومضى..عانقيني...أنا أكثر من حبيبك سخاء أطبقي بأسنانك على خشب النّافذة واحتفظي بعينيك...هكذا...مغمضتين اخرسي هذه الزّفرة المشتعلة فما هي إلا لحن ناشز وتر من الدّهشة...من الاحتراق خبا...في جليد الشتاء خبا...رحلة كانت...على جواد من خمر...من جمر افيقي...حدّقي في الشّمس الغارقة في دمها...أيّها الألم....يا ايّها الألم اهدأ...وكفّ عن الصّراخ في أذني...اخفض هدير موجك...وارفع عن صدري يدك...فقد هرمت أيّام لهوي...وهذا القلب الذي عنه تبحث مزّقته مخالب وحش أبله عبثا تبحث...عبثا تبحث.
@ ما هيي نظرتك سيدتي للمرأة الفلسطينية بعامة؟؟؟
المرأة الفلسطينية امرأة قوية ومثقفة ومناضلة وولادة . هذه قصيدة من أشعاري
بعنوان عليسة:
علّيسة....ديدو....اليسار !! يا رقّة عاشقة في ليالي الوجع ... يا حكمة الأحرار... شقّي عباب البحر...وانهضي...بجرحك المتخم بالأسرار...وأقيمي المدينة...اقيميها ... لملمي أحلامنا المتشظية...وامسحي بيديك...دمعة امراة غزتها المآسي... لفّها العار من قرون عانقت خوفها...كخطيئة تتناسل....وجعا شهيا نبيذها العتمة.... وفي الظّل صنعوا منها علفا....في الأوكار اليسار....اليسار ! يا رحّالة شرّدتها القصور....شرّدتها الدّيار خرجت تتحسّس اللّيل عارية.... تقارع الموج المعربد.... روح أنهكها مشهد الدّم..قلب أحاط به الغبار....لهفة مخنوقة....بدّدتها ليالي الثلج والغربة نجمة سقطت سهوا...سبحت ضد التيّار شربت العتمة..يا ذات الجدائل....! وعلى لحم أقدامك تعثّرت....لاعبت الكواسر....راقصت الذّئاب...وأقمت الحضارة...نعم أقمتها...مدينة شامخة...تحدّت جموح الرّياح....تحدّت الأقدار تعبنا...تعبنا ...تعبنا.... فهبّي يا عنقاء من رمادك...لك البخور واللّبان والعطر.....ولتلتهب جناحاك...كمروحة من نار...افقئي عيون ثعابين أزهرت في جروحنا....اقتاتت من قروحنا....وفيضي....يا ليالي الغضب....فيضي...امسحي آثار نعالهم....بلّلي شفاها جفّت من طول احتضار .
@ما هي أحلامك وطموحاتك الشخصية صديقتي التي تتمني تحقيقها؟؟؟
الحديث عن الأحلام في زمن الكوابيس صعب في الحقيقة.. أجهضوا احلامنا، بل أحلامنا أصبحت جبانة ومتردّدة، ولم تعد حالياً تتجاوز السّتر والأمان والعافية, لكن سوف أحاول تذكر ما كنت أحلم به قبل ان يفتح علينا باب جهنّم:كنت احلم أن نكون شعوبا محترمة تحترم الانسان والحيوان، كنت احلم بوطن أجمل فيه لا نحس بالدّونية امام الفرنسيين والطليان والأمريكان ...حلمت بتحرر عقولنا وكسرها للقيود الّتي كبّلتها طيلة هذه القرون لكن هيهات هيهات. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان لا اريد الجنة اريد وطني:
آه يا بلدي، صدقت حكايا الآباء والأجداد عن مجدك الغابر، عن عتقك لرقاب البشر، عن أثدائك الطّافحة باللّبن، وها أنّي أراك رسماً عتيقاً في العتمة، لا شمس ولا مطر، ما لزواياك مظلمة، وسماءك استحالت لوحة سوداء، الريح تدفعك الى ظلمة الهاوية، وفي الروح يتمزق الوتر، القمر ينير دروب الذئاب العاوية، فيا قلوبنا الكسيرة، اين المفر؟ هل يسعفنا الطريق؟ هل يصيبك يا بلدي البرق مرتين لو عبر؟ هل تستحيل أحلامك ذهبا؟ أيّها الناس، أيّتها القرود الّتي تزأر في وجوهنا، أيّتها الطرقات المقتولة بفواجعها، أيّتها البرك الآسنة..أيّها الضّجر، لم الوقوف في العفن؟ اجعلوا الارض تهتز حتى جذورها، فما من شيء يحدث منذ زمن، ولن أصدّق أسطورة القدر، كم يلزمك من الأقنعة كي تستتري أيتها الحقيقة، التي تحتضر، قلتم إننا عاشقين مسمومين، عصينا الوصية الإلهية، وعلينا دفع الحساب لعل الخطيئة تغتفر، أيّها الراقدون تحت الأرض، أيتها الأحلام الخضراء، انهضي من سباتك كاللهب، آه يا بلدي كم حلمنا أن نسير في النور، أن نجعل الموت ييأس، أن نعيد الحياة لما اغتيل بدواخلنا، إن نعانق البحر والسماء، ما من شيء يحد ث...ما من شيء غير أصواتهم تزار بالسلاسل، سنقودكم إلى الجنة، فيتنهد التراب البارد، دعني يا وثن الأرض، دعني يا وثن السماء، دعني ايها القديس الأبله، لا أريد جنة أريد وطني.
إنتهى موضوع:








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة