الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- القومية الفارسية - ..... وراء الأكمة ما وراءها

جاسم هداد

2005 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مسودة الدستور التي قامت بتسريبها احزاب الأسلام السياسي الشيعي , ونشرتها جريدة الصباح في عددها الصادر يوم 26 تموز 2005 , ورد في المادة الثالثة منه الأشارة الى ( الفرس ) كأحدى القوميات الأساسية المكونة للشعب العراقي , وهذه الأشارة لم تألفها كافة الدساتير العراقية , الدائمي منها والمؤقت ومنذ دستور عام 1925 ولغاية الآن .
ولقد اثارت هذه الأشارة كثير من اللغط والأحتجاج والأستهجان , وتساءل الكثير عن الدوافع وراء ذلك , هل هو لأسباب وعوامل انسانية , كما ذكر بعض اعضاء لجنة الدستور لشبكة ( اصوات عراقية ) من ان الطلب " تقدمت به جمعية انسانية في ايران " . في حين يقول آخرون ان ذلك بسبب ان الغالبية العظمى من الأخوة في ( فيلق بدر ) متزوجون من ايرانيات , ودفاعا عن مصالح زوجاتهم المستقبلية , تم ادراج القومية الفارسية . بينما يشير البعض الثالث الى ان الهدف ابعد من ذلك بكثير , أذ يربطون هذه الأشارة بوجود آلاف من الطلبة الأيرانيين يدرسون في المدارس الدينية في العراق , والتي تكاثر عددها بعد سقوط النظام المقبور . اذ تشير المعلومات الى انه اصبح في كل محافظة من المحافظات الوسطى والجنوبية مدرسة تابعة للحوزة الدينية , حتى ان بعضهم يقدر العدد بحوالي ( 200 ) ألف طالب , اضافة الى من جاء لزيارة العتبات المقدسة وفضل البقاء في العراق . ومن جهته ذكر السيد حسين عذاب ( عضو الجمعية الوطنية ورئيس لجنة الضمانات الدستورية ) , في لقاء له مع الفضائية العراقية تم بثه مساء 14/8/2005 , بأن الأشارة للقومية الفارسية , تمت بناء على طلب عدد من العراقيين من اصول فارسية يقدر عددهم بحوالي ( 50 ـ 70 ) الف شخص .

والهدف من هذه الأرقام , بغض النظر عن صغرها او كبرها , يراد منه على ما يبدو الترويج لوجود " جالية فارسية " في العراق , وهذا بالطبع سيخدم المصالح الأيرانية في العراق , وتكون كمسمار جحا . فبحجة الدفاع عن مصالح " الجالية الفارسية " المزعومة , سيبرر الأيرانيون تدخلاتهم السافرة في الشؤون العراقية , كما فعلت الجارة تركيا في قبرص , وتفعل الآن في العراق . فبحجة الدفاع عن التركمان , تراها ( أي تركيا ) تصرح علنا ان قضية كركوك ليست شأنا داخليا عراقيا , وان الأتراك معنيون بالدفاع عن جاليتهم , كما يزعمون .

ان من ساهم بوضع هذا اللغم , في مسودة الدستور , ليس غافلا من ان ذلك سيثير الأحتجاجات والرفض , ولذلك اشار اليها بشكل خجول , حيث وضعها بين قوسين , فأن مرت على الشعب العراقي , فيكون قد قدم خدمة كبيرة للدولة التي استضافته سنين طويلة , وهو بذلك يرد لها الجميل , متعللا بأن الأسلام لا يفرق بين القوميات , المهم اننا والفرس مسلمون , والأهم من ذلك اننا والفرس شيعة , وان لم تمر فسوف يكون التخلص منها سهلا .

ان ابناء الشعب العراقي عندما اجترحوا المأثرة النضالية , بتحديهم العصابات الأرهابية , وانتخبوا ممثليهم في الجمعية الوطنية , كان املهم فيمن انتخبوهم , انهم سوف يطالبون بتحقيق مصالحهم , ولم يكن في بالهم ان البعض منهم , يدافع عن المصالح الأيرانية , اكثر من الدفاع عن المصالح العراقية . والمتتبع لمسيرة حكم احزاب الأسلام السياسي الشيعي خلال الفترة المنصرمة يدرك ذلك بسهولة , فقط نذّكر بالموقف من الديون التي تطالب بها ايران , والأتفاق النفطي الأخير , والآثار المنهوبة , وجهودهم المستميتة , من اجل اقحام بعض مواد من الدستور الأيراني في مسودة الدستور .

ان العراق يمر بمرحلة بالغة الصعوبة , وتكمن في ثناياها خطورة كبيرة , واذا لم تتضافر كل القوى المخلصة لهذا الوطن , ولهذا الشعب , من وطنية وديمقراطية وليبرالية , فسوف تقود بعض قيادات احزاب الأسلام السياسي الشيعي بلدنا الى كارثة لا يحمد عقباها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في طهران.. لماذا يصعب الوصول لطائرة رئيسي؟


.. نديم قطيش: حادث مروحية رئيس إيران خطر جديد على المنطقة




.. البحث مستمر على طائرة رئيسي.. 65 طاقم إنقاذ وكلاب خاصة| #عاج


.. تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي -بدقة-.. واجتماع طارئ للمسؤولين




.. مسيرة تركية من طراز- أكنجي- تشارك في عمليات البحث عن مروحية