الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واثق الجلبي ..الكتابة السردية بوصفها وعيا بالمغامرة

واثق الجلبي

2014 / 9 / 10
الادب والفن


واثق الجلبي ..الكتابة السردية بوصفها وعيا بالمغامرة
الشاعر والناقد / علي حسن الفواز
تجنيس اي نص ابداعي رهين بقدرة هذا النص على اثارة اسئلة القارىء، وعلى ان يمتلك حساسية التجاوز، اذ لايكتسب النص المكرر والنمطي اية خاصية في التوصيف وفي تقعيد هويته الظاهرة..
يسعى القاص والشاعر واثق الجلبي الى الانحياز لفكرة المغايرة، والى التمرد على جنسانية النص، وان يعطي للكتابة القصصية خاصة الاثارة، والانفلات من قفص الذاكرة، باتجاه اثراء لغة القص بدفقات مغامرة، قد تكون باعثة على ارتياب قارئها، لكنها تظل رغم ذلك دافعا لوعي فكرة المغامرة، بوصفها جزءا من لعبة الوعي، وتلذذا بماتثيره هذه اللعبة من احساس بالتجاوز، والمفارقة، وحتى الايهام بحمولات شخصية لشكل القصة، ولحدودها الزمنية والاسلوبية..
في مجموعته القصصية(قشرة الملح) يضع القاص العنونة مدخلا لمواجهة سؤال الفكرة، اذ يثير هذا السؤال حوله عاصفة من الاسئلة الثانوية، مالذي يريده القاص؟ وهل ان العنوان الاسمي بثنائية الملتبسة هو تعبير عن سؤال الوعي، او سؤال الموضة، ام البحث عن تجاوز النمطية؟
احسب ان كل هذا قد يكون موجودا، سيما وان القصص القصيرة في المجموعة تراهن على وعي القاص، وعلى خصوصيته في اصطناع هوية افتراضية للقصة التي يكتبها، فهو يزاوج مابين الذاتي والتاريخي، اذ ليس امام قاص شاب يملك مزاجا شعريا واضحا، سوى البحث في الكتابة القصصية عن مزاج مضاد، وعن رؤيا اكثر استشرافا، يتجاوز فيها حدود القصيدة بايقاعاتها الصارمة، حتى يبدو وكأن كتابة القصة هنا، هي الاقرب الى تدوين فكرة سرية تتعلق برغبة القاص بالتمرد على اي مهيمن، لذا تبدو القصص اكثر توغلا في المغامرة، وتماهيا مع المغايرة، واكثر اتساعا للمجاورة الشعرية، لكنها غير المشغولة بالايقاعي او الحسيات الرخوة..
قصص ( قشرة الملح ) شهادات لوعي القاص الشقي على العال، عبر تفجير المزيد من اسئلته الوجودية، اسئلة المعنى والتاريخ والذاكرة والذات والآخر، ورغم ان نزوعه احيانا يميل للاستطراد، وللغموض، الاّ القصص تظل الاقرب الى قصص الافكار التي يحاول القاص ان يهربها من السحري الى استيهامات السردي، ا والى الانغمار في فضاءاته الاكثر تعبيرا عن فكرة حريته في المواجهة والتعالي، وفي اثارة المزيد من الاسئلة، تلك التي يستدعيها دائما بوصفها اسئلته الشخصية، ومنظوره لها، وهو يجسّ عبرها الكثير من التفاصيل اليومية، والكثير من سرائر كائنه المشغول والمضطرب والحالم والباحث عن الانثى، والاشباع، والتاريخ والحرب، مثلما هو الباحث عن نقائضه عبر عالم اكثر سحرا، واكثر عذوبة، واكثر تعبيرا عن تحولاته العميقة، تحولات الرؤيا، وتحولات مايمكن ان يدونه ازاء عالم مسكون بالرعب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل