الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسحاب إنجاز هام ولكن على الجميع اليقظة

حزب الشعب الفلسطيني

2005 / 8 / 16
القضية الفلسطينية



يعيش الشعب الفلسطيني اليوم، لحظة مميزة، حيث يخلي الإحتلال الإسرائيلي المستمر منذ اكثر من ثمانية وثلاثين عاماً، للضفة الغربية وقطاع غزة، مستوطناته من القطاع الباسل، وبعض مستوطنات منطقة جنين، الذي طالما تبجح بإستحالة إخلائها، كما يخرج من أراضي القطاع البطل، الذي أعمل فيه قتلاً وتدميراً وخراباً، من خلال عشرات آلاف حالات الاعتقال، والتدمير، وقطع الأشجار وهدم البيوت، والإغتيالات التي طالت مئات الأبطال، وعسف الحواجز العسكرية والاغلاقات، ونظام منع التجول، والسيطرة على شاطيء البحر والصيد فيه، وغير ذلك من آلاف الممارسات اليومية التي زخر بها واقع الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية.
إن هذا الانجاز الهام بإنهاء التواجد الاستيطاني والعسكري داخل قطاع غزة، والذي جاء ثمرة لمسيرة من النضال الشامل والمتواصل لجماهير الشعب الفلسطيني، منذ أول شهيد وجريح ومعتقل، وبالمشاركة الشعبية الواسعة، التي جعلت من استمرار النضال والإنتفاضة والمقاومة، واقعاً ممكناً، انما تفتح الأفق على استمرار مسيرة التحرر وإنهاء الاحتلال بصورة شاملة عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وإزالة جدار الفصل العنصري، وإخلاء المستوطنات وكتلها المنتشرة في طول الضفة الغربية وعرضها، والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للقرار 194، بما نص عليه من حق في العودة.
غير أن ضمان انفتاح هذا الأفق، الذي تدعمه قرارات الشرعية الدولية، والتأكيدات الحاسمة التي تضمنها قرار محكمة العدل العليا في لاهاي، وبيانات الاتحاد الاوروبي التي نصت على عدم الاعتراف بشرعية التغييرات التي يجريها الاحتلال على الاراضي المحتلة عام 1967 وبضمنها مدينة القدس، يتوقف كثيراً على النجاح في التعامل مع استحقاقات ما يولده اندحار التواجد العسكري والاستيطاني الاسرائيلي في قطاع غزة، وفي مقدمة ذلك التصدي لجوهر خطة شارون للإنسحاب من غزة، والقائمة على تجزئة وحدة الأراضي الفلسطينية، وعزل قطاع غزة، وتحويله الى سجن كبير، ولزيادة التناقضات الداخلية في صفوف الشعب الفلسطيني، وبين أطرافه السياسية ، وذريعة لإستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وإكمال وتكريس جدار الفصل العنصري، وتهويد القدس وإجهاض الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
إن التصدي لجوهر هذه الخطة ، يتطلب عدم المبالغة في تقدير الوضع الجديد الناشيء لقطاع غزة، بما في ذلك، المبالغة في الاحتفالات ، والعمل على ربطها باستمرار النضال ضد الاحتلال وتوحيدها تحت العلم الفلسطيني الواحد حتى لا تصبح مصدراً للتنافس والاحتكاك الذي لا تحمد عقباه في الوقت الذي يطال التهديد بصورة مباشرة، مدينة القدس، ويبتلع الجدار والاستيطان، يومياً، اراضٍ جديدة، من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة.
وفي نفس الوقت فإن حزب الشعب الفلسطيني، يحذر من المبالغة في تقدير الوضع الجديد الناشيء وعدم التنبيه من المخاطر الكامنة لاستمرار اغلاق القطاع وعزله، بحراً، وجواً، وبراً، وعدم التقدم الملموس في المفاوضات بهذا الشأن، او في الشأن الاقتصادي، كما ويؤكد حزب الشعب ضرورة تكثيف الجهد الدبلوماسي الفلسطيني عربياً ودولياً من أجل الضغط على اسرائيل لجعل هذا الخروج من القطاع مقدمة للإنهاء الشامل للإحتلال، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن تحقيق السلام الدائم في المنطقة.
كما يدعو حزبنا الى عقد قمة عربية عاجلة تتبنى اعلاناً بأن حدود الدولة المستقلة ذات السيادة هي كامل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ومطالبة دول العالم بالإعتراف الرسمي بهذه الحدود، وبتأكيد عدم شرعية التغييرات التي تقيمها دولة الاحتلال عليها، بما يقطع الطريق على هدف اقامة "دولة ذات حدود مؤقتة" بالتجاوب مع خطة شارون للحل الانتقالي طويل الأمد، وكذلك بما يعيد توحيد الهدف الفلسطيني المباشر في انهاء الاحتلال ، واقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194، كما تدعو الى عقد مؤتمر دولي لمتابعة الخطوات السياسية اللاحقة والبدء بمفاوضات الحل النهائي فوراً.
ان الاحتلال وأطراف التآمر على شعبنا من خلفه ، تراهن على انفجار الصراع الداخلي، نتيجة استمرار الاستقطاب وخلق حالة ازدواجية سلطة، بما في ذلك بين الضفة والقطاع، الامر الذي يتطلب معالجة تتخطى حدود هذا الاحتقان عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، حتى تاريخ الانتخابات المقررة في كانون ثاني 2006، وبما يسمح بأوسع مشاركة للجميع في ادارة شؤون السلطة الوطنية الواحدة في جناحي الوطن، وبقطع الطريق على مراهنات الصراع الداخلي.
ان اندحار التواجد العسكري والاستيطاني من قطاع غزة، يفتح الطريق نحو اكمال برنامج التحرر والاستقلال الوطني، اذا ما تم التعامل معه بمسؤولية واقتدار وكفاءة، وبغير ذلك فإنه يمكن ان يقود الى هاوية خطيرة لمجمل المشروع الوطني والديمقراطي للشعب الفلسطيني.
إننا ندعو جماهير شعبنا الى العمل سوية لضمان نجاح مشروعنا الوطني والديمقراطي، بالمزيد من المشاركة الشعبية ، وبالمزيد من اليقظة والوحدة.
عاشت ذكرى الشهداء
عاشت نضالات الجرحى والأسرى والمعتقلين
عاشت وحدة النضال من اجل انهاء الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة
ومن اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الديمقراطية وعاصمتها القدس
14/8/2005 حزب الشعب الفلسطيني










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق