الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسق العطاش

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2014 / 9 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


إسق العطاش
د. وليم نصار*


(الفاتحة)
عندما تستنزف مدينة أو امرأة كل العشق الذي في الروح ... وعندما يبدأ إكسير الحياة ينفلت من بين الأضلع ...
يصبح لا معنى لعطر الياسمين ..

(إندهاش)
في لحظة اندهاش أتساءل: كيف يتحول العشق إلى سكين ... ولماذا يتحول وجه الله إلى شيء دونما ملامح .. وفي أحسن الأحوال إلى وجه يشبه وجه يهوذا الأسخريوطي ..

(حلم)
كان حلمي أن أصنع طفلة سمراء .. غجرية الشعر والعينين .. وأن أسميها راما أو إيلياء ..
لكن في لحظة حزن طفولية .. أصبح حلمي أن تكون جنازتي أوريجينال .. جنازة لم يسبقني إليها أحد ..

أحلم عندما أغادر في قافلة الموتى .. إلى كوكب آخر أجمل وأكثر صدقا .. أن أغادر على أنغام أغنية "الورد جميل" .. بصوت محمد عبد المطلب .. فأنا أولا وأخيرا عضو ناشط في حزب جبرائيل .. وجبرائيل هو ملاك الحياة وروحها ..


(شوك)
أحببت امرأة بكل تفاصيل روحي ... أضقتها للأغنية وردة .. وللقصيدة نبتة ياسمين ...
كيف لي أن أعطيها قلبي .. وكل هذا الشوك يدمي الروح؟

(إسم)
يعبق حبق في الليل ... حلّ جدائله وبكى عند قدمين مرهقتين ...
قال الحبق للزيتون: " سوف أنحني لأشم رغبتك ... ورخامة وذبول بهجتك .. سوف أبدل الغواية بالعشق .. والشهوة بالصلاة ... وسأرد عنك البرد والزوار والدفلى وأولاد الحرام" ...

عندما التقى الحبق والزيتون ...همس الزيتون باسم غير إسم الحبق ..


(نعس)
مشتاق أن أنام نومة رضيع ..
ولكي أغفو .. أريد يدا من ياسمين بيضاء ...وجسدا وروحا خالصين لي .. ودموع فرح كنبيذ ساحر ..
وأريد كي أغفو .. عشقا مبللا بماء القلب .. وصورتي طفلا تكلل نومتي أمي ..


(أنا والبحر)
مضى زمن لم أذق فيه طعم ماء البحر .. رغم أنني أعيش بقربه ..
لماذا نجافي البحر؟
لماذا نخونه؟


(تعال)
قالت "تعال" ..
تعال .. على قدمين حافيتين ..
وأتيت ..
وعندما وصلت ... ناديت الله بأن يأتي ويغطيني بسعف النخل ..
ناديته ليغطيني بالآس أو القرآن أو الانجيل ..
ناديته ليغطيني بنبضات القلب والأجراس ...
ناديته ليغطيني ..
قد لا أفيق ..


(حزن)
مضى زمن مذ خربشت إسمي على مقعد مدرسي ...
هل من يرد لقلبي جدائله؟
دخل الليل حقول روحي وأينع نحلا ...
هل من يرد إلي لوني الحنطي ودفء يدي؟
امتطيت حلما يفضي إلى الوقت الكنعاني .. لكني لم أصل ..
وحده دمي السائب في فوضى العواصم واللغات .. يعرف حزن العاشقين ..


(ذات التطاريز)
سلمت ذات التطاريز التي تحيك بجانبي حراما من الصوف .. سيفا من السهر ..
غفوت .. ففقدت عادة التخيل ..
قرأت رسائل ذات التطاريز ... وقررت أن أترك ما قرأت كي يطير ويتبخر ..
تطير الكلمات وتتبخر .. إلا أن غرزة الصنارة تبقى .. وتوجع ...



(الغريب)
يا سيدة الزيتون الجريح ..
أحاول جاهدا أن ألملم فتافيت الروح ... إلى أن أصبحت غريبا في مدينة غريبة .. وبين أناس غرباء ..
أصبحت غريبا كأني لا أحد ..
أصبحت قريبا كأني في كل أحد ..


(خاتمة)
عندما كان المطر ينحبس والأرض تجف ... كان المؤمنون يتنادون للصلاة والطلب من الله نعمة المطر ..
وكان لهؤلاء المؤمنون صلاة خاصة يتلونها: "إسق العطاش" ..
يا الله ..
روحي يقتلها الظمأ ..
فاسق العطشان بردا وسلاما ..
--------------------------------------
* د. وليم نصار، مؤلف موسيقي كندي من أصل لبناني، وناشط يساري .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات