الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال خطيئه ..... الانسحاب خطيئه اكبر

انيس الامير

2005 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد اثبتت الاحداث التي عاشها العراق بعد الغزو الامريكي وبما لايقبل الشك صحة مواقف بعض القوى السياسيه العراقيه المعارضه للنظام السابق والتي عارضت الحرب ورفضت اسقاط نظام صدام عن طريق التدخل العسكري الاجنبي رغم ان هذه القوى ( حزب الدعوة الاسلاميه والحزب الشيوعي العراقي ) تحملت القسط الاكبر من التضحيات في ظل التظام السابق.
فلقد جاءت الحزب لتزيد من مآسي ومعاناة الشعب العراقي بما افرزته من تداعيات وما تمخضت عنه من نتائج كان ابرزها:
1- تحول العراق الى اكبر بؤره للارهاب ليس في المنطقه فحسب بل في العالم ودفع الشعب العراقي ثمنا" باهضا" من دماء ابناءه ومن مقدراته الماديه والاقتصاديه وما سببه هذا الارهاب من اضرار نفسيه وتعطيل للعديد من مناحي الحياة العامه .
2- الاجهاز على ما تبقى من البنى التحتيه للدولة التي دمّر الجزء الاعظم منها ابان النظام السابق بسبب حروبه العبثيه السابقه وجاءت الحرب الاخيره وما تلاها من اعمال سلب ونهب وحرق وتخريب لتقضي على المتبقي منها .
3- تفشي ظاهرة الفساد الاداري بشكل مريع .
4- الاستهداف المنظم للكفاءات العلميه والثقافيه العراقيه .
5- نمو التيارات الدينيه المتطرفه وخاصة" في اوساط الشباب كرد فعل على الاحتلال وتراجع شعبية الافكار الديمقراطيه بسبب النموذج البائس الذي قدمه الاحتلال .
6- تفاقم الازمات المعيشيه للمواطنين من خلال تدني مستوى الخدمات والازمات المستمره في تجهيز الوقود والكهرباء والماء وتدهور مفردات الحصة التموينيه كما" ونوعا" عما كانت عليه في ايام النظام السابق !!والارتفاع الشديد في مستوى اسعار المواد والخدمات.
7- الاستقطاب الطائفي والقومي والذي كرسته سياسات ادارة بريمر وبعض القوى السياسيه العراقيه تحقيقا" لمصالحها الخاصه.
نعم لقد تحقتت بعض التطورات الايجابيه على المستوى السياسي وفي اطار الانفتاح الاعلامي على العالم الخارجي وفي مجال الاتصالات ( الانترنيت والقنوات الفضائيه) وتحسنت بشكل ملموس مدخولات موظفي الدوله الا ان كل ذلك لايوازي المآسي التي سببهتا الحرب.
واليوم وبعد مرور اكثر من عامين على الغزو الامريكي وفي ظل حالة هشاشة الوضع الامني وعدم استكمال بناء الاجهزه الامنيه( بسبب التباطؤ الشديد في انجاز هذه المهمه وبسبب السيلسات الخاطئه المتبعه في هذا المجال) تنطلق الدعوات من داخل العراق وفي الولايات المتحدة نفسها لسحب القوات الامريكيه والاجنبيه الاخرى من العراق . ان هذه الدعوات التي تغلف بشعارات وطنيه وقوميه واسلاميه لا يمكن ان تخدم باي شكل من الاشكال مصالح الشعب العراقي وسوف تعود بالضرر ليس على الشعب العراقي فحسب بل شعوب البلدان المجاورة للعراق التي سيمتد الها حتما" طاعون الارهاب بعد ان اصبح العراق قاعدة لتدريب الارهابيين الوافدين من البلدان الاخرى.
والانسحاب الفوري من العراق هو ايضا" ليس من مصلحة الولايات المتحدة على المدى القريب او البعيد فهو يمثل فشلا" ذريعا" لها على صعيد ما تدعيه في نشر القيم الديمقراطيه في العالم او على صعيد مكافحة الارهاب وعلى مجمل المصالح الاستراتيجيه للولايات المتحدة.
ان على من يطالب بالانسحاب الفوري للقوات الاجنبيه من العراق ان يقدم البديل الذي يضمن عدم انجرار الى الهاويه والى احتمالات مخيفه ليس اقلها الحرب الاهليه و تقسيم الوطن العراقي او عودة الديكتاتورية مجددا".
ان كل الوطنيين المخلصين في العراق يريدون انسحاب القوات الاجنبيه من العراق بأسرع وقت ولكن بعد استكمال بناء الاجهزه الامنيه وسائر اجهزة الدوله. نعم يمكن التفكير باحلال قوات دوليه باشراف الامم المتحدة محل القوات الاميريكيه وحلفاؤها فالمهم هو تفادي الفراغ الامني الذي سيقود الى الاحتمالات السيئه التي اشرنا اليها.
على ضوء ماتقدم يمكننا القول ان الاحتلال الامريكي للعراق كان خطيئه لكن الانسحاب السريع سيكون خطيئه اكبر












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر