الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف حركة يسار من تطورات ألوضاع في لبنان

حركة يسار

2014 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت قوى السلطة في لبنان وبالأخص في السنوات الأخيرة، ونتيجة الارباك الذي دخلت فيه كرد فعل طبيعي لهذه القوى التابعة والمافيوية على انفجار الانتفاضات والثورات الشعبية في طول البلاد العربية وعرضها، ونتيجة انشغال مراكز الهيمنة الدولية وبالأخص الإقليمية في مشاريع سحق تلك الانتفاضات، على تكريس الفراغ في مؤسسات السلطة وفتح المجال عريضا للتسيب في كل المستويات بما يتيح لها مجالا واسعا لتمرير سياساتها ونهبها وفسادها، وبما يتيح مزيدا من الوقت لإعادة ترتيب أوراقها بما يكفل إعادة إنتاج نظام سيطرتها بناء على ما سيؤول اليه الصراع في المنطقة وما سيردها من تعليمات من تلك المراكز، سادها حتى اللحظة الكثير من الارتباك.
غير انه بات من المؤكد أن هذا النظام يرتكز اليوم إضافة إلى تعدد التبعيات الخارجية وإلى الفساد وتعميمه وإلى اغتصاب السلطة تكرارا بطرق مختلفة وإلى تعميق الانقسامات الطائفية والمذهبية في الشارع المحلي وإلى التصدي لكافة المطالب الاجتماعية والحقوق النقابية والشعبية بكل صلف ووقاحة، يقوم ايضا على سياسة عدم الاستقرار الأمني مستفيدا من:
- المحاصصة التي فرضها في الأجهزة العسكرية والأمنية وما ينشأ عن ذلك من شلل لتلك القوى يمنعها من تأدية دورها في حفظ الأمن وحماية المواطنين والمقيمين، ما يبرر سياسة الأمن الذاتي ووجود المربعات الأمنية هنا وهناك.
- الانزلاق غير المسبوق باتجاه الاحتراب الأهلي (المذهبي) الذي عمّ المنطقة والذي دفعت باتجاهه قوى الثورة المضادة وفي طليعتها نظامي الأسد وطهران حين اشهرا الحرب المقدسة في وجه الثورة السورية بزج حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية وسواها في التصدي لتلك الثورة وسحق الحاضنة الشعبية التي ارتكزت اليها متخذة الأيديولوجيا الدينية واجهة للتحشيد والتجنيد للقتال، ما أسهم بقوة في سيطرة قوى الثورة المضادة المقابلة ذات الأيديولوجيا الدينية أيضا لتمثل دور الفك الثاني للكماشة التي يراد منها أن تسحق ثورة الشعب السوري من خلال شرذمته وتفتيته وتهجيره. وهذا ما يسر لـ"داعش" ومثيلاتها من القوى المرتبطة بشبكة استخبارات عالمية أن تسرق منجزات الثورة السورية وأن تعمق الشرخ الطائفي وتذكي ناره.
لم يكن حزب الله ومن وراءه ومن معه يجهلون مآلات تدخله في سوريا وانعكاسات هذا التدخل على الداخل اللبناني خصوصا في ظل تواجد أكثر من مليون نازح سوري غالبيتهم تقيم في مخيمات اللجوء في مختلف المناطق اللبنانية. بل كانت ردود الأفعال الشرسة والمدمرة على ذلك هدفا آخر لهم. فالمطلوب لديهم بلوغ الذعر لدى الشيعة مبلغا يجعل تكتلهم بقوة حول مافيا حزب الله يجعلهم وقودا لمشاريعها التي يحددها نظام مافيا ولاية الفقيه في طهران. وبالمقابل جاءت ردود أفعال "أمراء السنّة"، معززة بسلوك "داعش" والنصرة الاجرامي منذ اشتباك عرسال الأول مع الجيش، لتلبّي هذا المطلب بشكل فعّال.
ولأن القوى الامبريالية وتوابعها الإقليمية جميعا يسعون كل لغاياته، رغم ادعاءاتهم تشكيل، والاشتراك بـ، ودعم التحالف الدولي الجديد لمحاربة داعش، وبالتالي العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذا التحالف، تصبح الخشية من انتقال الاصطراع المذهبي الدموي الى الساحة اللبنانية، في ظل كل هذا الفراغ في السلطة، أكثر من مبررة. وما جرى خلال الأيام القليلة الماضية من تعديات طالت كثيرا من الأبرياء سوريين ولبنانيين يمثل مؤشرا خطيرا على ذلك.
إن إشاعة العنصرية ضد النازحين السوريين الفقراء والتنكيل بهم في في المخيمات وعلى الطرقات، ونشر الكراهية والتصعيد المذهبي الخطير من خلال سلوكيات اجرامية من خطف وخطف مضاد على أساس الانتماء المذهبي، مرشحة للتصعيد، تمثل قمة في الانحطاط الأخلاقي والانحدار باتجاه ما هو أخطر، حرب أهلية عبثية مدمرة لا يمكن التكهن بنتائجها الكارثية على الوطن والمجتمع، وإسهاما خطيرا في إذكاء نار الاقتتال الطائفي والمذهبي في طول المنطقة وعرضها.
هل بلغ النظام السوري وحلفاؤه (وداعش ومن معها أيضا) حدا من السقوط يجعل التهديد الذي أطلقه هذا النظام مطلع الثورة أمرا واقعا؟
وبناء على هذا التلمس للواقع المتدهور بسرعة، نطالب المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية اللبنانية أن تتحرر من ارتهاناتها السياسية ومن أوهامها السلطوية وأن لا تقف متفرجة على مزيد من تدهور الأوضاع الأمنية، وأن تمارس الدور الذي يضع حدا بالأخص، لجرائم الكراهية المذهبية والطائفية.
وفي ظل توسع وسائل الاعلام في أداء دورها الخبيث في التحريض والتغطية على جرائم الطائفيين وفي نشر سمومهم، نطالب الاعلاميين بلعب الدور الضروري لمنع حمام الدم وتجنيب الشعب اللبناني المسحوق مزيدا من الكوارث.
كما نتوجه الى اللبنانيين عموما وإلى الشباب بوجه أخص، أوقفوا هذا الجنون. عدوكم في مكان آخر. عدوكم أمراء الطوائف وزبانية الحروب الأهلية ونظامهم المافيوي المجرم الذي يريد إعادة اغتصاب السلطة في لبنان بشتى الوسائل ولو اقتضى الأمر، فعلى جماجمكم وجماجم ذويكم. يتقاتلون بكم ثم يتقاسمون دماءكم! فلترتد قبضاتكم الى وجوههم.

حركة يسار
بيروت في 10/9/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث