الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فكرة الأصفار إلى مبدأ المعادلات

خالد قنوت

2014 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


القوتان الأكثر خطراً على سورية اليوم و مستقبلاً, ككيان وطني و على السوريين كمواطنين هما النظام الأسدي و تنظيم داعش و لكن, و بكل حرقة, هما القوتان اللتان تملكان القوة التنظيمية و المشروع المؤسساتي الذي يشبه إلى حد بعيد الدولة. طبعاً, دولة شمولية عسكرية حزبية عائلية كانت أم خلافة اسلامية بشكلها الممتد حتى ما قبل الجاهلية.
تشترك كلتا القوتان بنفس المزايا: استبداد, همجية, عنف, تطرف, إقصاء و تصفية للأخر المختلف, دموية, تدميرية, ريعية و رعوية, تحملان ايديولوجية عابرة للحدود, اصطفائية و تصنيفية, طائفية...
و لكن المعضلة, أنها تحملان مشروعاً لدولة على الأقل, بينما يقف باقي السوريين من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار, من الصامتين إلى حاملي السلاح, من الجهلة إلى حملة أعلى درجات العلم, من الرعاع إلى أقصى المثقفين و المفكرين.. يقفون عند حالة من الأنا الذاتية المرضية التي لا تقبل بالتقاطعات بقدر ما تركز على الخلافات و تتجاهل الأسس التي يمكن أن يبنوا عليها اسس تفكيرهم و سياستهم و لو مرحلياً, في معركة مستمرة منذ ثلاث سنوات و نصف و تنعطف اليوم باتجاهات قسرية دامية و مصيرية على شكل و مضمون هذا الوطن الرائع السوري.
بكل المقاييس يعتبر السوريين, الواقعين بين سندان داعش و مطرقة النظام, الآن من أكثر المنظرين و ممتهني الجدل السياسي و قد تصل ببعضهم لحدود الثرثرة, خاصة عند من لا يملكون الامكانيات العلمية و الاحترافية للتنظير (كعمل فكري هام) و ليس لديهم فعل حقيقي يدعم الداخل الصامد و أهله الذين ينكل بهم يومياً و الأكثرية هي لأبطال السجالات الفيسبوكية التي تنتقد لمجرد النقد و الاعتراض على كل شيء, كنوع من الظهور الشخصي.
فرق كبير بين الحوارات و النقد وبين الصفصطة و التهكمات و الطوباوية التي لا تنتهي عادةً سوى بالقدح و الذم, و هنا لا أحمل مسؤولية هذه الظاهرة غير الصحية سوى لنظام كم الأفواه الأمني الأسدي على مر عقود من الزمن.
لماذا لم يقم حتى هذا اليوم, تنظيم أو تكوين سياسي سوري يعبر عن ظاهرة حزبية صحية وطنية تتحدث و تعمل بهدف قيام دولة لها مؤسساتها و كوادرها و اختصاصيها؟ و اشدد هنا على كلمة تعمل و بشكل مؤسساتي و تكاملي و ليس بطريقة السوبرمان و الأب الروحي و كأن السوريين لم يخرجوا بعد من مفهوم القطيع و مبدأ الرعاية و الأبوية. تنظيم أو تكوين له موقفه المبدأي الوطني من الأحداث و القوى الموجودة على الأرض و القوى الأقليمية و الدولية و من الشكل النهائي للحرب القائمة في سورية و صورة سورية بعد هذه الأزمة بكل احتمالاتها الأقرب للواقعية و ليست المبينة على النوايا و التمنيات و ليس فقط ذلك بل و تعمل و تقدم لهذا الموقف و تدفع له بشرياً و اقتصادياً و اجتماعياً على الأرض لا أن تكتفي بالحوار عن بعد.
إنها الأنا الذاتية المرضية التي كما وصفها أحد المفكرين السوريين, صفراً و ما تنتج سوى أصفاراً.
أعتقد أنه عندما يتحول الفكر و العمل و المنطق و العقل السوري من فكرة الأرقام الصفرية إلى مبدأ المعادلات و الاحتمالات و القواسم المشتركة, عندها نكون في طريق بناء دولة سورية جديدة تنتفي بها اسس و مبررات قيام نظام أسدي جديد أو داعش أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يهاجم مجددا مدعي عام نيويورك ويصعد لهجته ضد بايدن | #أ


.. استطلاع يكشف عدم اكتراث ذوي الأصول الإفريقية بانتخابات الرئا




.. بمشاركة 33 دولة.. انطلاق تدريبات -الأسد المتأهب- في الأردن |


.. الوجهة مجهولة.. نزوح كثيف من جباليا بسبب توغل الاحتلال




.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال على تل الزعتر في غزة