الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط وصراع المصالح بين ايران وامريكا

سليمان الفهد

2014 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تصريحين مترابطين ومتلازمين جلبا انتباهي في الايام الاخيرة واحدا الى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق حينما قال: إن "خطر إيران يفوق خطر الدولة الإسلامية"داعش"، وأن طهران تسعى لتشكيل حزام شيعي يمتد من طهران إلى بيروت مروراً بالعراق وسوريا، شارحاً أن ذلك يأتي كمحاولة لإحياء الإمبراطورية الفارسية في إطار طائفي شيعي".

اما التصريح الاخر فهو لاْمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الجنرال محسن رضائي الذي قال فيه : ان التحالفات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، أنه سوف يتشكل حزام ذهبي يشمل كلا من إيران وأفغانستان وسوريا والعراق، وسيكون هذا الحزام الذهبي حساسا وهاما خلال السنوات الـ 10 القادمة، لأنه في حال أصبحت أي من هذه البلدان قوية فإنها ستكون لها الكلمة الأولى من بين 20 دولة مجاورة لها.

بالعودة الى حديث كيسنجر الذي يقول: في حديث لقناة "سي.بي.إس"، قبيل صدور كتاب له الثلاثاء 10-09-2014 بعنوان "النظام العالمي" أنه "يعتقد أن إيران تمثل مشكلة أكبر مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية"، معتبراً أن "التنظيم مجرد مجموعة من المغامرين الذين يعتنقون أفكاراً عنيفة"، كما ذكرت صحيفة العرب اللندنية.

ويعطي كلام كيسنجر ذي الخبرة الواسعة بالسياسة الدولية صدقية لتذمّر جيران إيران، وخصوصاً الخليجيين، من السياسات التوسعية لطهران وتدخلها المستمر في شؤون بلدانهم، وأشار إلى أن إذكاء إيران للطائفية وتشكيلها لحزام شيعي سيعطيها قوة هائلة من الناحية الاستراتيجية.

وقال أيضاً إن "تنظيم الدولة الإسلامية لن يصبح واقعاً استراتيجياً دائماً، إلا إذا تمكن من الاستيلاء على مزيد من الأراضي".

ويرى كيسنجر الذي عمل في إدارتي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد إن "مواجهة داعش تعتبر مواجهة هامة، لكنه من السهل إدارتها، على خلاف مواجهة إيران التي تتسم بالخطورة".

وأضاف أن ذبح الأمريكيين وبث الصور في التلفزيونات ووسائل الإعلام يعتبر إهانة للولايات المتحدة، وأن تلك الأعمال لا ينبغي أن تمر دون عقاب.

ودعا وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأسبق إلى شن هجوم كبير ضد داعش يوازي عملية قتل الأمريكيين، مشيراً إلى ضرورة وضع أهداف استراتيجية لإحباط خطط التنظيم من خلال الضربات الجوية حصراً وليس عن طريق إرسال قوات برية.

ودعا إلى حشد تحالف دولي واسع إلى جانب الجماعات المحلية في المنطقة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية حتى يتم تدميره.

ويدور كتاب كيسنجر "النظام العالمي" الذي صدر الثلاثاء، حول مفهوم النظام في العصر الحالي، في ظل اتساع الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، والتي تمتد من احتمالات اندلاع حرب أهلية في ليبيا إلى إعلان الدولة الإسلامية، إضافةً إلى اقتراب التجربة الديمقراطية الوليدة في افغانستان من الانهيار، كما يتناول الكتاب آفاق اضطراب العلاقات الأمريكية مع روسيا والصين.

اما بخصوص حديث الجنرال محسن رضائي الذي قال : إن انعدام الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط إثر الأحداث التي شهدتها الساحة السورية والعراقية واللبنانية واليمنية والأفعانية، زادت من أهمية وقيمة إيران في منطقة الشرق الأوسط، على حد قوله.
ونشر موقع "تسنيم" للحرس الثوري الإيراني، تصريحات محسن رضائي، الذي وصف أوضاع إيران السياسية الداخلية والإقليمية بـ"الحساسة"، قائلا إن "إيران أصبحت اليوم لاعباً إقليمياً لا يمكن تجاهله في تحديد مصير كافة الأحداث التي تشهدها المنطقة، وإن أوضاع إيران وسوريا والعراق وأفغانستان خلال السنوات الـ 10 القادمة سوف تتغير، وتكون حساسة جدا"، بحسب تعبيره.

ومضى قائلا : إن المنطقة في السنوات الـ 10 الأخيرة شهدت أحداثاً بالغة الخطورة وتطورات إقليمية غاية في الأهمية، كحرب العراق وحرب أفغانستان والحرب التي تشهدها سوريا الآن. وهذا يؤكد حجم أهمية منطقة الشرق الأوسط للعالم، حيث إننا نرى كل القوى العالمية تعمل على توسيع نفوذها فيها.

وكشف رضائي الذي كان قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق، أن "الحرس الثوري الإيراني خطط وعمل منذ 15 عاما من أجل تشكيل الحزام الذهبي في منطقة الشرق الأوسط، ولدينا رؤية جيوسياسية كاملة ومتوازنة للأحداث الإقليمية التي سوف تحدث مستقبلاً في المنطقة، وعلى ضوء ذلك ستكون سياستنا الخارجية في المنطقة".

وأوضح رضائي أنه "إذا أردنا أن نتزعم هذا الحزام الذهبي الذي يربط مياه البحر المتوسط بالصين، فإن علينا أن نتقدم في المجالات العلمية والاقتصادية والصناعية، وأن نكسب المرتبة الأولى في هذه المجالات في منطقة الشرق الأوسط بين كافة الدول".

وحول القوى الإقليمية الفاعلة والمؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، قال محسن رضائي إنه "منذ أكثر من 300 عام لم تتمكن أي دولة إقليمية من مواجهة القوة الإيرانية السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة. وإذا أردنا أن ننظر اليوم إلى وضع المنطقة بعد هذه الـ 300 عام، فإن إيران هي صاحبة القوة الإقليمية الأولى من بين كافة الدول في المنطقة. وهذه القوة في الإقليم من شأنها أن تمكننا من توسيع التأثير الإيراني على مستوى العالم، لتصبح إيران هي القوة العالمية المؤثرة والفاعلة في أهم القضايا"، على حد قوله.

لو نظرنا بعين ثاقبة للتصريحين لوجدنا عمق الحمى والصراع على منطقتنا وصل الى ذروته واختلفت تكتيكاته ايضا حسب الضروف وسياسة لوي الاذرع بخصوص السياسة الخارجية لمحور الصراع الامريكي – الايراني بين الشد والجذب وفي نهاية المطاف تبقى شعوب المنطقة هي الخاسر الوحيد من ذلك الصراع لعدم وجود قوة قاهرة وسطيه بين تلك الدول المتصارع عليها في منطقة الشرق الاوسط بأمكانها ان توقف هذا الصراع او تحسمه لصالح احد القطبين ... فأيران تعلنها صراحة وبدون خوف بأنهم دولة محورية وإقليمية وأن لهم - قوس ذهبي - من المصالح والأمن القومي الخاص بهم وسوف يدافعون عنه حتى الموت. هم يسمونه - المحور الشيعي - لأجل تجييش المشاعر وتجييش المتطرفين ضد إيران والشيعة. وأيران تقول : - قوس مصالح ذهبية - لن تتنازل عنه أطلاقا...

اما امريكا فهي ماضية للنهاية لحماية مصالحها في المنطقة التي تركن بأحضان مياه الخليج العربي الدافئة في الدول المطله على ضفتيه وعلى راس القائمة السعودية التي لا تنفك برباطها عن امريكا الا بأنهيار نظامها كليا اضافة لمصالح وامن اسرائيل في المنطقة ... كل هذه العوامل تجعل من منطقتنا منطقة صراع مصالح دائمة ولن تهدأ حتى يزداد ميزان كفة ميزان الدولة القوية هذه على تلك من القطبين المتصارعين حتى وان كلف الامر انهار من دماء ابناء المنطقة ... لتبقى روسيا باحثة عن موطيء قدم لها بأتجاه ايران الجار الذي لا تستطيع ان تقف ضده بأي حال من الاحوال لتلتحق بهما الصين وكوريا الشمالية وبعض دول المحور المعادي للامبريالية الامريكية ومحورها ... وفي النهاية تبقى منطقتنا على صفيح ساخن تنتظر المفاجأت وهي تدفع ثمنا باهضا من حيراتها ودماء ابناءها نتيجة ذلك الصراع الدولي ماظهر منه وما بطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل