الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنساهم في الإنقاذ

محمد التهامي بنيس

2014 / 9 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


فلنساهم في الإنقاذ
وجهت لمجموعة من المناضلات والمناضلين ,عبر الموقع الاجتماعي الفيسبوك , سؤالا لفتح النقاش السياسي حول حزبنا العتيد . على اعتبار أنه لا يمكن مواجهة ما حدث ويحدث داخل الاتحاد الاشتراكي بالصمت والتجاهل , معتبرا أن مثل هذا الموقف بدوره يدخل في قلب أجندة مخزنة الحزب والهيمنة عليه في إطار السياسة المغربية التي تسرب للعقول أن كل الأحزاب من عجين واحد ( ولاد عبد الواحد كاع واحد ) وأوضحت أن واقع الاتحاد الاشتراكي كما عرفناه , لا يمكن أن يصبح مضغة سهلة تعبث بها الأيادي وتلوكها الألسن المغرضة . وتساءلت مع الحيارى وهم كثر . هل يمكن القول : أن نتائج المؤتمر الوطني التاسع . وبعد مرور سنتين . تخطط لسير الحزب في اتجاه التصحيح والإصلاح ؟ أو أنها تضمن تركيعه واستمراره حزبا مختل التوازن ؟ وتوصلت ببعض الردود على نفس صفحة الفيسبوك وبكثير من الردود اختار أصحابها إبداء رأيهم بعيدا عن هذه الصفحة . فأضاف ذلك إلى ظاهرة الصمت ظاهرة التعبير الخاص – على اعتبار أنه رأي شخصي حول موضوع لا يعني عامة الناس – وهذا اختيار محترم يبعد صاحبه على الأقل من دائرة أن الساكت عن الحق شيطان أخرس . ولكنه يبقى رأيا غير مسموع وحديثا مع النفس , وأنا لا ألوم عليه أحد ما دام الكلام تعبيرا والصمت تأملا وتدبرا . وحيث أن أصحاب الردود بنوعيها مناضلات ومناضلون / إخوة وأحبة فرقتهم الأزمة ويجمعهم هم البحث عن الإنقاذ والخروج من الأزمة وعدم الاكتفاء بالمعارضة الحيادية أو عدم المساندة العمياء . والإجماع على أن الولاء فقط للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية , حتى يخرج من نكبته ومن أصعب وأرهب ما يهدده . ( وكما تقول أسرة التعليم : عند الامتحان يعز المرء أو يهان .) فإن أقرب مواعيد الامتحان هو الاستحقاقات القادمة قريبا وقريبا جدا , فقد يخوضها الحزب وهو في عمق الأزمة والأحقاد مزروعة في كل شبر من فضائنا الحزين . لن يستفيد منها إلا من غرسها من أشباه مناضلين , تسللوا وراء الانفتاح , لينفذوا على مسافات بعيدة , لعبة التناقضات ورفض التيارات وبث التفرقة . حتى صرنا اليوم نؤمن بأن المؤامرة التي وجدت الخائن والحاضن والمشارك والمتأمل في هذا الجنون , تمارس باسم الديمقراطية الداخلية . وتبطن باسم التغيير من أجل التغيير حيث الشيخوخة المعاقة تحل محل الشيخوخة التقليدية . فكان الإحباط وتبعه الشلل وكساه الضياع . وكل الاتحاديات والاتحاديين يلعنون هذا الواقع لأنه في قناعتهم ينحدر بكل أسف وألم ومرارة إلى الهوة العميقة . ما دام الحزب لا يتوفر على قضية يناضل من أجلها , ويعجز على مواجهة المنعطفات الكبرى كعجزه على حل مشاكله الداخلية . ترى لماذا وصلنا إلى هذه الحالة من التشتت الذي يزيدنا ضعفا ؟ في محاولة للإجابة من مختلف الردود الواردة . يتأكد أن لا بد من دعوة كافة المناضلين في صفوف الحزب . إلى الحوار المستمر دونما أي تعصب أو جمود . وإلى التواصل مع تاريخنا النضالي الذي له بصماته في تاريخ المغرب وعقل وذاكرة المغاربة , على أن يكون ذلك مدخلا لاستكمال التجربة التنظيمية , وإحيائها حيثما هددها الموت – مركزا أو جهة . قطاعا أو فرعا - وبرؤية الافتخار والاعتزاز بتاريخنا وطاقاتنا وثقتنا في القطاعات الواسعة من جماهيرنا الشعبية . وهذا يحتاج إلى تفاعل وتكاثف الإرادات لامتلاك رؤية واضحة تملك القدرة على حل المشاكل القائمة وتحويل عناصر الأزمة إلى عناصر قوة ووحدة . وإلا فإننا لا نستحق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . خاصة وأننا نتوفر على وعي ذاتي كعقل جمعي يفعل فينا الوحدة الجدلية بين وعي وممارسة كل عضو منا . وإدراكه للأهداف العظيمة التي قام بها الحزب وناضل من أجلها الشهداء والرموز والقواعد تتويجا لقناعتهم الراسخة التي لا يمكن السماح بزعزعتها أو التراجع عنها . ومع ذلك يبقى نجاحنا رهين بقدرتنا على استمرارية وحدة الصف موازاة مع قدرتنا على مواجهة وتتبع كافة القضايا والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تتبدل وتتغير ( تقدما أو تراجعا ) وهو الأمر الذي يلزمنا بإظهار وضوح الرؤيا ووضوح المواقف وقوة المبادرة وقوة المواجهة , انسجاما مع أهدافنا السياسية وخدمة للقوات الشعبية علينا أن نعيد نشاط الإنتاج لمقراتنا و فضاءات حزبنا . في مجالات الفكر والسياسة والتنظيم لاستعادة ورفع وتعميق مستويات الوعي وعلينا أن نربط الوعي بالممارسة والفعل – في التنظيم الداخلي . وفي التنظيم النقابي بما يتطلبه من استقلالية . وفي التنظيم الجماهيري العام والمجتمع المدني بكل متطلباته السياسية ومطالبه الاجتماعية . ويمكن التنويه بالتفاؤل الذي أنتجه هذا النقاش واستعداد أطرنا لتهيئة المناخ الإيجابي الذي يقطع مع كافة مظاهر الخلل والتسيب والثرثرة والتكاسل غير المعهودة فينا . والتصدي بالحزم التنظيمي لكل مظاهر : 1 - الفردانية بكل أشكالها وفي كل المواقع والمؤسسات لأنها تؤدي إلى تضخم العلاقات الشخصية التي سمحت بالشلل والتآمر والانتهازية 2 - العشوائية في المخططات والتقييمات والمتابعات 3 - الفوضى والانتقائية بغياب الرؤية الواضحة في حدها الأدنى من المواقف الأيديولوجية والتشبع بالمبادئ الحزبية 4 – الفراغ الناتج عن غياب المهمات الفكرية والسياسية والتأطير الميداني والتصدي لهذه المظاهر , يفرض إجماع الرأي لتجاوز الخلل وسد منافذ الخلل . ومن اللائق وفق الأخلاق النضالية أن نتذكر أن الحزب القوي دائما هو الذي يخلق الإطار الجماهيري ويستعيد الثقة الجماهيرية المفقودة . وهذا لن يتأتى إلا بالإطار المناضل / الفاعل / الكفء / الغيور / المخلص . وهذا ما أسفرت نتائج هذا النقاش على أنه متوفر وأظهرت أن مصلحة الحزب فوق كل اعتبار , وأن هذه الأطر المناضلة على استعداد في الانخراط في عملية لم الشمل وتصحيح الوضع وتحقيق الإنقاذ والإعلان عن مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح , ومهمة الجميع فيها . الاستفادة من الأخطاء . وإن اقتضت ضرورة نضالية تعرية عديمي الضمير والتربية , وناقصي الأخلاق النضالية هذا ما نترقبه على عجل , وننتظر الإعلان عن مبادرة مشتركة . أو مبادرة من هذا الطرف أو ذاك فاس . محمد التهامي بنيس 11 - 9 – 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا