الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يلعنُ مستشرقاً يُرشِد الجنرالَ الى نقطة الضعف في قلب شرقيّةٍ.

علي لّطيف

2014 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يلعن مستشرقاً يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف في قلب شرقيّةٍ.
محمود درويش في نعي ادوارد سعيد**


عندما قامت الدولة السعودية الثالثة بتحالف بين القبيلة والدين (الوهابية), من دعم هذه الدولة المشّوهة إلا الغرب, أولاً بريطانيا وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح الدعم المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما تدخلت قوات الاتحاد السوفيتي في أفعانستان بطلبٍ رسمي من الحكومة الأفغانية, من دعم التنظيمات الإسلامية المقاتلة (طالبان - القاعدة- الجماعة الليبية المقاتلة وغيرهم الكثير) التي حاربت السوفييت؟ من دعمها بالمال والسلاح والمعابر الأمنة؟
من ضغط على الحكومات العربية في الحرب الباردة ليقمعوا الحركات العمالية والفكر اليساري؟ أنور السادات ومعمر القذافي تشاركا في قمعهما للحركات اليسارية, الحركات التي كانت نواة لبناء منظومة ثقافية متكاملة تواجه المنظومة الثقافية هائلة التخلف للإسلاميين والجهاديين والرجعيين.. إلخ.
من احتل العراق وقسم العراقيين إلى طوائف سياسية وأعاد إلى الحياة النزاعات العقيمة التي كانت بينها وجعلها تتقاتل مع بعضها البعض لأجل السلطة؟
من دعم دولة قطر التي بدورها دعمت التنظيمات الإسلامية كالاخوان المسلمين؟
من قضى على الحلم الايراني بالديمقراطية بعملية أجاكس وأعاد ديكتاتور إيران الشاه بهلوي؟ بقتلهم للحلم الإيراني الديمقراطي في مهده أي اليسار الإيراني الجيد أزاحوا الطريق للإسلاميين للقيام بثورتهم, وهكذا ضاع كل شيء في بابل.
من ساند الحركات الإسلامية والجهادية على حساب اليسار العربي النقيّ في انتفاضة سورية التي تحوّلت إلى حربٍ بين الإرهاب والإرهاب؟
من دعم حركة الإخوان المسلمين في مصر التي عملت على ترسيخ الانشطار المجتمعي طائفياً ودينياً, مسلمون وكفار منذ بداية حكمها؟
من عمل على تقسيم دولة السودان بين شمالٍ يحكمه إسلاميٌ إرهابي وجنوبٌ مسيحي؟
من استخدم الدين كوسيلة سياسية للتوغل في المجتمعات الشرقية للحفاظ على مصالحهم الاقتصادية والسياسية أكثر من الاسلاميين الارهابيين أنفسهم إلا هٌم الساسة الذين يروننا أناساً درجة ثالثة؟

أغلبكم ستقولون أنني أحاول عدم لوم الثراث الإسلامي – المشبّع بروايات عنيفة تقشعر لها النفوس والأبدان - على بزوغ ظاهرة الإرهاب, ستقولون أنني كشرقيّ أحمق أرمي اللوم على السياسة الغربية ولا أضع اللوم على نفسي, وأنني أقول بما معناه أن الإنسان الشرقي ملاك طيّب والغرب هو الذي حوله إلى إجرامي قاتل ومتخلف.. إلخ... أغلبكم حقيقةً حمقى, نعم حمقى!
ادوارد سعيد أكيد أحمق, القدير نعوم تشومسكي حتى هو, مئات المفكرين الشرقيين والغربيين أكيد هم حمقى لأنهم تبنوا الرأي القائل أن الغرب لا يريد للشرق إلا أن يكون تابعاً, وأن سياسات الغرب هي من فعّلت أو ضغطت على ال (Trigger) الذي فَعّل هذه التنظيمات المتطرفة الإرهابية.
أنا ألوم الثراث الإسلامي والتأويل الخاطئ للنصوص, لكنني ألوم الخونة أكثر من التاريخ, الخونة منا, الخونة من كعبة بن الأشراف إلى أمير قطر تميم الذين "قادوا الجنرال إلى نقطة الضعف في قلب شرقية", الخونة هناك في شبه الجزيرة والخونة هنا ممن يقتلون بعضهم البعض من أجل ثورة أو دين أو شيء مشابه لهذا, أنتم مضحكة, أعني نحن مضحكة, كلنا مضحكة.


صناعة إرهابي (قصة أنور)

في فيلم (-dir-ty Wars) للصحفي الأمريكي "جيريمي سكيهل " تناول قصة "أنور العولقي" الأمريكي اليمني الذي عارض أحداث 11 سبتمبر من فوق منابر المساجد هناك في أمريكا, حيث دعا أنور بعد حادثة برجي التجارة إلى حماية التعددية والنمط الحياتي الحقوقي للمجتمع الأمريكي, أنور ولد في أمريكا, أطفاله يحبون أمريكا, عائلته تحب أمريكا.
يتناول الفيلم التحول الذي طرأ لأنور العولقي من إمام معتدل إلى إمام متطرف إلى قيادي في تنظيم القاعدة في اليمن, بعد التدخل الأمريكي في العراق وما حدث هناك من جرائم حرب تغيّرت نظرة أنور العلاقي, أصبح خطابه ينتقد في القيادة السياسية الأمريكية, بعد سنتين أو أكثر عاد أنور لبلده الأم اليمن في زيارة, عند عودته لوطنه أمريكا قُبض على أنور وسجن وذُلّ وحُقق معه دون أن يبالوا بحقوقه كمواطن أمريكي, بعدها بسنة إلى سنتين تم القبض عليه وسجن بتهمة "الإرهاب", بقى في السجن الإنفرادي لمدة سنة -حسب ما أظن - بعد أن غادر السجن رحل عن أمريكا إلى اليمن وأصبح أبرز خُطاب وأعلام تنظيم القاعدة, استمر هكذا إلى أن قُتل في غارة أمريكية في اليمن, بعدها بأربعة عشر يوماً قُتل ابنه عبد الرحمن (الأمريكي) البالغ من العمر 16 سنة في غارة أمريكية.
أنور تحّول من أنور إلى مسخ, مسخ صنعته الكراهية, الذلّ, الموت؛ أنور مثال لقدرة الماكينات الأمريكية على تحويل إنسانٍ إلى مسخ, يوجد مثل أنور ألاف في شتى أنحاء العالم لا يأملون من الحياة إلا الإنتقام, الجنة وإتباع "أوامر الله" أمر ثانوي عندهم؛ الهمجية توّلد الهمجية دائماً.
أشار بدر الإبراهيم في مقاله عن داعش في جريدة الأخبار إلى عاملين رئيسين في صناعة داعش والتنظيمات الارهابية المشابهة هما: تآكل شرعية الدولة العربية والعولمة غير العادلة المتمثلة بالرأسمالية المنفلتة والتراتبية القائمة للمجتمع الدولي.
بما معناه ثلاث عوامل : الخونة (انعدام الدولة الوطنية), التخلف (الفقر والجهل), السياسة الغربية الفوقية للشرق.

* * * * * * * * * * * * * * * *

اليوم 11 سبتمبر, يوم انفجر كل شيء في وجهنا, يوم أسود على تاريخ الشرق, كنت مسلم, مسيحي, ملحد .. إلخ, إنه يوم أسود علينا كلنا, يوم أسود يطاردنا من أربعة عشر سنة, وقع منا من وقع في الفخ, وهرب منا من هرب, ويقاوم منا من يقاوم, لا أعتقد أنه سيكف عن مطاردتنا, مازال فيها أربعة عشر سنة قادمة هذا لو كنا يعني محظوظين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ةة
rami ( 2014 / 9 / 11 - 15:36 )
المشكلة ان ادوارد ونعوم كلهم اصوليون وليسوا حداثيين


2 - اين العلة
احمد حسين البابلي ( 2014 / 9 / 13 - 08:44 )
تحياتي
مقالة رائعة لكنها كان يجب ان تكون اكثر صراحة لاننا شبعنا من الالغاز والمجاملة..كان يجب ان ان نتهم مبادئنا التي تربينا عليها من قبل الدين والذي فيه من الثغراة او كله هدام للفكر والتقدم.. واننا لما نعاتب على الغرب الذين تعبوا لوصول البشرية الى هذا العصرالتنويري وهم من تعبوا ..وتقدموا ونحن نلوك الزمن الماضي بكل سيئاته وبطولات يخزى لها الجبيين العالم يبحث عن مصالح وسعادة شعوبه ونحن مقيدون بالجنة والنار والحورياة والغلمان والقتل في سبيل الله لان ديننا قد اخذ من الله كل هذه الموبقات وعلينا تنفيها والا الله يزعل ويرمينا في النار!!!!!!!!!! ن

اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في