الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من «جيرونيمو» إلى «داعش»....!!!

بوشتى الركراكي

2014 / 9 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


قتلنا «جيرونيمو» ، بهذه العبارة بدأ باراك اوباما رئيس أمريكا و الرئيس المنتدب لحكم ثلثي الأرض ومن عليها كلمته و هو يطل على الشعب الأمريكي بعد عملية قتل أو مسرحية قتل او عملية إغلاق لملف تمت تصفية دائنيته
و مديونته بلغة العد و الحساب. لفائدة من ؟ و لمصلحة من؟ الله وحده و الراسخين في الكونكرس و المخابرات الأمريكية يعلمون حقيقة ما جرى
لم يكن «جيرونيمو» سوى أسامة بن لادن الرجل الذي خرج من كنف أسرة سعودية ثرية إلى أحضان عالم بعضه افتراضي و بعضه واقعي و عاشت الأرض تداعيات و تحملت ما قدر لها أن تتحمل من ويلات لعقدين من الزمن ،خراب و دمار و قتل و فوضى و فتن و أبرياء يقتلون بالسلاح و بدونه و مهجرون و أمم ليومنا هذا لم تعرف لنفسها وطن.
كلنا تابع "فلم" عملية تصفية أسامة بن لادن وفق الرواية الأمريكية التي تبقى وحدها الحقيقة في غياب أي معلومات أخرى تخرج للعلن ان كتب لها ذلك لتأكد الرواية الرسمية أو تنفيها و تقول للعالم لم يقتل و لم يدفن و لم يصلى عليه إنما هي السياسة و الحرب و أمريكا.
اليوم يظهر اوباما مرة ثانية ليقول انه سيبدأ الحرب على «داعش» و لم يقل على زعيمها، لا لشيء سوى انه صناعة أمريكية هذه المرة ليس لها تاريخ و ليس له جذور أسرية ثرية أو غير ثرية بل هو زرع شيطاني و مصاص دماء لا حاجة للتفكير مليا في مسالة توصيفه برئيس عصابة دولية تسخر لها أنظمة بعينها كل سبل الانتشار و السيطرة، تملك السلاح و المقاتلين و نظام استخبارات و أجهزة متطورة ، من الحمق التصديق مع كل هذه الإمكانيات أن هؤلاء ليسوا فيالق مرتزقة مسلحة تابعة لمنظمات عالمية تدعمها أنظمة دول لها مصلحة أن ترى الدخان لا ينقطع من سماء جزيرة العرب و من حولها " ضحك حتى البلادة ان تتخيل أن «داعش» مسلمين متطرفين نزعتهم للدين و لإقامة نظام خلافة على منهاج الأولين.
ابوباما بشر أمريكا في خطابه بان حربه على «داعش» ستدوم طويلا بمعنى أن مقدرات العراق و الخليج ستكون على مرمى حجر، و لن تكون هناك أزمة بترول و لا غاز و لا أزمة سيولة و لا ركود للصناعة الحربية و الغير حربية على الأقل في العشر سنوات القادمة.
بشرة خير حملها اوباما لشعبه في ذكرى 11 شتنبر التي ريعها لم يمت بموت بن لادن فالآلة السياسية و العسكرية الأمريكية تصنع غيره، و مهما كانت بعض الخسائر موجعة فالعبر بالنتائج، و ازدهار و هيمنة أمريكا يستحق في بعض الأحيان أرواحا عزيزة حتى و لو كانت من داخل أمريكا نفسها.
اوباما كان يكرر باللكنة الأمريكية الملتوية اسم بن لادن أكثر من مرة في خطاب واحد و هكذا كان البوشين أيضا، اليوم لا حديث عن القيادة بل الحديث عن تنظيم كامل وصفته أمريكا بأوصاف و نعوت أطاحت بوصفها بنصف معنويات جيش البشمركة، لدرجة أنهم يفرون من أي موقع يحل به مقاتلي «داعش».
كيف يعقل؟ جيش قوامه 20 ألف مقاتل يسيطر على دولتين حدوديتين و يهزم جيوش و فرق و يقيم نظام و يباشر تدبير المعاش اليومي لمن هم تحت رحمته.امر يبعث عن استغراب مصحوب بهستيريا من الضحك في ميتم عزيز.
إذا قامت أمريكا بتركيز ضربتها على «داعش» في سوريا فهي أكيد لا تضرب «داعش» بل تقضي على ما تبقى من سوريا قلب الأمة الإسلامية ارض الأنبياء
و عاصمة الخلافة و عبق التاريخ الإسلامي.
أمريكا ليس لها عزيز و لا تبقي على الحليف قبل العدو من اجل مصلحتها
و مصلحة الشعب الأمريكي في تلك القارة البعيدة عن كل المخاطر و التي لا يسمع فيها طلق ناري ألا من مريض أو مختل، لم تعرف أرضها حرب سوى تلك التي نراها في أفلام هوليود و التي تتحدث عن حروب ما بعد عام 3000.
«جيرونيمو» أو «داعش» أو أي مسمى آخر كلها أسماء لمنابع ظاهرها الشر و من قبلها الخير، فقط أمريكا من تستطيع جني ثماره دون أن تطالها طلقات مقاتلين لا تعرف فوهات بنادقهم إلى قلوب العرب و المسلمين و الأقليات المستضعفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها