الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الفعل الثوري

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2014 / 9 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في الفعل الثوري ...
ليس هناك شعوب عظيمة وشعوب خانعة ... الشعوب في كل زمان ومكان هي مجموعة طبقات وشرائحة اجتماعية مختلفة متناقضة ومتصارعة وفق مصالحها المشتركة والمختلفة ، ظرفيا او استراتيجيا . وليس هناك نخبة او مفكر او بطل ثوري في المطلق ، هناك افكار
تنتصر في هذه اللحظة او تلك ، في هذا المنعطف التاريخي او ذاك ، لطبقة ، لشريحة تعتقد فيها القدرة على قيادة الحركة وتشرع لها تلك المهمة ادبيا وسياسيا . والثورة الاجتماعية هي تلك اللحظة التاريخية الاستثنائية التي يتمكن فيها جزء من النخبة والمفكرين من مطابقة نظرياتهم ومعرفتهم مع درجة نهوض "انتفاض" ذلك الجزء من الشعب (الطبقة ، والشرائح ) الاكثر استعدادا للرفض والاكثر جراة واندفاعا والتي تتضمن مصالحها الجوهرية مصالح الاغلبية وتحد من تعدد التناقضات بين الشرائح المختلفة لبقية الطبقات الاجتماعية . وخارج هذا الاطار الكلاسيكي لا يمكن ان يتجاوز اي حدث تاريخ آخر مرحلة التغيير الكمي في شكل الحكم او الاصلاحات العمودية في شكل توزيع الثروة فقط ، لا كل منظومة انتاجها .
اما عدم استعداد النخبة لهكذا واقع ثوري لتاطيره وتوجيهه (سواءا كان ذلك بالتخلف عن الحراك والامعان في كبحه او بالانفصال عنه واستباقه والافراط في دفعه ) فيخلف حتما بعد استكانة النهضة "الشعبية " انحرافات اجتماعية-سياسية للشرائح الاجتماعية الاقل ارتباطا بمنظومة الانتاج الاقتصادية-الاجتماعية القائمة في شكل ارهاب ديني وعرقي وفوضى وانفلات سياسي ، جهوي ، اتني ... الخ لا يخدم الا حراس المنظومة القديمة وتجار الموت ( اسلحة ، مخدرات ...الخ ) وعموما الامبريالية والرجعية وعملائها يمينا ويسارا خاصة منهم محركي ومالكي المنظومات الفكرية الشمولية والكليانية وعلى راسها "تجار الدين " و"الايديولوجيا".
فهكذا كان حال العراق بعد انهيار الدولة الدولة الديكتاتورية حتى الظهور الاول للعصابة "الداعشية " تحت "عباءة الدوري وبقايا نخبة بعثية مهترأة" ، وهكذا هو حال ليبيا وسوريا ومصر " عودة حكم عسكري تحت جبة انتفاضة مدنية على الرجعية " ... الخ . وهو للاسف حال تونس حيث توهم النخبة نفسها بامكانية تحصيل نتائج "ثورة" لم تؤسس لها ولم توجهها في اغلب ادبياتها الخاصة ، بل واكثرهم يقر بعدم حدوثها او بكونها مسار لم يسعفه التاريخ والواقع بلوغ منتهاه ، وحالة الفصام هذه هي ما تدفع شريحة واسعة من النخب الى سوق نخاسة السلطة وتحدث الارتباك والفرقة وتعيق وحدتهم وهي نفسها تعمق في انفصالهم عن الطبقات والشرائح الاجتماعية الاقدر على تحصيل ثمار عملية انهيار نظام الحكم القديم، وعوض ذلك توجههم الى القبول بل والمطالبة بعودته وان في صور اخرى طلبا للاستقرار و تماهيا مع استكانة الحركة المتنامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب