الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة افروديت

الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)

2014 / 9 / 12
الادب والفن


مند البداية كان السر يكمن في كيفة ادراك الحب .

بداء يجول بنظر في الجدران الأربعة للغرفة التى تحوي جسده ، كلما حرك بصره الى مكان الا و احتلته صورة ...لا يعرف كيف انغلقت كل حواسه ، واحس توطأ الظلام و الوحدة ، بدأت رحلة التيه ، رحلة اعتادها مند زمان ، لا يذكر هل قريب اما بعيد ، كل شيء يتغير بهذه الغرفة الا رحلته ، ها هو اليوم يبدء رحلته مرتديا زيا يلقي بحضرة الالهة افروديت .
ها هو اليوم يمارس طقوس التقرب الى الالهة ، الغرفة الان كمعبد من العصور القديمة ، تساءل في جنح الظلام المخيف الباعث للرهبة في النفس ، كيف لكل هذا الحب ان يكون في هذه الغرفة النتواضعة ! ؟ ليهمس الى نفسه ، يكمن سر في الحب في ممارسة الحب .
العالم حوله يرتدي زي كامل كما حسب ما يعتقدون الا هو ، و يحتلون مناصب مهمة ، انتفض و كانه ادرك سرا من اسرار الحياة ، لا مناصبهم و لا ملابس تعني شيئا في حضرة الالهة افروديت .
ادرك اليوم ان قصة حبهما لا تشبه لم تكن تشبه كل القصص .
نور يسطع كشعاع شمس صباحية ، راح يجوب ببصره الجدران يطل النظر في تلك الصورة التي تسللت في غفلة منه و احتلت المكان ، صورة لا تحتل المكان بقدر ما تحتل روحه .
رحلته الليلة اليوم كتلك الرحالات السابقة ، في طقوس غير اعتيادية ، هذه ليلة اعلان حبه الابدي في حضرة الالهة افروديت ، اليوم يعلن نفسها قربانا للالهة ، في هذه الليلة يشعر رهبة ، راح يستحضر كل الليالي التي قضها في حضن الحبيبة ، يرجع القهقرة في الذاكرة ليستحضر البدء و الانطلاق ، يهم في الروح ليحس الغائبة الحاضرة ، يرسم اجمل اللوحات .
حضرته الخطوة الاول في رحلته ، انتفض كطير دبيح ، داخل الغرفة المزينة بكل ما يلقى بالالهة ، صمت يخيم ، احس دفئ يملأ ضلوعه ، في صمت الغرفة ينتهي ضجيج العالم ، قال لنفسه ، شيء سيحدث الليلة لم يحدث في تاريخ ...و ان كان قد حدث من ذي قبل فلن يتكرر اكثر من مرة في العمر .
اقترب من صورتها التي تملئ المكان سجد مرددا ، فليشهد التاريخ ، فليشهد العالم ، انني من اللحظة قربانا للالهة ، ردد هذا بصوة عال ، ررد اصداء كلماته المكان المجوف .
عم الصمت مجددا اغمض عينيه ، احس ان راتيه تتقلصان و قلبه ينبض بجنون ، ادرك حينها انه
حين يصبح القمر معتما، والشمس مظلمة ،وتصبح حياتنا صحراء قاحلة بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان و تجثم الظالمة على هذه الحياة و يسخر منا القدر
نصير ننتظر الموت ، تلك الكلمة التي حملوا طياتها الكثير من معاني الحزن و الألم ، ليمنحنا الفرحة ، السعادة و الراحة الأبدية فانكشفت امامه كل أكاذيبهم و ادرك ، ان الموت حنون و جميل .
احس دفء يجتاح جسده ، تنهد مبتسما و هو يمعنى النظر في تلك الصورة التي سكنت روحه مرددا بين السهر و النوم تيه ، و في دروب التيه ، تيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..


.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. نصير شمة في بيت العود العربي




.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق