الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن أم عقار

حسين ديبان

2005 / 8 / 16
القضية الفلسطينية


ساعات قليلة وتبدأ عملية الانسحاب من غزة,و كل الكلام الذي قيل حول الإنسحاب ,وكل الأفعال التي مورست على الأرض حتى الأن على الأقل ,من كافة الأطراف الفلسطينية,من السلطة الفلسطينية وممثليها,الى حماس ورعاياها,الى فصائل مايسمى باليسار الفلسطيني ورفاقهم,كل الكلام والأفعال تدل على أن جميع الأطراف المذكورة تتعامل مع أرض القطاع على انها مجرد أراض وعقارات وأموال تتنافس تلكم الأطراف على العمل من أجل الحصول على أكبر قسم منها بوصفها غنائم لابوصفها وطنا ولا ماتشير اليه هذه المفردة(وطن) من معاني ورموزنبيلة يجهل معانيها بالتأكيد أناس كانت السلطة لهم طريقا حريريا لكي يغتنوا على حساب الوطن والمواطن,وآخرين لم يجدوا أفضل من الدين لكي يركبوا مطيته حتى يصلوا الى غاياتهم الدنيئة,دون أدنى اعتبار لذكرى الشهداء الأبرار ومنهم الكثير الذين غرر بهم من خلال العزف على الوتر الديني في مجتمع مازال يفسر كل مظاهر الحياة اليومية وأحداثها تفسيرا دينيا .طبعا الى جانب رفاق اليسار الذين بانت طلائعهم بعد طول غياب من خلال اقامة استعراض عسكري لم يتجاوز عدد المشاركين به الثلاثون رفيقا على أحسن تقدير.


أمراء الفساد في السلطة
فقد بدأ هؤلاء ومنذ فترة بعيدة بالتخطيط للاستحواذ على أفضل المواقع والأراضي في قطاع غزة وهم يعلمون أن مجلس الوزراء الفلسطيني بتركيبته الحالية لا يعدو أكثر من كونه غطاء لعمليات السطو المقنن على الأراضي والأملاك العامة من قبل لصوص الشعب وبغطاء قانوني من الهيئات التي من المفترض أن تكون حامية للوطن وليس العكس ,ولنا أن ندقق بنصوص المادتين التاليتين من نصوص القانون الخاص بخطة الانسحاب من قطاع غزة ,والذي أقره المجلس التشريعي الفلسطيني قبل أيام :
المادة"11"- يقع باطلا بطلانا مطلقا كل اتفاق أو تعاقد أو تصرف جرى قبل نفاذ هذا القانون بشأن أية أموال أو أملاك يسري عليها,وتؤول تلك الأموال التي وقع التصرف بشأنها الى السلطة الوطنية الفلسطينية.
المادة"12"- استثناء من المادة"11"من هذا القانون يجوز لمجلس الوزراء بقرار منه حال اقناعه إجازة أي عقد يتعلق بالأراضي الواقعة في منطقة معبر بيت حانون"ايرز" الصناعية دون التعرض لحقوق الملكية.
ان تدقيقا بسيطا بنصوص هاتين المادتين يبين لنا كيف ان الأخوة في المجلس التشريعي يعلمون تماما أن هناك أيادي قد وضعت فعلا على بعض الأملاك والأراضي وأن بعضا من تلك الأيادي قد لا يعجبهم أو لن يشاركهم فيما وضع يديه عليه , فنراهم يمنعوا في المادة الأولى ويستثنوا في المادة الثانية ومع ان الإستثناء في المادة الثانية هو حق يمنحه المجلس التشريعي لمجلس الوزراء وهو جزء من صلاحيات مجلس الوزراء بالفعل ولكن ليس مجلس الوزراء هذا ولا المجلس التشريعي هذا,
انها صفقة مشتركة مابين المجلس التشريعي ومجلس الوزراء للاستحواذ على اكبر قدر ممكن من الغنائم قبل فوات الأوان حيث الانتخابات التشريعية ليست بعيدة.


أجندة حماس
في المقابل نجد أن حركة حماس بدأت ومنذ فترة بتجيير عملية الانسحاب من القطاع لحسابات داخلية تنظيمية ضيقة ,وكأنها ماكان لها أن تتم-عملية الانسحاب- لولا مجاهديها الأشاوس بغير اعتبار لشهداء الشعب الفلسطيني ومعاناته عبر تاريخ طويل من النضال كانت فيه الحركات الاسلامية ظاهرة طارئة ولم تكن يوما ظاهرة أساسية من ظواهر هذا النضال.
ان حماس لاتريد السيطرة على القطاع وحسب متجاوزة كل الأطراف الأخرى وانما باتت تهدد وبشكل صريح باطلاق مجاهديها الى الشوارع لقمع المعارضين لرغباتها وأفعالها وأن وحدهم (أبناء القسام)وسلاحهم من سيدخل نتساريم وهو ماقاله حرفيا أمير حماس في غزة محمود الزهار في احتفال صاخب ولاهب ولا يقدم الا صورة رديئة وقاتمة عن القادم من الأيام حيث قال(أي جريمة عندما يأتي كائن من كان ويقول سلاح واحد وهذا هو السلاح الوحيد الذي سيدخل مستوطنة "نتساريم" وهو يشير طبعا الى أشاوس القسام.
انها غنائم غزوة القسام ولا حق لأحد بالإقتراب منها أو مساسها .وحماس هي وحدها من يعرف صالح الشعب الفلسطيني وهي من سيخطط له حاضره ومستقبله وما على الجمهور الا السمع والطاعة شاء من شاء وأبى من أبى.

أما بقية الأطراف والتي وجدت نفسها انها ستخرج من المولد بلا حمص فقد سارعت لإثبات شيئا من وجودها المعدوم أصلا عبر عروض الزعرنة والبلطجة لبعضها واصدار بيانات من قبل البعض الآخر في مسعى حثيث للحصول على ماأمكن من عقارات وأملاك غزة.

انها نظرة العصابات الى الوطن لا نظرة المؤسسات, انها أساليب همجية ومتخلفة في التعامل مع الأوطان ولا علاقة لها اطلاقا بالمفاهيم الحضارية التي ينتظرها العالم منا في يوم كهذا , انه أسلوب تجار العقارات وملاك الأراضي لا أسلوب المناضلين في سبيل الحرية ..فمهلا ايها السادة ..انه وطن وليس عقار...


كاتب فلسطيني مقيم في بانكوك
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط