الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو قادم

كاظم محمد

2005 / 8 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أخيراً بدأت ( النخب السياسية ) ، الطائفية والانفصالية المتعاونة مع الاحتلال بتقئ ما في بطونها وعقولها بشكل صريح ومحدد وبدون مواربة .

ها هم الآن جميعاً ، زمراً وأحزاب ومافيات ، التي تتظلل بأطر سياسية وبمرجعيات دينية تتقئ بخططها الصفراء وما يرمون اليه ، لرسمها وخطها في دستورهم الجديد .

لقد كشف الطائفيون والانفصاليون وجماعات المتاجرة السياسية عن حقيقة تناغمهم التام وتنسيقهم مع مخططات المحتل والدوائر الصهيونية ، وها هم يتحاصصون ضمن الاطار المرسوم لهم لشرعنة وقنونة تفتيت العراق وتقسيمه.

لقد دلت كل مؤشرات أحداث العراق منذ احتلاله 2003 ، إلى محاولات الادارة الامريكية بتجنب فشل مشروعها في العراق عبر العمل العسكري بتدمير المدن والقتل والارهاب وعبر ( عملية سياسية ) غايتها اضفاء الشرعية على حكومة تابعة مُعينة ، لتساهم في التهيئة لاستكمال مسارات حلقات المخطط الصهيوأمريكي .

إلا أن تفاقم المأزق الامريكي ومنذ أيامه الأولى بفعل المقاومة الباسلة ، فرض على المحتل وادارته السياسية التفكير الجدي بمخرج متوازن وسريع من هذا المأزق وتجنب الهزيمة والهروب استراتيجي ، فكان الضرب على الوتر الطائفي والمناطقي والعمل على تقسيم العراق ، والذي أقترن بسياسات وخطط غايتها الوصول الى هذا الهدف وتجنب الهزيمة .

أن سياسة القتل والارهاب والمفخخات وتدنيس كرامة المواطن وضرب روح المواطنة والانتماء ، واستبدال الانتماء الوطني بالتخندق الطائفي والعرقي ، قد هيأ الاجواء لخطاب سياسي طائفي محلي رجعي تناغم فيه مع هذه المخططات المرسومة من دوائر القتل والارهاب المشبهوهة التي جلبها المحتل معه لتنفذ ماربه السرية .
لقد اكتمل هذا ، بالدور الارهابي السلطوي لعصابات مليشيات الاحزاب المدعومة من المحتل ومن ايران ، في الوصول الى هدف هذه السياسة الدموية والمقترنة بفقدان أبسط الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء ، المقرون بفقدان الامن والامان والقتل اليومي والارهاب، اضافة الى تدمير اسس الدولة ومرافقها وقتل المفكرين والعلماء وتفريغ الوطن من كفاءاته العلمية ، هي ما هُيأ له ليصل المواطن العراقي الى ( القناعة المطلوبة ) بأن يتقبل مخيراً أو مجبراً ما سيقره ( زعماء الكتل السياسية في دستورهم . ) من ترسيم جديد لخارطة العراق السياسية والجغرافية ، ولتهيأة العقول والاذهان لما هو قادم ، والذي يلبي مطامح ومصالح أنانية ضيقة لقيادات عُرفت بارتباطاتها المشبوهة .

ليس عبثاً عندما طرح ( عمار الحكيم ) خليفة عبدالعزيز الحكيم القادم وقبل أكثر من شهرين وفي مدينة النجف دعوته لاقامة ( فدرالية الجنوب والوسط ) ، وها هو عبدالعزيز الحكيم يعلنها صراحة بدولة شيعية في الوسط والجنوب عبر فدرالية شكلية ويدعو إلى ( دسترتها) مقابل فدرالية كردستان والتي أتسعت بصلاحياتها وتصاعدت بمطالبها على لسان ( مسعود البارزاني ) حيث أعلن بما لا يدع مجالاً للشك طموح وتطلعات غُلاة القيادات الكردية ، الذين راحو يسقطون عدائهم للحكومات العراقية السابقة ، على شعبنا العراقي وعلى كل ما يمت بصلة للعروبة والاسلام .

لقد استلهموا قوتهم من عساكر المحتل ومن وعود بعض الدوائر الامريكية ودعم الدوائر الصهيونية في توجهاتهم ، في الوقت الذي تتلقى فيه الاحزاب الطائفية الدعم السياسي والمادي الايراني والذي يُغض الطرف عنه امريكياً لحسابات تكتيكية تتعلق بالمأزق الامريكي ، تحاول جهات ايرانية متنفذة في النظام الايراني ترجيح كفة توجهات هذه الاحزاب ومليشاتها في السيطرة السياسية والعسكرية على مناطق الجنوب والفرات الاوسط .
لذلك نفهم وندرك جيداً لماذا يحُثُ جلال الطالباني على العرب السنة على خلق وتكوين مرجعية واحدة لهم ، ونعي جيداً التحركات المشبوهة لبعض دوائر الاحتلال والسفارة الامريكية في بغداد في الاتصال مع بعض العشائر السنية وبعض البعثيين السابقين ، في محاولة لخلق تيار ( بعثي سني ) ينضم إلى (عمليتهم السياسية ) والمساهمة بالشهادة الزور على تقسيم العراق من خلال كتابة الدستور.

أن الفدرلة وتكريس التقسيمات المناطقية وتثبيت التوصيفات الطائفية هي المداخل الاساسية للمحتل واعوانه والمتعاونين معه من العراقيين في تمزيق العراق ومن ثم إحتوائه وفتح باب المخرج الامريكي المشرف مع بقاء هيمنته السياسية والعسكرية ، لذلك فالتكريس القانوني والدستوري للعرقية والطائفية والمناطقية هو ما تجهز قوى الاحتلال والمتعاونين معها لتثبيته في سباق مع الزمن خاصة مع ازدياد الخسائر الامريكية والضربات الموجعة التي تلقتها المليشيات الطائفية ومأزقهم الامني ، وبنفس الوقت خوفاً من هبة جماهيرية بدأت بوادرها في مدن الجنوب والوسط والتي ترمز إلى أن قوى وعناصر وطنية وعشائر كبيرة مدعومة من أوساط اجتماعية كبيرة بدأت بتنظيم نفسها لمقاومة الاحتلال والاطاحة بسلطة المافيات والاحزاب الدينية في هذه المحافظات وهذا ما آثار ويثير الذعر في أوساط احزاب الجعفري والحكيم وقوى الاحتلال الامريكي.

ومن هنا فان الاصرار الامريكي على انجاز ( دستورهم ) ( والعرس الانتخابي الثاني) هو محاولة لتجنبً ما هو قادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -