الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اا سبتمبر والعودة لنقطة الصفر

مجدى خليل

2014 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور 13 عاما على أحداث 11 سبتمبر تعود الولايات المتحدة إلى نقطة الصفر تقريبا فى حربها ضد تنظيمات الجهاد الإسلامى.عشية 11 سبتمبر 2001 كان تنظيم القاعدة يتحصن فى أفغانستان كملآذ آمن. اليوم هناك تنظيم يحكم مساحة تزيد عن مساحة فرنسا وهو داعش،وهناك تنظيم آخر يهدد شمال نيجيريا وهو بوكحرام،وهناك تنظيم ثالث حول الصومال إلى فوضى عارمة وهو تنظيم الشباب الإسلامى الصومالى،وهناك عدة تنظيمات إرهابية تتصارع على ليبيا،وهناك أمتدادات تنظيم القاعدة تهدد سيناء المصرية،وهناك تنظيم إسلامى يتربص بمالى،وهناك خليط من تنظيمات إرهابية تتصارع على سوريا سواء كانت داعش أو جبهة النصرة أو الجبهة الإسلامية،وهناك أول تطهير عرقى فى القرن الحادى والعشرين يحدث للمسيحيين واليزيديين فى شمال العراق،وهناك حالة الفوضى المزمنة فى اليمن نتيجة الصراع بين مجموعات إرهابية مختلفة،وهناك التطرف الذى يعشعش فى باكستان وجعل منها حالة مزمنة يصعب علاجها،ومازالت أفغانستان تصارع مع حركة طالبان التى تستعد للأنقضاض على الدولة مرة أخرى. وفى الاسبوع الماضى بيعت 200 امرأة يزيدية فى سوق الرقة بسوريا،أحدى هذه السيدات كلمت أهلها من السعودية واخبرتهم بدموع أنها بيعت لشخص سعودى يمتهن آدميتها على أنها امة من الأماء... هذا يحدث فى القرن الحادى والعشرين بعد الثورة العلمية والتكنولوجية والحقوقية غير المسبوقة.
معنى هذا أن أمريكا فشلت على كافة الأصعدة،فشلت فى حربها التى سمتها كسب العقول والقلوب،وفشلت فى القضاء على خطر الجهاد الإسلامى،وفشلت فى مهمة نشر الديموقراطية فى منطقة عاصية على التغيير، وفشلت فى مشروع إصلاح الإسلام الذى أنفقت عليه مئات الملايين،وفشلت فى مشروعها لتسكين ما يسمى بالإسلام المعتدل فى الحكم بعد أن أتضح أنه لا يوجد شيئ أسمه معتدل ومتطرف فى هذه التنظيمات،فمرسى الذى أدعى الأعتدال أتضح أنه أفرج عن عتاة الإرهابيين وهرب أسلحة كثيرة لحماس وكادت سيناء أن تتحول لمنطقة فاشلة فى عهده. عادت أمريكا مرة أخرى أيضا إلى نقطة الصفر فى التعامل مع المستبدين ضمانا للأستقرار،وهم بدورهم يعلمون قواعد اللعبة جيدا، وهى لا تقضى على البعبع الذى تخيف به أقليات الداخل والغرب معا،ومن ثم لا توجد نية للتخلص منه بل الأنتصار عليه فقط وتقليص أنيابه ثم تركه يؤدى دوره كفزاعة وكخطر عند اللزوم.
ولكن هناك من يقول أن أمريكا حصنت الداخل ضد الهجمات الخارجية،قد يكون هذا الكلام صحيحا، ولكن نما فى الداخل الأمريكى تطرف إسلامى بين جاليتها الإسلامية التى تتلقى فى بيوتها اعلاما مسمما عابرا للقارات،ووجود مئات الإرهابيين الغربيين متطوعين مع داعش يعنى أن الوحش ساكن بينهم.
ومع أن الصورة تبدو قاتمة إلا أن هناك تطور إيجابى ملحوظ فى فهم ظاهرة التطرف الإسلامى،وهناك أنكشاف لهذا التطرف يوما بعد يوم،وهناك قطاع كبير من المسلمين بدأ ينفر من هذا الإرهاب البربرى الوحشى لدرجة الحاد الكثيرين هربا من هذا الجو الخانق،وهناك أستعداد دولى للتعاون فى مواجهة هذه الوحشية، وهناك عمل مخابراتى جبار لرصد ومطاردة هؤلاء الإرهابيين فى كل مكان، وهناك مئات المراكز البحثية التى تتناول كل جوانب هذا الإرهاب،وهناك ما يشبه اليقين لدى الدارسين والباحثين من أن غياب الديموقراطية والحريات والشفافية والحريات الدينية فى المجتمعات الإسلامية أدى إلى نمو هذا التطرف،وهناك أجماع على أن المؤسسات الدينية المتعددة مثل منظمة التعاون الإسلامى ورابطة العالم الإسلامى والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ومؤسسة الأزهر...ومئات المؤسسات الإسلامية الأخرى هى جزء من المشكلة وليس الحل وأنها مصدر رئيسى للتطرف. وأن تحالف الأستبداد مع هذه المؤسسات أدى إلى تكلس هذه المجتمعات حتى أصبحت مثال لتندر العالم.
إن الحرب على هذا الوحش الإسلامى قد بدأت فعلا عقب أحداث 11 سبتمر،وثلاثة عشر عاما ليست شيئا فى حرب طويلة ربما تستمر لقرن من الزمن،ولكن ما اعتقده يقينا أن دحر هذا الإرهاب هو النتيجة المؤكدة والحتمية لهذه الحرب،وأن العلم سينتصر على الخرافة،والإنسانية ستنتصر على البربرية،وحب الحياة سينتصر على هذا الفكر العدمى العاشق للموت والخراب والدمار، والعقل سينتصر على هذا الجهل البدوى المقدس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 9 / 12 - 23:06 )
تابع :
محاكمة (يسوع الناصري) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432375


2 - يراجع حوار سوزي لينداور لقناة روسيا اليوم
عبد الله اغونان ( 2014 / 9 / 14 - 12:11 )

الويلات المتحدة الامريكية هي صانعة الارهاب ليس بالمعنى المجازي بل الحقيقي

وليس هذا تأويلا بل واقعا فأحداث 11 سبتمبر صنعتها المخابرات الأمريكية

واسرائيل وتراجفي هذالصدد شهادة سوزي لينداور وهي ضابطة استخبارات أجرت حوارا مع قناة روسيا اليوم

وراجعوا ترجمة أبو بكر البغدادي لتعرفوا أنه صنيعة أمريكا اذ كان من مساجين كوانتنامو

اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ