الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوريين هل هم لاجئين أم متشردين في لبنان ؟

محي الدين بكلرو

2014 / 9 / 12
حقوق الانسان


قدرت الأمم المتحدة في آخر تقرير صدرت عن مفوضية الشؤون اللاجئين بإن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يتجاوز في نهاية العام الحالي المليون ونصف لاجئ سوري ،مما يشكل ثلث السكان ،وقد يؤدي هذا التزايد الى أزدياد العبء على أقتصاد البلد .
ولكن موضوعي اليوم لايتناول حالة تدهور الأقتصاد الدولة اللبنانية التي يمكن أن يتسبب بها اللاجئين السوريين ،بل أتناول اليوم موضوعا أهم من الأقتصاد بل وتصويرا للحالة المتردية التي يعيشها السوريين في لبنان من فزع وخوف الى جانب النزاعات والفتن التي أشعلت مؤخرا من قبل بعض الأطراف المعنية في إشعالها.
لبنان كأي دولة من دول المجاورة لسوريا ،رأوا السوريين فيها منفذا للهروب من موجة الجوع والتشريد والتهجير التي أنتجتها أستمرارية الحرب الأهلية في سوريا ،باحثين عن الأمن والسلام والعيش الكريم .
رأوا في لبنان الشقيقة مأوى لهم وﻷ-;---;--حلامهم البسيطة ،متآملين حسن الضيافة والإستقبال كشعب شقيق ودولة شقيقة تربطهم الثقافة والتاريخ الواحد والمشترك .متاجاهلين وحشية الطائفية المزروعة في عروق الدولة اللبنانية.

في الآونة الأخيرة وخاصة عند ظهور آثار بعض المجموعات الإرهابية المسلحة والمجهولة التي بدأت بمهاجمة الجيش اللبناني وذبح إثنان من عناصرها مما زادت من سوء الأوضاع اللاجئين السوريين و وضعهم في قفص الإتهام من دون أي قضاء مسبق ،ومما زادت من التهديد على البقاء السوري في لبنان.
ففي لبنان فقط يتهم كل السوريين بإنهم مع التنظيمات الإرهابية وهم وراء دعم وخلق كل خلية إرهابية (الداعش) وحتى أن كانوا من الديانة المسيحية ،متناسين أن هذه التنظيمات الإرهابية هي سبب في ترك الشعب السوري لبيوتهم ومجيئهم الى اللبنان.
فلا أحد من السوريين بدأ يسلم من الحقد والعنف المفرض الممارس من قبل بعض اللبنانين ضد اللاجئين السوريين على خلفية الأحداث الأخيرة.
فكل يوم أصبح هناك أعتداءات و إنتهاكات بحق الجالية السورية بقصد أو من دون قصد وسط صمت عارم من القضاء اللبناني ،ولم نرى حتى الآن أي جهة رسمية أو شعبية تندد هذه الإعتداءات التي وصفت بالوحشية.
اليوم يتكرر المشهد التشريد والتهجير لهذا الشعب المسكين مرة أخرى ولكن هذه المرة بمظهر ولون آخر .في حين بث الناشطون معلوماتا أفادت بإن اللجان الشعبية في صيدا أصدرت بيانا أنذرت فيها اللاجئين السوريين في تجمعهم المعروف في منطقة البيسارية لمغادرة المنطقة في مهلة أقصاها أسبوع ،وطلب البيان الموقع من اللجان الشعبية من النازحين السوريين مغادرة المنطقة وذلك ردا على ذبح عنصرين من الجيش اللبناني وختموا البيان بجملة "أعذر من أنذر" .
وبالتزامن مع هذا البيان تداولات المواقع التواصل الإجتماعي صورا تبث على إعتداءات واضحة بحق إمرأة وطفلها من النازحين السوريين في المنطقة وغياب القوات الأمنية وعدم تدخلها وغياب عمل القضاء تجاه هذه الأحداث.

وأخيرا من هو المسؤول عن حماية النازحين السوريين في لبنان ؟ وما هو دور المفوضية الشؤون اللاجئين في تأمين سبل إنهاء معاناة هؤلاء اللاجئين ؟ وما هي أفضل الطرق ﻷ-;---;--ستعادة هؤلاء لحقهم في حياة كريمة وآمنة إثر كل هذا العناء وتقطيع السبل ؟
ونناشد كل الأطراف المسؤولة عن شؤون وحقوق اللاجئين أن تعمل عملها بأسرع ما يمكن قبل تطور الأحداث .وأيضا نناشد الأمن والقضاء اللبناني أن تعمل بشفافية وتقوم بواجباتها في حماية وإعادة الأمن والآمان وأن تتخذ الإجراءات اللازمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800