الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو مرزوق وشرعنة المفاوضات

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في تصريح قد يعتبره البعض مفاجئاً يخرج علينا السيد موسى أبو مرزوق... نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ... والمقيم استثنائياً في مصر، في مقابله متلفزة ، ليفتي بأن التفاوض المباشر مع العدو الصهيوني ليس حرام شرعاً .... مضيفاً... بأن الأمر يعتبر عادياً جداً فعدوك الذي تحاوره بالسلاح يمكنك أن تحاوره في الكلام .... معللاً ذلك بأن المفاوضات مع العدو الصهيوني قد أصبحت مطلباً شعبياً عاماً في غزه...
تصريح لاشك غريب ، فهو يأتي بعد احتفالات النصر التي نظمتها حماس ، وكأن مثل هذا التصريح وتلك الفتوى تقول بأن هدفنا من الحرب ومن احتفالاتنا بالنصر بأن نصبح في موقف مقبول تفاوضياً ، متناسياً بأنه قد مضى على المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني ما يزيد على العشرين عاماً تلت التوقيع على اتفاقية أوسلو سيئة الذكر ودون أن تحقق تلك المفاوضات شيئاً من مطالب الشعب الفلسطيني... ومنذ ذلك وحركة حماس تستنكر التفاوض مع العدو لكونه محرم شرعاً لسبب بسيط جداً وهو أن لا تفاوض مع من يحتل أرضك فمحاربة العدو والجهاد ضده واجب يجب القيام به ... صدقنا مقولة حماس واعتقدنا جازمين بأنها على حق وذلك بما عرفناه من كتاب الله وسنة رسوله ...
لقد قاوم الكثيرون نهج التفاوض وذلك منذ وقبل توقيع اتفاقية أوسلو ، واعتبروا هذا النهج تفريطاً بحقوق الشعب الفلسطيني ، وجاء العدوان على غزة وصمد الشعب الفلسطيني وانتصرت المقاومة ، وما كادت الحرب تتوقف وما كادت والبطولات التي سجلتها المقاومة تظهر للعيان وعلى الرغم من جسامة التضحيات الذي قدمها الشعب الفلسطيني في غزة ، حتى بدأت كل المفاهيم تتوضح بقوة وبدأ نهج المقاومة يأخذ مكانه الطبيعي في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني وأثبتت الحرب أن نهج المقاومة هو الخيار الأوحد لتحقيق المطالب المشروعة ، وفي خضم الاحتفالات يخرج علينا أبو مرزوق بفتواه المشينة القائلة بأن التفاوض مع العدو ليس حرام شرعاً ... وهو في ذلك يكرر ما ذهب إليه من جملوا المفاوضات في عهد السادات وما كررته شلة كامب ديفد وشلة أوسلو حين قالوا بأن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد عقد صلحاً مع كفار قريش في الحديبيه وحين رددوا الآية الكريمه - فإن جنحوا للسلم فاجنح لها – .
لا أدري ما الذي دفع أو مرزوق للإفتاء بما لا يفقهه ولا يدرك خطورته ومدى تنافيه مع مبادئ الاسلام تلك المبادئ التي تقول صراحة بوجوب الجهاد ضد الأعداء حال احتلال أرض المسلمين حيث يصبح الجهاد في مثل هذه الحالة فرض عين على اصحاب الأرض ومن جاورهم من المسلمين وإن استدعت الظروف يصبح فرض عين على المسلمين كافة ، فكيف ولمَ خرج علينا ابو مرزوق بفتواه ، هل استطابت له جلسة كراسي المفاوضات ويتمنى الاستمرار في هذه اللعبة هذا في حالة كون فتواه فردية وليست خروجاً على جماعته ، أم أن هذا ما تعلمه من فقهاء جماعته ولم يكن الوقت ليسعف أحدهم للبوح به ، أم أن هذه الفتوى هي بالون اختبار موجه للشعب الفلسطيني من ناحية وللمتصهينين والمتأمركين وخلفهم كبيرتهم أمريكا علهم يقوموا بشطب حماس من قائمة الإرهاب خاصة بعد تنكرها لسوريا وايران وحزب الله حين لم يذكروا شيئا عن الذي ساعد حماس لتعزيز قدراتها في المقاومة .
يقول أبو مرزوق فيما يقول بأن المفاوضات اصبحت مطلباً شعبياً عاماً في غزة ، ولعل من حقي أن أتساءل عن دليله في ذلك ، لقد كنا نرى في ذروة العدوان جماهير الفلسطينيين الذين فقدوا أعزاء لديهم أو المدمرة بيوتهم يقولون بأن كل ما فقدوه يعتبر هيناً من أجل المقاومة، ولقد شاهدنا الكثير من الاحتفالات العفوية والجماهيرية التي تحيي المقاومة وترفض المفاوضات .. فهل كل ذلك كان تمثيلاً أم شيئاً قد تم إخراجه بواسطة الفوتوشوب ... فكيف وصل ابومرزوق لنتيجته التي وصل إليها بأن المفاوضات قد أصبحت مطلباً شرعياً.
ربما يخرج علينا بعض من قيادة حماس تستنكر مثل هذه الفتوى ، وربما يصدق الكثيرون استنكارهم ولكني أقول أن ما أفتى به ابو مرزوق يعتبر شيئاً خطيراً بالمقياس الوطني والديني ولم يكن باستطاعته أن يفتي ويجاهر بفتواه إلا إذا كان قد أخذ الضوء الأخضر من قيادته وهو الذي يعتبر الرجل الثاني فيها ، واضيف بأننا قد تعودنا من حماس ازدواجية المواقف فهم ضد أوسلو وهم الذين خاضوا الانتخابات التشريعية على قاعدة أوسلو ، وبما تكون فتواه بالون اختبار إن مر بسلام تتبناه القيادة وإلا فالاستنكار والتبرير والتحوير هو الطريق للخلاص من أثر تلك الفتوى .. أقول وربما كان على أبو مرزوق ومن وراءه من قيادة حماس التوجه الى رام الله ومحاولة الانضمام لفريق عباس في لعبة المفاوضات العبثية عل ذلك يمكنهم من إقناع من يسمعهم وليصبحوا أكثر إنسجاماً في المواقف والأقوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصويب
ابراهيم ابوعتيله ( 2014 / 9 / 13 - 02:39 )
قال تعالى : { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم }


2 - سيدنا أبا بكر البغدادي خليفةً على المؤمنين
ضرغام ( 2014 / 9 / 13 - 04:42 )
سيدنا أبا بكر البغدادي خليفةً على المؤمنين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430086

اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ