الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنسان وفقط

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2014 / 9 / 13
الادب والفن


الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء بتوقيت أم الدنيا .. وأمام شاشة التلفاز ذو الألوان المحايدة وفجأة يُقطع الأرسال
وتأتي تلك الكلمة المشئومة "" أهم الأنباء "" .. وذاك الرجل ذو البزة السوداء يزف إلينا أخبار ما وراء البحار ..
"" أعزائي مشاهدي التلفزيون المصري أهلاً وسهلاً بحضراتكم .. إليكم هذا الخبر العاجل .. اصطدام طائرتان مدنيتان ببرجي التجارة العالمي بنيويورك وأخري بالبنتاجون بينما فشلت رابعة في تحقيق هدفها المنشود .. مما أسفر عن مئات من القتلي والجرحي .. وسنوافيكم بالتفاصيل "" ....... أنتهت الأخبار وجاء موعد أعلان صابونة لوكس للأستحمام ......... منذ ثلاثة عشر عام كان ذلك البيان ..
وإذ الكل يعلو من صوته ليس نحيباً علي ضحايا لم يحملوا سلاحاً بل تهليلاً بهذا النصر المنقطع النظير .. فقد حقق بن لادن النصر أخيراً في دار الكفر وأنتصر بقتل أكثر من ثلاثة ألاف نفساً من الأمريكان الكفار .. صحيح أنهم لم يكونوا من قوات البحرية الأمريكية أو المشاة أو أي سلاح ولكن يكفينا فخراُ اننا أهلكنا هؤلاء الكفار ..
هيا بنا كيما نفرح ونقيم العرس الدموي علي جثث وأشلاء الكفار ولكن نخبنا لا يشابه نخبهم فهولاء يحتسوا الخمر أما نحن فسنحتسي علي أشلاهم لبن الماعز الساخن أو بول البعير الطازج أو مياه غازية أصل شركتها في نيويورك مدينة الكفار ....... ولتكن لنا أنشودة بهذا النصر العظيم يؤلفها الفنان شعبان عبد الرحيم "" طيارة فوق طيارة تحت خلي البرجين بسكوت وكحك .. بن لادن ماشي حافي والأرض مولعة معلش ياعم بوش علي البرج اللي انفجر أحدف كمان صاروخ يفرح العرب """ ........
ذلك اليوم في المدرسة كان كل التلاميذ في المرحلة الابتدائية يتلون تلك الأغاني وكأنها النشيد الوطني ... ياله من انتصار ......
وتدور الأيام وتتتابع الأحداث وأذ من رحم بن لادن يخرج البغدادي .. ويهلل له العرب .. ويدعون له بالقضاء علي بشار القاتل .. وأذ يجز بسكينته خناجر المسيحيين فترتفع أصوات التكبير .. فالشيعة والعلويين فيزداد التكبير .. فاليزيديين فيزداد الفرح ... فهؤلاء قد أحبوا لغة الدم .. هؤلاء رُسل أبليس .. متعتهم تكمن في القتل ..
وأخيراً بكي العرب ... وسمعنا أصوات البكاء عندما تحول سليل بن لادن من جز رؤوس الغرب إلي جز رؤوس العرب ... ويبدو أن البغدادي قد أصابه داء الحول .. فهو لا يفرق بين أي أنسان في الجز فهو يسير بمبدأ " كل اللي يجيبوا ربنا كويس "" "" سكينتي متقولش لا "" .......
لستُ هنا بصدد رصد تاريخ بل لرصد مشاعر لا يذكرها التاريخ ... مشاعر قوم فرحوا بموت مدنيين لم يحملوا سلاحاً
لمجرد سياسات تتبعها دولتهم .. مشاعر قوم عشقوا لغة الدم في الحوار منذ نعومة أظافرهم فأسأل هؤلاء ماذا فعلوا حينما أختلفوا علي نعجة .. أسأل حرب البسوس تخبرك .. قوم قد لخصوا الأنسانية في عرقهم وباقي الأعراق محض كائنات لا ترقي للإنسان ...........
في ذلك اليوم عرفت أين أعيش .. علمت حقيقة مع من أتعامل .. وأدركت ماذا تكن قلوبهم لي ..
يبدو أن كلماتي قاسية ولكنها اخف وقعاً مما أشعر .. أنا أحب هؤلاء لكن أكره حبهم للدماء .. فما يتباهون به هي حروبهم عبر التريخ وكيف كانت تخشاهم الأمم .. أحب هؤلاء لكن أكره فكرهم الدامي ..
لكن علي الرغم من أن ذلك اليوم هو يوم حزين في التاريخ فهو بالنسبة للقبط يوم فرح .. فهو بداية سنة جديدة لتاريخ الشهداء .. وهنا تكمن المفارقة بين دماء ودماء ..........
عزيزي .. أنزع من قلبك فكرك القرمزي وأعلم أننا جميعاً بشر سنرحل قريباً .. كفي أفكار التعصب والحقد وعش حياة الآدمي .... فأنا مثلك أنظر إلي دون لوني أو عرقي أو ديني .. أنا أنسان وفقط ........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتواصل علي الفيس بوك
صموئيل ميشيل نسيم ( 2014 / 9 / 14 - 23:44 )
my page on facebook -- Poems with Samuel Michel -

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي