الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا وجود

حسين علوان علي
(Hussain Alwan)

2014 / 9 / 13
الادب والفن


يا وجود


كم باهظ انت يا وجودُ
كأننا بانفسنا اخترناك
رغم أنّا لم نفعل
اذ اختارك من لم يحفل بحقنا في أن نفهم
واننا ربما لا نريد أن نختار وجودا لاحق لنا في اختياره ..
لا نختار الوجود الذي سينتهي هباء منثورا..
اختاره من اعطانا كل مالا نستطيع ان نفعل.

لم نخترك لنا
فلا نملك منك شيئا..
لا نملك من وجودك وجودا
لكنّا مشاركون رغما عنّا في واقعتك
متورطون بك
منخرطون فيك
مذنبون بك
أبرياء بنا
فياهول أن من ابتدع الوجود
خولنا اننا لانفهم السر
لا ان نفهمه..
واكتفى بان علينا ان لانفهمه
رغم ان لنا النية الكافية والحصافة لأن نفعل
ولأن ندين واقعة اننا عاجزون عن فهمه رغما عنا.

نحن ممتدون
في وجودنا
متقبلون إياه
كائنا ماكان
فكأننا اخترناه
رغم انّا لم نفعل،
كيف نختار ان نكونَ
حين نختار بعدها عند المغيب
أن لا نكون؟!

نحن نخفيه في سرائرنا
نتستر عليه
نثبته بالوقائع والمصائر
نلصقه على صفحةٍ نبتدعها من ذاكرة
ليبقى ويدوم
ليكونَ.. بلا هوادة.. بلا أمل

نتوهم أن لنا دورا في اختيار الوجود
من شدّة ما ألفناهُ
من عذاب لهفتنا إليه
من كثرة ما انبهرنا به

كلنا نفعل
حتى ذلك الهرِم العزيز المتمدد على السرير متحشرجا..
حتى الرضيع المولود مع الداء
حتى البؤساء
حتى التعساء

كلنا نتخيل اننا اخترناه بشكل ما
نخشى انقضاءه واختفاءه
في لحظة خاطفة
في لحظة ذاهلة
في قطع النفس

كل ماجمّعناه بأشد العناء
أخيلة وقصص وأحلام
ركام الاماني
وعْيُنا الذي ركّبناه دهشة دهشة
كلما لمّيناه عبر العمر
خمسون عام.. ستون.. مائة
يختفي في هنيهة واحدة..
شهقة واحدة تستغرق العمر كلَه..


نخشى فيك يا وجود اختفاء الحبيبين
نخشى ذهاب اللصيقين الى القلب
فلا يذهبون على غفلة الى هناك
الى حيثما لا يعودون
لنبقى وحيدين في وحشتك القاهرة
نواجهك لوحدك
لصيقين بك كالمصير المحتوم

فلكم انت باهظ ايها الوجود..
كم انت عصي على الاختيار
منيع على المغادرة

كم نحن مفعمون بك حدّ المصير!
انت نحن.. يا وجود
ونحن انت

لو قَضيتَ ايها الوجود،
لقضيت
بالنسبة لكل منا على حدة

ولو قضينا ياوجود،
لقضينا بالنسبة لك
كل على حدة

إنما نحن علّتك
وانت لوحدك لن تكون موجودا من دوننا
إنما انت موجود بوجودنا فحسب

ستكون لوحدك عدماً
يا وجودُ.
وسابقى أدين من أخفق في أن يجعلني أفهم
لأن لدي كامل الاهلية لأن افعل ذلك..

وبعدئذ.. فان الامر لايعدو أن يكون قطرة غباء
في مجرة تتفجر هباءً..

الأمر لايعدو أن يكون لاوجودا محضا.
---------------------------

حسين علوان علي
2014
اذار- قرب نهر الكستناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟