الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


,ومن منا لا يحب زينب...؟؟!!!!!!

رشيد كرمه

2005 / 8 / 16
الادب والفن


لاشك ان سؤالاً كهذا , وفي ظرف ٍسياسي_ إجتماعي ملتهبب بشكل غير عادي كالذي نحن فيه , يبدو بطرا ًوفيه مبالغة ً إذ يوحي السؤال ان ما من أحدا ًيكرهها, ولو إسترسلنا في التحليل اللغوي ومن باب تشريح الجملة كاملة لتوصلنا اننا ندفع بالتهمة ( اي تهمة الكره ) عنا , ونعلن في ذات الوقت بتباهٍ وفخر ٍ وإصرار رفضنا لهذه الصفة الذميمة وخلو أنفسنا منها , بل وتشير الجملة ( العنوان ) توكيدا منطقيا ًللحب والذي يأخذ شكل المطلق في حبنا لها, والحقيقة ان الإفتراض والتعميم في هذه الحالة سيوقعنا في مشاكل أولها ان هناك أعدادا تكره زينب لا لكونها فنانة وممثلة مسرح وسينما وتلفزيون بارعةورائدة ولكن كونها إمرأة عاملة متحررة من قيود إجتماعية وضعها رجال الدين مكرسين وضعا ًقاسيا للجميع ومعاديابشكل خاص للمرأة وحقوقها ًمستندا ً الى القرآن والسنة النبوية وأقوال الأئمة المعصومين , وهذا ليس جديدا على المجتمع العربي والإسلامي كما ولم يكن وليد اللحظة هذه فلقد جرت محاولات عديدة لطمس حقوق المرأة والإقلال من شأنها في جميع المجالات ومنذ أمد ليس بالقصير , وفي ظل ظروف غيرملائمة , ولهذا انتظمت النسوة في تجمعات وأحزاب ومنظمات وحددن مطالبهن وكانت زينب واحدة منهن وتقدمت الصفوف متحدية علاقات إجتماعية غاية في التخلف . حيث كان الحديث عن المرأة عيبا وكان مكانها البيت منذ ولادتها وحتى مماتها ونادرا ما تخرج بمعية ( السي سيد ) حسب تعبير المصريين , وان خرجت ًفإنها تسير خلف زوجها بأمتارٍ منكسة الرأس ذليلة ,متلفعة بما توفر لها من حجاب أسود , بل كان السواد الأعظم من العراقيين يبدأحديثه عن المرأة بكلمة ( تكرم ...)أو يقول البعض المتخلف مستطردا الحديث بعد ( حشاك المرة......) وكان من العيب بمكان ان يعرف أحدا إسم الأخت أو الأم , وكان الضرب والزواج الضرائري حالة عادية ولايمكن للمرأة الإحتجاج على هذا الواقع , فالرجال قوامون على النساء في كل شئ , لذا كان من الشجاعة بمكان ان تجد إمرأة تتحدى الواقع المر , لابل تفرض قيما ً إنسانية _ إجتماعية خاصة للمرأة وتعلن بأنها لاتقل عن الرجل بشئ وهذا ماحدث لزينب التي إستحقت عن جدار ة حب الشعب العراقي , ولولا الحركة الوطنية العراقية المؤمنة بدور المرأة في المجتمع لما تحقق ما حصلت عليه المرأة من منجزات ٍ ايام ذاك ,إذ إستطاعت المرأة العراقية الدخول في المدارس بعد ان كان هذا من المحرمات ومن ثم إستطاع جيل زينب نيل المكتسبات واحدا ً تلو الآخر بتصميم منقطع النظير , ولقد خاضت هذه المرأة ( زينب ) لوحدها الكثير من المعارك ضد الأفكار الرجعية والبالية وتقدمت للعمل في السينما, في الخمسينات من القرن العشرين وأثبتت قدرة فائقة في التعايش مع المحيط الذي ينظر الى المرأة نظرة دونية بسمو أخلاق عالية مجسدة كمال المرأة لها ما للرجل من قدرة وعطاء وتفاعل وتضحية وتصدي ولعلني قد ذكرت مالزينب من مواقف ومصادمات مع هذا وذاك في مقالات سابقة ولكنني وفي جلسة خاصة مع رفيق لي من هواة المسرح وأنصار الفرح والحياة وبمناسبة الذكرى السابعة لرحيلها تذكرت حادثة لمواجهة في الستينات بينها وبين مقدم برنامج( مع النجوم ) الأستاذ إبراهيم الزبيدي والتي دافعت عن هموم الفنان وانتمائاته كما دافعت عن القيم والمثل الوطنية للشيوعيين غيرهيابة من النظام وامام الملايين من مشاهدي البرنامج الذي كان يبث على الهواء مباشرة. ولقد أفادني رفيق عمرها الممثل والمخرج الجميل لطيف صالح بان موقفا ًمماثلا حصل في البصرة إذ أُستضيفت في امسية لتلفزيون البصرة ولقد اعتذر الكثير من معدي ومقدمي البرامج عن إدارة الحوار معها للتخلص من الحرج وتجنب ما لايحمد عقباه وما قد تثيره المقابلة لتعريةالنظام البعثي وممارساته ( الجبهوية ) لمعرفتهم الدقيقة بقدرة زينب على الحوار, ولقد تطوع إحسان وفيق السامرائي وكان يرأس تلفزيون البصرة على إدارة البرنامج , وكانت زينب رائعة كما هي منتصرةً بما تملك من حق وقوة منطق أحرجت من كان معتقدا بأنه سيهزم زينب في حوار متلفز والعكس صحيح إذ تعرض السامرائي فيما بعد للتقريع من قبل رفاقه ,وبعد ذلك لم يتجرأ التلفزيون وجلاوزة الدكتاتورية من إستضافة (زينب ) تجنبا لمواجهتها و صلابتها. وكان لهذه الأخت الرائعة التي التقيتها في بغداد والمنفى أكثر من مرة تأريخ حافل بالعطاء فلا زال الناس يتذكرون الفيلم العراقي ( سعيد أفندي )و(الحارس ) وسيبقى دورها في النخلة والجيران عملا مميزا إضافة لدورها في مسرحية (آنه امك ياشاكر والفنانة العراقية فخرية عبد الكريم والتي عرفت بزينب من مواليد تموز 1935 شاركت الشعب العراقي وقواه الوطنية في النضال ضد الدكتاتورية البعثية وتحملت ضنك العيش وألم الغربةوعهد الوفاء للفن والمسرح الملتزم ولقد منحها العراقييون لقب فنانة الشعب العراقي وهولقبأ تستحقه تماما , ولقد كتب على قبرها في مدينة يتبوري _ السويد ( هنا ترقد فخرية عبد الكريم , فنانة الشعب العراقي .. ولقد رحلت عنا في يوم 13 آب 1998في السويد حيث شيعها إخوتها في موكب جنائزي أربك حركة السير وعطل مرور المدينة وقل ان يحدث مثل هذا في مدن السويد مما أثار أسئلة المجتمع السويدي وتحول يوم مماتها الى مظاهرة إدانة للدكتاتورية...ولقد كانت مبادرة جميلة من رفاق أجمل بتنظيم زيارة لقبرها في ذكرى رحيلها السابع ولوضع إكليل من الزهور عرفانا وتقديرا لها , ولقد كتبت خاطرتي التالية مرفقة مع باقة وردحمراء وأوقدت شمعة للذكرى مع أمل وتفاؤل في ان تنتصر المرأة في هذا الظرف الذي تحاول فيه الرجعية النيل من المرأة وحقوقها : اليك ِ يازينب ....ولذكرى رحيلك السابع ...نوقد الشمع
كنخلة مثمرة .....
وجيران ...الواقع يشير الى عدوانيته ِ
ولكني ..أ أمل ُ وبسذاجة ٍ..ان يكون طيبا ًونقيا ً
أو على الأقل رحيما ً
ولربما عادلا َ,,و ..
فإليك..يامن إشتركت مع أُمي ..في الإسم
وقسمات الوجه
والبساطة ..واإلإصالة
والأحزان ...
عهـداً أن أكتب الى (فخرية )
مادمت حيا ً ..وعلى ذات العنوان

كانت الراحلة زينب قد إفتتحت الحفل التأسيسى والمؤتمر الأول للنادي العراقي في مدينة بوروس في بداية التسعينات لذا ومن باب الوفاء لهذه الرائعة كتبت اسم النادي في زيارتي لها تعبيرا عن اعتزازي بها وإعلاني الإستفهامي في بداية المقال.................. ومن منا لايحب زينب ....
ومن منا لايحب الحرية.......

رشيد كَرمة السويد 14 آب 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج