الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..

محمد عبعوب

2014 / 9 / 13
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


طبول الحرب تقرع هذه الايام من واشنطن الى لندن وباريس والى الرياض وبغداد .. صداها يصل حتى استراليا في اقصى جنوب الكرة الارضية.. كل هذا الضجيج من اجل تنظيم مختلق يدعى "داعش"!!! تنظيم القاعدة.. شباب الاسلام.. أنصار الشريعة.. بوكو حرام.. وداعش .. والحبل على الجرار كما يقول المثل.. كلها تدخل ضمن مشاريع وكالة المخابرات المركزية الامريكية ( CIA ) لإغراق المنطقة العربية الغنية بالموارد ومحيطها بأزمات وحروب تبقيها رهينة للتخلف وتعيق اي أمل لشعوبها في اللحاق بركب التقدم والحضارة الانسانية، لتبقى كسوق لاستهلاك ما تنتجه ترسانات الدمار الغربية وكذلك ما تنتجه المؤسسات الصناعية في مختلف المجالات الغذائية والدوائية وغيرها من مستلزمات الحياة، إضافة الى شيطنة الاسلام والحضارة الاسلامية في وعي الانسان الغربي والعالم باسره.
لا اعتقد ان أي انسان متابع للمشهد الدامي في منطقة الشرق الاوسط يشك في أن ظاهرة ما يعرف بداعش هي صناعة أمريكية بامتياز ساهمت الآلة الاعلامية الغربية الجبارة، التي تسيطر على صناعة الراي العام العالمي، في تضخيمها وتسويقها كخطر داهم يهدد واشنطن وتل الربيع واوروبا، بعد ان استنفذ تنظيم القاعدة كتنظيم ارهابي مفعوله كمنبر لحشد الراي العام الغربي والعالمي ضد أي مشروع نهضوي حقيقي عربي او اسلامي، ذلك أن تنظيم داعش وبهذا التضخيم والضخ الاعلامي حوله وصور تلك الطوابير من الاليلات المدججة بالسلاح تعلوها تلك الراية السوداء المؤدلجة، هذه المشاهد البائسة والقوة الطارئة التي مكنت داعش من اجتياح نصف العراق وجتياح الساحة السورية ليجابه النظام والتنظيمات المناهضة له في نفس الوقت ويهدد الاردن، هكذا تنظيم لا يمكن أن ينمو ويتطور ويحقق هذه المكاسب بهذه السرعة وفي وقت قياسي لو لم تكن وراءه مؤسسة عالمية بحجم وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي تمده بالمعلومات الدقيقة ، وتعززه بالخبراء لتجنيد الانصار لالحاق الهزيمة بجيوش نظامية مسلحة، وتسخر له وسائل الاعلام الغربية لتسوقه عبر العالم وتروج له بين الشباب المسلمين -المحبطين من واقع بلدانهم المزري والمتطلعين لاستعادة كرامتهم- لاستقطابهم والانضمام الى كتائبه، ومن ثم تجنيد العالم "الحر" وأدواته من مشيخات الزيت و حكومات هزيلة في المنطقة لشن حرب ساحقة تفكك هذا التنظيم وتبيد المنتمين له، وذلك بعد الحرب الاعلامية التي تربط هذا التنظيم بالاسلام كدين راع للارهاب ومعاد للانسانية ، وبهذا يتحقق لامريكا وحلفائها حزمة من الاهداف، اولها كما اسلفت الابقاء على المنطقة رهينة للتخلف والاضطراب، وثانيا القضاء على النخبة من شباب المنطقة التي يمكن ان تشكل -اذا ما تمت رعايتها وتوجيهها توجيها صحيحا – قوة فاعلة تنجز استقلالا فعليا للمنطقة عن الهيمنة الغربية وتخلق قوة منافسة مجاورة لأوروبا تحرمها من سوق مهم تنفرد بإدارته، وثالثا توجه من خلال هذا المشروع اقوى ضربة للاسلام كدين وثقافة، وذلك بشيطنته وترسيخ صورة مرعبة عنه في وعي الانسان الغربي والعالمي بصورة عامة، وما جرى للازيديين والمسيحيين في العراق على يد هذا التنظيم والذي استثمره الاعلام الغربي ايما استثمار، يشكل جزءا من المشاهد التي تسيء للاسلام وتشوه صورته في وعي الانسان حيثما كان ، وهو هدف تجمع عليه الدول الغربية وتعمل بكل جهدها وأدواتها لتحقيقه.
هذا التنظيم وبغيره من التنظيمات المتدثرة بالاسلام السياسي ، كتنظيم القاعدة وشباب الاسلام وبوكو حرام وغيرها من التنظيمات الارهابية التي وضعت مشاريع تأسيسها في مطابخ السي آي أي، ومولتها مشيخات النفط في الخليج عبر العقود الماضية وحتى اليوم ما هي إلا مشاريع لصناعة الأزمات تندمج فيها القوى الغربية و"اسرائيل" ويتم تضخيمها بشكل مذهل وفي وقت قياسي من خلال الاعلام لتتجاوز حدود المنطقة وتصل تهديداتها الاسطورية الى استراليا القابعة في خاصرة العالم الجنوبي، فضلا عن امريكا واوروبا، لتجدد حالة الفوضى والركود والتخلف في المنطقة وتبقينا رهينة للتخلف والاقتتال العبثي كما نراه اليوم مشتعلا في كل ركن من هذه المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تخلفنا لا يبرئ أمريكا
فاضل عزيز ( 2014 / 9 / 16 - 12:33 )
doctorharith .. شكرا على المرور الكريم، أنا لا انفي دور الثقافة الاسلامية المشوهة في فرز هذه الظاهرة المسيئة للاسلام ولكن لا ينفي وجود هذه الثقافة الدور الامريكي فيما يجري، وسي آي أي ليست غبية لتفوت استثمار هذه الظاهرة لضمان المصالح الامريكية التي ترتبط بالابقاء على هذه المنطقة رهينة للصراعات والفتن.. نعم تشكل الغالبية من مواطني هذه المنطقة بحكم تخلفها وانعدام الانتماء الوطني الصحيح والعميق لديها أداة لأمريكا في تنفيذ مشاريعها ، وهنا تكمن المأساة للاسف الشيديد، إذ لم تحض هذه المنطقة منذ تبلورها للوجود بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بقيادة وطنية حقيقية تؤسس لوعي وطني عميق لدى عامة الناس، وهو ما وفر للطامعين بيئة وادوات لتنفيذ مشاريعهم التخريبيية..

اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع