الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان

عبدالله جاسم ريكاني

2014 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


السلطان أردوغان عندما يَغدُر بِكُوردستان
الصديق المزيف كالعملة المزيفة لا تُكتشف إلاّ عند التّعامل

عبدالله جاسم ريكاني

لقد إستغرب الأعداء قبل الأصدقاء من الموقف التركي السّلبي واللاّمبالي حيال الهجوم على كوردستان من قبل داعش و أخواتها، و لم تحرّك ساكناً لتقديم أي نوع من المساعدة العسكرية او المادية او المعنوية او الاعلامية، حتى بعد ان اصبحت العاصمة أربيل مهددة بشكل حقيقي، ضاربةً بذلك عرض الحائط، كل العلاقات و المصالح الاقتصادية و السياسية و النفطية المشتركة، ومصالح الآلاف من شركاتها العاملة في الاقليم. وألأدهى من ذلك، هوالدفاع المستميت الذي أبداه وزير خارجيتها، و تبريراتِهِ اللاّمنطقية لغزوة داعش على العراق و الاقليم.

لقد سكتت سلطات الاقليم عن هذا الموقف التركي طويلاً، و لكن الامر لم يعد محتملاً، حيث نقلت صحيفة "ميلليات" التركية عن السيد نيجرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان "إن تركيا تقدم مساعدات إنسانية فقط "مؤكداً أن "حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سوريا شاركا بفعالية في المعارك ضد "داعش" في كوردستان العراق. أما بالنسبة الى تركيا فقد كنا ننتظر مساعدات مختلفة أكثر من ذلك وهي غير كافية.

صحيفة "حرييات" من جهتها قارنت بين موقفي الأتراك والأميركيين إزاء خطر داعش. وقالت "إن الأتراك يقولون إن داعش يحتجز رهائن وأيديهم مكبّلة، والأميركيون يقولون إن الإرهابيين يقتلون أميركياً كل اسبوع. الأتراك يقولون إنهم منعوا عام 2013 دخول اكثر من 4 آلاف شخص إلى اراضيهم والأميركيون يعدّون ذلك غير كاف، فآلاف المقاتلين يدخلون سوريا والعراق عبر تركيا".ونقلت الصحيفة بأن "كل دولة أعلنت ما ستقدمه لمكافحة الإرهاب لكن وحدها تركيا لم تعلن أي خطوة".

لقد قدّم رئيس بلدية ماردين النائب الكردي أحمد تورك في شهر حزيران من هذا العام، إلى سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا ومجموعة من الصحافيين، في جلسة عقدت في ماردين، تقريراً مفصلاً وموثقاً ومدعوماً بالأدلة الدامغة من صور واشرطة فيديو عن الدعم الرسمي الذي تقدمه تركيا لتنظيم «داعش»، ومنها تنقُّل أفراد منه يرتدون البزة العسكرية التركية، والآليات العسكرية التركية داخل البلاد، وكيف أن رئيس بلدية جيلان بينار، وهو من «حزب العدالة والتنمية»، يلتقي داخل أحد الخيم مقاتلين من «داعش».
وأكد سكان محليون نزحوا من بلدة «الراعي» الحدودية التركية في ريف حلب الشمالي الشرقي، أن تركيا توفر دعماً لوجستياً غير محدود للتنظيم الإرهابي عبر البلدة.وأفاد السكان لـ«الوطن»، بأن حدود الراعي مع تركيا تشهد نشاطات مكثفة ومريبة تتمثل بتهريب الذخيرة والسلاح بما فيه الثقيل على يد مقاتلين من «داعش» يتنقلون عبر ضفتي الحدود وتربطهم علاقات وثيقة مع الاستخبارات التركية وسماسرة السلاح «كما تعبر السلع الغذائية والمحروقات الحدود بالإضافة إلى «الجهاديين» الأجانب الراغبين بالانضمام إلى التنظيم الذي يقضي الكثير من مقاتليه إجازاتهم في فنادق بلدات ومدن تركية قريبة من الحدود السورية وخصوصاً غازي عنتاب».
و رغم كل هذه الأدلّة و غيرها، يستمر السيد احمد داود أوغلو في اختلاق الاكاذيب في مواقف و مناسبات عدة لتبرئة ذمة الحكومة التركية من الجرائم التي ترتكبها المنظمات الارهابيه ، مع توفر الادلّة الدّامغة على ان الاراضي التركية اصبحت معبراً ومرتعاً لاستيعاب وتدريب مقاتلي المنظمات التكفيرية وبالاخص إرهابيي داعش والنصرة.
السؤال هنا، ليس هو، هل أنقرة تدعم «داعش» أم لا، فهذا بات مؤكّداً. لكن السؤال هو لماذا تدعم تركيا، هذا التنظيم الإرهابي الخطير والعنيف ؟
1- لعلّ أول الأسباب هو فشل سياسة تركيا الخارجية عامةً، و خاصّةً في سوريا ومن ثم في مصر والعراق وفي كل المنطقة، من سياسة "صفر مشاكل مع الجيران"، الى "مشاكل مع كل الجيران". و هذا ما جعلها تلجأ الى شعار مكيافيلي الشهير «الغاية تبرر الوسيلة»، وأن تكون مستعدة للتعاون مع الشيطان من أجل التعويض عن الفشل، بدلا من أن تعترف بالهزيمة وتعيد النظر في سياساتها بما يحفظ ما تبقى من ماء الوجه.
2- لقد جربت تركيا في العراق شتى الوسائل للإطاحة بالحكومة العراقية التي يترأسها الشيعة و خاصةً برئيس الحكومة السابق نوري المالكي، بدءاً من رعاية تشكيل القوائم الانتخابية السنية المعارضة، وصولاً إلى ترتيب انقلاب عسكري عبر المجرم الهارب طارق الهاشمي. ولمّا لم تنجح في ذلك لجأت إلى خيار التنظيمات الإرهابية، مثل «داعش»، لعلها تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
3- إن استخدام انقرة لـ«داعش» بالتحالف مع مجموعات المعارضة السنية، إنما يهدف إلى خلق دولة سنية، وبالتالي تقسيم العراق بعدما بات بقاء العراق موحداً.

4- إن تقسيم العراق، بنظر أنقرة، سيخلق دولة سنية محاذية لها تقتات بنسبة كبيرة على مساعداتها. فتكسب تركيا نفوذاً في العراق لم تستطع أن تكسبه سابقاً.

5- إن مثل هذه الدولة السنية ستصل جغرافياً، بعد سيطرتها على محافظتي الأنبار ونينوى، بين تركيا والسعودية، فينشطر «الهلال الشيعي» وينقطع التواصل بين طهران ـ بغداد من جهة وبين دمشق وحزب الله في لبنان من جهة ثانية، وتوجه ضربة قوية الى النفوذ الإيراني. وفي هذه النقطة فقط تلتقي تركيا والسعودية، برغم خلافاتهما المصرية والإيديولوجية، ما دام «العدو الشيعي» واحداً.

6- لقد دفعت تركيا داعش للهجوم و السيطرة على مناطق زمار و سنجار و الشريط الحدودي مع سوريا سوف يؤدي إلى خنق و محاصرة المقاومة و الثورة التي يقوم بها الكورد في كوردستان الغربية، والذين سطّروا ملاحم في الدفاع عن ارضهم و عرضهم، و شهد لهم العالم ك(القوة الوحيدة التي لم تنهزم امام داعش في المنطقة).

7- كما دفعت تركيا داعش لغزوإقليم كوردستان، لإعاقة و إجهاض الطموحات الكوردية التي اعلن عنها السيد رئيس الاقليم في حقه في الاستقلال و تقرير مصيره أسوة ببقية شعوب العالم، وفق القوانين و المعاهدات و المواثيق الدولية. لقد صرّح السيد هوشيار زيباري لصحيفة الواشنطن بوست في 13 من آب ، و كنيتجة للمستجدات في المنطقة، بأن اولويات الكورد قد تغيّرت و هدفهم في الاستقلال قد تأجل و لكن لن نتخلّى عنه.

يبدوا أن الاسلامويين كما الكُفر، مِلّة واحدة، ووجود المعتدلين او المتنورين او الوسطيين بينهم مجرد خدعةٍ اخرى لا ينخدع بها غير السذّج.
السؤال؟ وبعد ان إنكشف المستور، هل سنُلدغ من نفس الجُحر مرّتين، أم و كعادة الكورد، سنُلدغ مراتٍ عديدة؟.
وهل أخطأنا عندما وضعنا كل بيضاتنا في سلّة الأتراك فقط؟.
في النهاية، نقول، شكراً لداعش، التي كشفت عورات العرب و المتأسلمين و الاتراك و الاكراد معاً.
المصادر:
1- محمد نورالدين. لماذا تدعم تركيا داعش. 19/06/2014.
2- جمال فاروق الجاف. لو طال الانف لكل كذبة شبرا، لبلغ طول انف اوغلو الان مترا. صوت العراق،15-01-2014.
3- صحف (الزمان، ووكالة سانا للأنباء).
12/09/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر