الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شنكال أُسْقِطَتْ (2)..والمجلس الروحاني سقط

ابراهيم سمو

2014 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية




لابد ـ بادئ ذي بدءـ من التنويه: ان هذا المَسعى ،لايضمر النيلَ ،مِنْ" كائنا مَنَ كان"، ولا جرحَ شخص بعينه ؛سواء أكان هذا الشخص ،طبيعيا ام اعتباريا ،فلا التجريح، ولا الطعن ،ولا الحط من اعتبارما، اوالتنزيل من قيمة بعينها ، في وارد هذا البحث ،ولا سواه من ناحية ،ومن ناحية اخرى، فالحاضر الآسن، الذي طفق يغمرنا، بات لا يتسع لثرثرات ،كان يمكن ان يقدم عليها احدنا ،او يبديها في اوقات الفضاء والفضفضة، التي كانت . ولكون اللحظات التي تحيانا حاضرا كاسرة ،مأساوية وحاسمة في كسرها ايانا، فهي تضع الجميع ،امام مسؤوليات جديدة ،لاتحتمل المَلق والتصانع والزلفة،كما ولاتعترف بالـتآويل، والمماطلات، والتآجيل التي عهدناها، فيما مضى واوصلتنا الى هذه المواصل ..ومن تلك :

اعتلال المجلس الروحاني بنيويا :

فالواقع الذي دهم ،اضحى يفترض ؛بل يفرض :ان يتبدل المجلس الروحاني كلية، وينقلب على تمظهره بل تشكّله الحالي ،فينتصر على اختلالاته الصارخة، دون ان يغيب عنه، وهو يتشكل من جديد ،ان يُمثّل في هيئتهِ شنكالَ ،والديموغرافياتِ الايزيدية الاخرى،المُتجمّعة خارج العراق، هذا اذاما كان المجلس ،يريد ان يعيش ككيان و يواظب ـ من ثم ـ على سيره ككائن جديد ؛ينفتح على الواقع ،يلم بالمستجدات ،ولا يترفع عن التصدي للوقائع الصارمة ،التي اخذت تنتهك ـ وعلى حين غرة ـ جمهور بل مريدي هذا المجلس وعالمه ؛بخاصة تلك الوقائع التي رافقت الشروع بإبادة شنكال ؛هذه الاخيرة التي نزلت ،بمثابة امتحان ودللتْ: ان هذا المجلس لم يعد جديرا، بالمَهمة الملقاة على عاتقه، فاسقطت ـ سندا على ذلك ـ الاهلية عنه باعتباره كائنا شاخ ،ولم تعد ادواته، ولا منهجياته، ولا ذهنيات الواقفين على امره، قادرة على ادارة الازمة ، ولا على استقطاب الجمهور، او التأثير فيه، او نيل قبوله ،فالزمن العصيب ،الذي فاض يغرّق ،بات يتطلب فهما يلائمه ،وهذا لا يتحصَّل ،الا اذا تصدّر المشهد رجالات اشداء ـ ليس بالمعنى العضلي والعصبي طبعا ـ منفتحين على الفجائع ،التي حلت وما تزال من جهة، وعلى متغيرات الزمان ،والامكنة والاحوال ،متصدرين بسعة العلمَ والثقافةَ والتنويرَ والاستقلاليةَ والنزاهةَ والدينَ باعتبار الوظيفة الدينية ثم قابلين وبمرونة عالية للاستبدال والتعصب والمساءلة ماان اساؤوا الى المسؤليات عن عمد او تجاوزوا عليها لدافع شائن .

ومنه فتقفي الواقع ،وتتبّع الاسئلة ،التي خلفتها مأساة شنكال ،ومن ثم الادارة الكارثية لنكبتها ،ومستقبل شنكال لاحقاً،وظروف واحوال الايزيديين بعامة ،سواء أفي العراق ام في خارجه.. هذا وذاك كله راح يقطع انْ ليس:

ـ ل "أمير" طاعن سنا، طعين صحة ،ان يدبّر الامور، ويتحكم لاعن بعد ،ولا عن قرب في الامور، والحال سيان، ان كان سعي هذا الاميرالمُقعَد ،بالذات اوبواسطة "ابنٍ وكيل "،يفتقد بدوره الى المؤهلات والكارزما، ويُقاد بالحزبيات وبمسائل ضيقة ،اخرى بسهولة .

ـ ل "بابا شيخ "، يحتجز نفسه في حجرته كمُعتقَل ،لاتؤهله قدراته الشخصية والثقافية والعائلية ،على مجادلة الشئون مع الامير ،او مخالفته فيها ،او تصويبها له ،او إجلاء عثراته التي يخلفها ؛و محاججتها بعقلانية وموضوعية وروية وجد، كيما تثمر .

ـ ل "رئيس قوالين" ،مايزال حديث العهد ،يفتقد الى الخبرة والدربة والحزم والدينامية ،التي كانت ـ حيث يروى ـ مجتمعة ،في شخص والده المتوفى حديثا .

ـ كما وليس ل" شيخ الوزير " ،ولا ل " البيش إمام " ،او لسواهما، من الذين لا حول ولاقوة لهم، في المجلس الا من خلال ،من اقدم على تعينهم ،اووافق على تمثيلهم ؛فرادى او مجتمعين ،بشروطه في هذا المجلس ـ وهو هنا غالبا الامير ـ الخوضَ في المسائل ،التي لاتنسجم وانتفاعات متخذي القرار ، هذا فضلا ـ مع تبجيل اشخاصهم ـ عن اميتهم جميعا وتعاملهم مع المسائل كلها ،بروح قروية ،بدائية ،غير ذات ثمار .لذا فالمجلس الروحاني؛ بتركيبته الحالية ،وادواته ،وخطابه ،وآلياته واشخاصه ، مُطالَب : ان يقدم الاعضاء والرئيس، فيه تنازلات بنيوية ،عميقة يترفعون من خلالها ،عن ذواتهم ونداءات تلك الذوات ،وعن صدى كل كبرياء قد يوهم ..هم مُطالَبون كلا وبعضا؛ان يقعدوا في بيوتهم بهدوء، بعدما ثبت عجزهم، في ادارة ازمة شنكال، قبل ان يصوَّبَ الضجيج المُغلَّف بالالم والضجر،وإهدارالكرامة ،والوجود من حولهم ،وينتفض عليهم : " الشعب يريد اسقاط النظام " .

ألا قد بلغت الا قد اوصلت..لكن هل مِن سَمْعٍ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-