الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا تحارب بأموال العرب ودمائهم

حسن محمد طوالبة

2014 / 9 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


أميركا تحارب بأموال العرب ودمائهم
د . حسن طوالبه
اثناء تحضيرات الادارة الامريكية واعدادها الخطط لمواجهة داعش أشار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه ليس ممكناً توقع انهيار داعش في المستقبل القريب، وأنه وهيئة أركانه ما زالا بصدد إعداد الخطط للتعامل مع تهديد داعش على المدى البعيد، وتوقعت اوساط امريكية ان مواجهة داعش تتطلب ثلاث سنوات في الاقل , وهذه المدة اذا لم تمدد في قابل الايام قد تصل الى عشر سنوات كالتي امضتها القوات الامريكية في العراق 2003-2011 . وان نجاح الجهد العسكري الامريكي – الدولي مرهون بتشكيل حكومة عراقية ذات طيف واسع، يرضى عنها الجميع، وتحقق تطلعات السنة والكرد والشيعة،وهو امر صعب التحقق ما دامت الاحزاب والمليشيات الطائفية المسيرة من نظام الملالي في ايران تتحكم بالقرار السياسي في العراق , والتطرف الطائفي التي تمارسه الاحزاب والمليشيات المرتبطة بايران سيمنح داعش فرصة للتمدد وكسب الانصار , وقد تتمدد الى ايران نفسها لان نظام الملالي يهمش الطائفة السنية وكذلك يهمش القوميات غير القومية الفارسية . وقد تتمدد داعش الى تركيا ايضا . كما ان الحقد الطائفي للجكومات العراقية يعطي داعش فاعليةً وحيوية ومبرر لاثبات عقيدتها الاقصائية ايضا .
لنا ان نتسائل اذا كانت مواجهة داعش تحتاج الى سنوات عدة رغم كل التحالف الدولي , فما هي الخطط المعدة لتنفيذها ضد العرب في هذه السنوات المقبلة ؟ . لم تخفي الادارة الامريكية نواياها من قبل , فقد اعلنت نيتها عن تشكيل " الشرق الاوسط الكبير " , وهذا الشرق المقترح يقتضي تفتيت الاقطار العربية وتقسيمها الى دويلات طائفية ودينية وقومية , وبهذا المخطط يسهل السيطرة على هذه الدويلات الهزيلة من قبل القوى الدولية والاقليمية الكبيرة وهي الكيان الصهيوني وتركيا وايران . وستكون ايران الملالي اكثر حماسة للاشتراك في العمل العسكري ضد داعش , لانها خائفة من تمدد داعش داخل ايران ولاسيما بعد بيعة "أنصار الإسلام" خليفة داعش ابو بكر البغدادي ،كما انضمت عملياً الحركات الإسلامية السلفية الكردية إلى جهود المسلّحين، وهذا ما برز جليا في مظاهرةٍ قامت بها لرفع راياتها على مدن إيرانية كردية مهمة في كردستان الإيرانية وأذربيجان الغربية، كبانه وسقز وسنندج وأورومية (رضائية) في رسالةٍ واضحةٍ للإعلان عن وجود معارضة جديدة ضد نظام الملالي .
كانت هذه المظاهرة ضربة صاعقة للنظام الإيراني، تنبئه بوجود فرصة مؤكدة، لتكرار ما جرى في المحافظات العراقية السنية ، ولا سيما في المناطق السنية التي تحيط بالبلد إحاطة السوار بالمعصم. فإذا ما علمنا أن في طهران نفسها يعيش فيها نحو مليون إيراني سني، لتبين لنا خطورة المشهد الذي تعاني منه إيران. (وجهات نظر , عبدالوهاب القصاب , مقالة بعنوان : هل بدأ العد العكسي لداعش؟ ) .
ولنا ان نتسائل ايضا من اين سيمول الجهد العسكري والسياسي والاعلامي ضد داعش ؟ , مع العلم ان الخزينة الامريكية تعاني من العجز , وعلية - وكما فعلت من قبل في حروبها ضد العراق – سوف تدخل الدول العربية وخاصة النفطية في الحلف المعد لمواجهة داعش لكي تمول العمليات العسكرية , اما الدول الاخرى فقد تقدم جنودها لتحارب داعش فوق الارض , لان امريكا لن تغامر مرة ثانية بزج جنودها في حرب برية فوق الارض , بل ستكتفي بالضربات الجوية سواء كانت بطيار ام بدون طيار .
اما الهدف القريب لمخطط اوباما ولاسيما بعد حماسته لتشكيل حكومة حيدر العبادي هو اجهاض ثورة الشعب العراقي الذين اكتوا بنار الحقد الطائفي من الحكومات العراقية وخاصة حكومة نوري المالكي الذي افرغ كل الحقد الطائفي على ابناء العراق العرب في المحافظات الوسطى والشمالية . اذ ان الطائرات الامريكية لن تفرق كثيرا بين مواقع الثوار وبين مواقع داعش اذا كانت النوايا مبيتة ضد ثوار العشائر .
ولما كانت الثورة تقترب من تحقيق هدفها العام وهو تحرير العراق من السيطرة الخارجية , وارجاعه الى حضن الامة العربية ليظل بوابة صادة لمشاريع ملالي ايران التوسعية . وانتزاع حقوق العراق كاملة ، واقتلاع بؤر التجسس والخيانة من ارضه ، فقد سارع الأميركان والصهاينة وحليفهم نظام الملالي ، إلى التحرك السريع وحشد القوى الدولية لإجهاض الثورة بالتدخل العسكري المباشر تحت حجة حصر وتطويق ومحاربة داعش ، ولم توجد داعش لولا بروز الارهاب الطائفي الذي مارسته الاحزاب والمليشيات التابعة لها والتي تعمل لصالح نظام الملالي الساعي الى التوسع على حساب العرب والارض العربية .
ومع وضوح الهدف الامريكي – الغربي – الايراني من التحرك ضد داعش , والزمن المطلوب لتنفيذ المخطط , فان الحركات والاحزاب العراقية الوطنية والاسلامية الشريفة استنكرت هذا التحالف الخبيث , واوضحت ان هدفه ضرب الثورة , وابقاء الهيمنة الايرانية على العراق من خلال الاحزاب الطائفية التابعة لنظام الملالي . واكدت موقفها الرافض والمقاوم لكل قوى الارهاب والطائفية والإقصاء والاجتثاث والظلم التي تمارسها حكومات عميلة متسلطة مرتبطة بقوى إقليمية ودولية وتنفذ أجنداتها ومشاريعها الاستعمارية المدمرة للعراق والامة وهذ السياسة هي التي هيأت البيئة الخصبة لنشوء حركات تكفيرية متطرفة امثال داعش ، كما اكدت رفضها اي تدخل اجنبي وتحت اي ذريعة لما يشكله هذا التدخل من تعقيد الوضع في العراق والاقطار العربية الاخرى ، ويزيد من معاناة ومآسي الشعب العراقي الذي تعرض ويتعرض الى إبادة جماعية نتيجة الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي وحكوماته المتعاقبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية