الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخراج المسرحي والفلسفة المعاصرة

عمار الجنابي
(Amaar Abed Salman)

2014 / 9 / 14
الادب والفن


لقد انعكست اثار الفلسفة الحديثة على الفلسفة (المعاصرة) وكان الفضل الاول يعود الى رائد فلسفة التفكيك (deconstruction) الفرنسي (جاك دريدا) , إن التفكيك في " مستواه الدلالي العميق يدل على تفكيك الخطابات والنظم الفكرية وأعاده النظر إليها بحسب عناصرها ، والاستغراق فيها وصولاً الى الأمام بالبــؤر الأساسيـة فيها " (1) .
اي انه مقترن بعملية تعدد القراءات التعدد في تفسير الموجودات , وانتاج قراءة اخرى تختلف عن ما سبق قراءته .
لقد مهدت هذه الطروحات الى ما بعد الحداثة حيث اراء الفيلسوف الفرنسي (فرانسوا ليوتار) المحايدة لما سبق ومضمونها " تقويض أسس السرديات الكبرى وتفكيك المقولات التاريخية الشمولية . أتجه ليوتار نحو الدعوة إلى التعددية والاختلاف في كل حقل من حقول الخطاب بدلا من التمسك بأحادية السرديات الكبرى المتعالية. " (2).
ومن خلال ما تقدم وجد الباحث ان ليوتار توجه نحو التعددية التي تظهر عنصر الاختلاف ومن خلال هذا العنصر سوف ينتج لنا الرائع والذي لم يعد فيه الجميل هو الرهان الأساسي للفنون ، بل صار رهانها شيء ما يتعلق بالرائع . ولحظة حكم الرائع هي نتاج تذوق المتلقي له .
__________________
(1) عبد الله إبراهيم وآخرون ، معرفة الآخر ( بيروت : المركز الثقافي العربي ، 1990 ) ، ص 114 .
(2) http://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_6113
وترتبط هذا النتاجات تحصيلا بعملية التلقي الناتجة عن عملية التواصل أي لا تتحقق الرسالة الا بوجود مرسل ومستقبل يقوم بقراءة جديدة مختلفة ومغايرة .
ويستنتج الباحث ان بطبيعة الحال لا يخلوا عالمنا المسرحي من عناصر الارسال والاستقبال , على مستوى النص والمخرج والممثل والاشياء المكملة الاخرى . فيجب ان تتوفر مخيلة (مخرج) تعيد صياغة المعنى من خلال رؤى , تتسع كل هذه الشفرات (النص) وتقوم على تفكيكها وتحليلها واعادة ارسالها بشكل معنى مغاير في خطاب (discourse) عرض (performance) أي (ممثل – تقنيات) يقوم المتلقي من خلال سلطته بعملية التواصل معه , وبإعادة تفكيكه وتفسيره للشفرة (code) وترجمتها وفقا لمرجعياته الثقافية والاجتماعية والايديولوجية لإعادة انتاج معنى جديد مختلف عما سبق . اذ ان الترجمة للخطاب (العرض) تختلف من متلقي الى متلقي اخر مالم تتوافر ثقافة شمولية وذائقة جمالية .
وقد اقتربت هذه الفلسفة بالإخراج المعاصر اذ يقول (فورمان) " ان الاخراج ... ليس وسيلة لأقناع الجمهور بمصداقية المسرحية او احتمال وقوعها في الحياة ... بل هو سعي الى اعادة كتابة النص في صورته المخطوطة ... ان الاخراج في حالتي هو امتداد واستمرار لعملية الكتابة " (1).
ومما تقدم يشير فورمان الى ان الاخراج في(مسرح الهستيرية الوجودية) هي عملية تعدد في القراءات وهنا القراءة المستقبلية التي تقودنا الى ما سيحدث من متعة ومغايرة لعملية تلقي غير المألوف من تشتيت وتفتيت الحوار بين الممثلين على المسرح , لذلك عمد الى جعل الممثلين لا يتحاورون وجها لوجه وانما يتحاورون
______________
(1) كاي, نك : ما بعد الحداثية والفنون الادائية ,تر: نهاد صليحة , ط/2, الهيئة المصرية العامة للكتاب-1999 , ص79.
مع الجمهور ويشاركوه في الحدث , وهو بذلك يقوم بتدمير اسس الاخراج التقليدي , والتوجه نحو عملية ابداع غير تقليدية ناتجة عن اخلال توازن المألوف .

المصادر والمراجع

1. كاي, نك : ما بعد الحداثية والفنون الادائية ,تر: نهاد صليحة , ط/2, الهيئة المصرية العامة للكتاب-1999 ,

2. عبد الله إبراهيم وآخرون ، معرفة الآخر ( بيروت : المركز الثقافي العربي ، 1990 ) ،

3.http://www.shehrayar.com/ar/node_2110/node_6113








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة