الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملت أيه فى الحرب يابابا ( 2)

محفوظ أبوكيلة

2014 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نصحنى عدد من الأصدقاء أبناء جيلى عند قراءة المقال الأول الذى ضمنته ذكرياتى عن مرحلة التمهيد لحرب أكتوبر والذى بدأته من بداية عملى كملازم أول فى سلاح المدفعية بأن تتناول هذه المقالات كامل فترة تجنيدى منذ ما قبل الاستعداد لحرب أكتوبر. ورغم أننى عرضت عليهم وجهة نظرى فى أن موضوع المقالات هو دورى فى حرب أكتوبر، إلا انهم تمسكوا بوجهة نظرهم حتى تكتمل شهادتى، وقد استجبت لنصيحتهم، وها أنذا أفعل. فقد تزامن تجنيدى فى أوائل عام 1970 كجندى مع ذروة حرب الاستنزاف التى بدأت بمعركة رأس العش الشهيرة فى 1يوليو1967 وانتهت فى 8 أغسطس 1970 ويطلق عليها الإسرائيليون معارك الألف يوم. وقد أدت معارك الحرب الاستنزاف إلى تغيير فى إستراتيجيات وخطط وأساليب وأسلحة وبرامج تدريب الجيشين المصرى والإسرائيلى. فقد قامت أسرائيل بإنشاء خط بارليف، وهو ساتر ترابى بنى على طول الضفة الشرقية لقنال السويس بطول 170 كم وارتفاع 22م وعمق 12 كم، وقد بنى لتحقيق أهداف وأغراض متعددة، ولكن مايعنينا منها فى هذا المجال نتائج أثرت على مستقبلى فى الجيش، أولىهذه النتائج أن قواتنا شرعت فى تطوير أساليب الاستطلاع لأن الساتر حجب الرؤية ومكن غالبية قوات العدو من التخندق فى باطنه، وثانيتها قرارالقيادة العسكرية المصرية بإضافة سرية مدفعية هاون إلى تشكيل كل من وحدات المشاة والمدفعية لتكثيف قوة النيران غير المباشرة لأن الساتر أدى إلى عدم تمكن أسلحتنا من إصابة أهدافها بالنيران المباشرة مثل المدرعات ومضداتها والمدفعية المباشرة. ثالثة هذه النتائج هى التوسع فى إبفاد المجندين إلى الاتحاد السوفييتى لتعلم اللغة الروسية للعمل كمترجمين مع الخبراء والمستشارين السوفييت لتكثيف عمليات التدريب على التعامل مع مستجدات ميدان المعركة والتسليح والتشكيل. وما أبعدنى عن السفرللاتحاد السوفييتى للتدريب على الترجمةوالالتحاق بسلاح المخابرات والاستطلاع للعمل على وسائل الاستطلاع الحديثة هو ملفى المتضخم بمكتب مكافحة الشيوعية بمباحث أمن الدولة بالإسكندرية، حيث كنت أول متهم بالشيوعية يتولى رئاسة اتحاد طلاب كلية بالجامعات المصرية "ومتى؟!!! أيام عبد الناصر". التحقت بسلاح المدفعية وأنهيت مرحلة التدريب الأساسى فى أحد المراكز التى انتشرت فى الوادى للتخفى عن طيران العدو إبان حرب الاستنزاف. وتم توزيعى وعدد كبير من زملائى لتلقي دورة متخصصة فى الاتصالات، فتطبيقا لخطط تطوير الاستطلاع تقرر تزويد إشارة المدفعية " وسائل الاتصال" بأكبر عدد من ذوي المؤهلات العليا والمتوسطة لتحديث وسائل الاتصال باعتبار إنها أصبحت عصب العمل العسكرى بصفة عامة، والمدفعية بصفة خاصة، حيث تصدرأوامر إطلاق النار من مراكز الملاحظات القريبة من الأهداف ويتم تحديد مسافة واتجاه الهدف وتتحدد إحداثياته وتصوب النيران الموجهة إليه وتتحدد نوعية الذخيرة عبر الاتصال بين مراكز الملاحظات المختلفة ومواقع النيران طبقا لقواعد تخاطب متفق عليها بين جميع الأطراف مما يتطلب أعلى درجات الكفاءة والدقة. اجتزنا الفرقة (وبالمناسبة جاء ترتيبى الأول وكوفئت بهدية عبارة عن أدوات حلاقة). وتم توزيعى على إحدى سرايا مدفعية الهاون الجارى تشكيلها بنطاق الجيش الثانى الميدانى، وكانت توجد بمعسكر التل الكبير القريب من الإسماعيلية. وركبنا القطار الحربى من أواسط الصعيد بعد أن استلم كل منا نصيبا يكفيه من التعيين الجاف (بسكويت وفيتامينات وعصير)، وانطلق القطار بسلاسة شديدة ينزل منه جنود ويركب آخرون، في رحلة اجتزنا فيها مايقرب من نصف محافظات مصر فى أقل من 24 ساعة أمضيناها جميعا وكانها رحلة جامعية، فقد كان أغلبنا من ذوي المؤهلات العليا. ووجدنا فى انتظارنا بمحطة قطار التل الكبير عربات لنقل الجنود نقلتنا إلى منطقة إيواء الكتيبة بالمعسكر.
استقبلنا الضباط والصف والجنود إستقبالا طيبا على عكس ما شاهدناه فى مراكز التدريب، وأمضينا فى هذا المعسكر عدة أسابيع من شهرى يونيو ويوليومن عام 1970 لاستكمال التشكيل والتدريب على مدفع الهاون 160 الذى سمى بهذا الأسم (هاون) نسبة لإيد الهون ( التى تدق الكفتة ) لأن طلقته ترتفع لأعلى وتهبط بقوة بزاوية هبوط حادة، ولذلك فهويعتبر من أفضل الأسلحة للضرب من خلف سواتر مرتفعة. والعيارات الصغيرة منه يمكن للأفراد حملها أو جرها بسهولة، كما يمكن استخدامها داخل المدن، ولهذا سمى بسلاح الشعوب الفقيرة. كان يذهلنى اكتشافى المتوالى للتخطيط العمرانى الرائع لمعسكر التل الكبير الذى أنشأه الإنجليز كقاعدة لإيواء قواتهم فى منطقة القناة إثر معاهدة 1936 قبيل الحرب العالمية الثانية. فقد كان المعسكر يتكون من عدد من الوحدات المجمعة تتكون كل وحدة منها من: 3هناجر مصممة بحيث تكون جيدة الإضاءة والتدفئة والتهوية لإيواء حوالى 200 جندى + منطقة لتشوين الأسلحة والمعدات + مبنى إدارى إ+ منطقة بها حوالى 10 فيلات لإقامة الضباط. ويوجد لكل عدد من هذه الوحدات المجمعة مركز خدمى "على نمط الداون تاون" يوجد به دار سينما وكافتيريات مزودة بأجهزة تلفزيون ودورات مياه التي تحتوى على عدد كبير من عشرات الأحواض للاغتسال، والأدشاش للاستحمام،والمراحيض ويوجد بجوارها حوامل حديدية يحمل كل منها زيرا من الفخار مملوءا بالمياه المبردة مغطى بغطاء خشبى مثبت به كوب معدنى. وغالبية الإنشاءات مبنية بمواد من البيئة المحيطة: الطوب اللبن المغطى بطبقة من الجير – الحجارة لبناء الأسوار العالية للهناجر- أسقف خشبية مزدوجة من طبقتين يفصل بينهما فراغ مملوء بقش الأرز!!- شوارع فسيحة ممتدة معبدة وناعمة ذات أرصفة حجرية، هذا بالإضافة إلى أشجار الكافور التى تغطى جميع الطرقات والساحات والميادين، والحدائق المعامرة بالأرائك الحجرية والخشبية. ومماكان يذهلنى بالإضافة إلى هذا الإرث الإنجليزى هو اهتمام إدارة المعسكر بإدارة جميع أوجه الحياة بالمعسكر باقتدارغيرمعهود فى جميع مرافق الاستخدام العام بمصر( لدرجه إننى شعرت بحزن شديد لتدهور الكفاءة الأدارية التى أدت إلى وفاة 9 من أهالى طلاب معهد ضباط الصف فى2سبتمبر2014 أثناء تدافعهم لزيارة أبنائهم بأحد مبانى هذا المعسكر). وينغص على ذكرياتى الجميلة عن معسكر التل الكبير ماحدث لى صباح يوم 29 سبتمبر 1970 عندما أنهيت خدمتى فى حراسة أحد القطاعات، وفى اثناء توجهى لمكان إيواء سريتنا لفت نظرى سماع أصوات تلاوةالقرآن من عدة مصادر، وعرفت بوفاة جمال عبد الناصر، وقد شعرت بألم شديد يعتصر كل جسمى، وبعيون تسح منها الدموع تمكنت من الوصول إلى مكان السرية بصعوبة، وظللت لعدة أيام لاأستطيع تناول اى شيئ بمعدتى إلى أن حولت مع عدد من زملائى لديهم أعراض مشابهة إلى العيادة الطبية بالمعسكر. كنا نتناوب التمركز بالتل الكبير لمواصلة التدريب مع احتلال موقعنا فى التشكيل القتالى لتدعيم قوات المشاة بمنطقة الفردان شمال الإسماعيلية ( وهى المنطقة التى يتم فيها حفر التفريعة الحالية للقناة التي يطلقون عليها اسم قناة السويس الجديدة). وكنا عندما ننتقل إلى موقعنا فى التشكيل القتالى، تذهب قوة محدودة منا تسمى بالمقدمة لتجهيز موقع النيران ومركز الملاحظة ليكونا صالحين للعمل فور وصول القوة الرئيسية. وكان لابد أن يكون من ضمن تشكيل المقدمة فردا إشارة، غالبا مايكونان حكمدار الإشارة ورتبته رقيب ومساعدة برتبة عريف. وفى إحدى هذه المرات فى شهر أبريل 1971 كلفت بإتمام الإتصال السلكى بين موقع النيران ومركز الملاحظة، وتقتضى هذه المهمة أن أسيرمترجلا من موقع النيران إلى مركز الملاحظة بمسافة 6 كم لفرد السلك على الأرض، وأن أختبر جودة الاتصال كل كيلومتر واحد وأعالج أى خلل. وكان هذا يقتضي حمل بكرة ملفوف عليها سلك بطول المسافة. حملت البكرة والمعدات وعدة تليفون والبوصلة بالإضافة لسلاحى الشخصى، ونصحنى الضابط قائد المقدمة بأن أسرع الخطى نظرا لوجود بوادر عاصفة ترابية. وتحركت فى منتصف ليلة حالكة الظلام، أسير على هدى البوصلة والنجوم فى طرق غير مطروقة حفاظا عل سلامة السلك، وأدركتنى العاصفة الترابية وأخذ ت الرياح تطيرالسلك الذى أمده فيعلق بالحشائش مما يضطرنى لفض الاشتباك والتأكد من فرد السلك على سطح الأرض. والمهمة التى كان مقدر لها ساعة استغرقت حوالى أربع ساعات.ووصلت منهكا وتأكدت من سلامة الاتصال وأعطيت "تمام" لقائد المقدمة من مركز الملا حظة، ودخلت أول ملجأ قابلنى من ملاجئنا ( الملاجئ هى أماكن لإيواء جميع الأفراد فى خط القتال، وهى تبنى تحت سطح الأرض من أقفاص حديدية بعمق من 1,5 – 2 متر وتغطى بخيش مقطرن وتهال عليها الأتربة، ولها باب على سطح الأرض يهبط لها منه بدرجات مصنوعة بشكائر الرمل، والملاجئ العميقة يركب بها ماسورة للتهوية أشبه بالمدخنة). وأستغرقت فى نوم عميق اسيقظت منه لا أرى سوى شعاع ضوء شاحب يأتينى من ماسورة التهوية بيَّن لى بالكاد مأساتى، فالباب قد سدته الرمال. جلست أنادى بأعلى صوت على زميلينا اللذين تركناهمابالمؤخرة لحراسة المركز، والمفترض وجودهما فى نطاق المركز، لعل فتحة التهوية توصل صوتى إلى أى شخص، وأكرر المحاولة ولا من مجيب. وكففت عن هذه المحاولات عندما أدركت أن المساء قد حل. هدانى تفكيرى بعد فترة إلى أن أزيح الرمال من مدخل الباب، وكلما أزحت كمية تنساب كميات اخرى.وبدأ يظهر ضوء النهار من فتحة التهوية، وكنت قد أمضيت الليل مابين إزاحة الرمال والراحة لبعض الوقت. واستمررت على هذه الوتيرة إلى أن حل المساء وأنا أعمل بلاكلل. وفجأة شعرت بنسمة باردة، فأدركت أنني فتحت فتحة وسط الرمال. وفى لحظات كنت فى الخارج فى حالة من الإعياء الشديد. ولم يكن هناك سوى نوباتجيات خدمة الحراسة من زملائنا وجنود المشاة المحيطين بنا. وقد فرحوا وهللوا لرؤيتي وأيقظوا الجميع من النوم لأن اختفائى كان لغزا محيرا.كنا حوالى 15 جندىا وصف ضابط يشكلون قوة مركز الملاحظة، يزيدون أحيانا وينقصون أخرى، نصفهم تقريبا من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة.. وتعرضنا فى أحد الأيام لحادث مأسوى، حيث كنا قد عقدنا اتفاق " جنتل مان" مع مركز ملاحظة سلاح المخابرات والاستطلاع مؤداه أن يمدونا بتقاريرهم على مدى الأربع وعشرين ساعة. وقد كانو يعتلون برجا يزيدارتفاعه بأكثر من عشرة أمتارعن أعلى مكان فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية. وأشتهرت سريتنا بدقة وشمول تقارير استطلاعها منذ أن نفذنا هذا الإتفاق. وكم من مرة تمت الإشادة العلنية بنا والفخر يملأنا. ولذا كنا نقوم بهذا العمل بتكتم شديد. وكان تنفيذ الاتفاق يقتضى أن يصعد إلى البرج أحد جنودنا لينقل التقرير كل ساعة تقريبا، وقد تخصص فى هذه المهمة زميلنا الجندى القاهرى عزت"زيزو كاوتتش"، وحدث أن ضرب الإسرائيليون طلقات نارية على البرج. وتمكن جنود المخابرات من النزول سريعا بسلام، إلا أن زيزو سقط شهيدا. وكانت مأساه حزينة عمقت منها التحقيقات المتعددة التى تناولت سبب صعود زيزو إلى البرج، لأن مبلغ المكافأة التى سينالها أهله تتوقف على الإجابة على هذا السؤال، ولم يهدأ لنا بال حتى تمكنا فى آخر المطاف من إثبات أن الشهيد عزت كان يصعد البرج لتأدية مهمة رسمية.وطبعا تم هذا الإثبات بالتعاون بين القيادة وجهات التحقيق. وكانتلضابط الاستطلاع قائد المركز ملازم أول فكرى حكاية غريبة، فقد تعرض ملجؤه أثناء حرب الاستئنزاف قبل 8/8/1970 لقذيفة مدفعية مباشرة أدت إلى تدميرة واستشهاد من كانو فيه من جنود وصف. وكان الظابط فكرى وهو يخرج من تحت الأنقاض يسير ويزحف على أشلاء جنوده. وقد أصابه هذا الموقف باضطراب نفسى، لم يخضع لأى علاج منه، وكانت تنتابه كوابيس أثناء نومه، وعندما يستيقظ فزعا ويقف على أرضية الملجأ يشعر وكأنه يخوض فى أشلاء جنوده. وعندما يصل إلى الباب يتخيل قطا أسود شرسا يمنعه من الخروج. وهكذا يمضى معظم لياليه فى حالة من الرعب. وقد لاحظنا عليه سلوكيات غير طبيعية، وعندما آنس لنا صارحنا بكل مايحدث له، وأمضينا معه نحن الجنود وصف الضباط ليال طويلة ندرس الموقف ونضع خططا للتعامل معه ونطورها. وقد بدأت هذه الخطط بأن يبيت معه أحدنا،ثم تطورت إلى أن يسهر معه الخالون منا من الخدمة، لكى يسهر ليلا وينام نهارا تخلصا من الكوابيس. وأجرينا بعض التعديلات على فتحة التهوية لزيادة الإضاءة نهارا. واتضح أن بهذة الخطة قصورا مرجعه الأرق الذى كان ينتابه معظم النهار. وقد عالجنا هذا القصور باقتراح من الجنديين فؤاد ويحيى" فؤش وأبو التيح " مؤداه أن ينزلا إلى الإسماعلية ويشتريا لنا زجاجتين من (المشروبات) القوية وهى كفيلة بأن تنوم حضرة الظابط نوما عميقا بلا كوابيس. وقد كان المقترح يقتضى بالطبع أن ننادم الضابط فكرى لكى ينجح العلاج، وقد كان. وظللنا ننفذهذه الخطة لعدة شهور حتى غادرت الكتيبة.
فوجئنا نحن ذوي المؤهلات العليا خريجي دفعات 1969/1970 بإشارة فى أواخر شهر يوليوعام 1971 تطلب حضورنا إلى إدارة شؤن الضباط لإجراء الكشف الطبى ومقابلة لترشيحنا للالتحاق بكلية الضباط الاحتياط فى دفعة استثنائية. وكان عددنا ثمانية أفراد أجرينا الكشوف والمقابلات خلال يومين وعدنا إلى الكتيبة.وفوجئنا خلال أسبوع بإشارة أخرى تطلب إخلاء طرف 4 منا والتنبيه عليهم بالتوجه إلى مدرسة المدفعية لالتحاقهم بالدفعة 28أ ضباط إحتياط. وكان مبعث المفاجأة الأكبر إننى رشحت رغم معرفة الجميع بن كل من شاركوا فى الحركة الطلابية إما لم يقبلوا بكلية الضباط الاحتياط أو فصلوا منها. انتهت فترة الكلية وكانت دفعة استثنائية مدتها ثلاثة شهور اجتزتها بنجاح وبترتيب متقدم أهلنى للالتحاق بالفرقة الرابعة المدرعة، وجرت الأمور فيها على النحو الذى فصلته بالمقال الأول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل