الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعراء يتبعهم الغاوون

أحمد خليفة أحمد

2014 / 9 / 14
الصحافة والاعلام


ليس عليك إلا أن تُجيد الرقص لتصبح إله
فاليوم يا صديقي :
الآلهة ترقص علي الشاشاتِ وبين صفحاتِ الكتب وفي جريدة الصباح وبرامج المساء ،،
أصبح لكل واحدٍ منهم ، زبانيته ، ومريديه ، والمقاتلين بإسمهِ ..
* أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ؟!!

* لطالما كان الإعلام هو هذا الحلمُ النقي الذي يتشكل لي بمراحل حياتي فمنذ بدايتي كمراسلٌ صحفي إلي محررٍ إلي كاتبِ مقالٍ وأخيرًا إلي " لا شيء " ، دخلت هذا المجال وأنا واهمٌ أنني السبيل الوحيد لعرض الحقيقة فالإعلام هو " إعلامٌ " وإخبارٌ بكل مجريات الأمورِ هو صانعُ الحقيقةِ وناقِلُها ولكن هذا مشروطٌ بتحرُرِ سياسات النشرِ من سلطوية رؤوس الأموال والنفوذ والحكومات.

ولكن في ظل غياب المفاهيم والحقائق لا تسألني عما أصبح عليه الإعلام فأنا لم أعد أعلم ماهيته ، عرضٌ سخيفٌ لمجموعةٍ من القِردةِ تتقافز لتثير إعجاب الجمهورِ أصبحت أقلامُ لا تًشحذُ إلّا لِتَتَوسَدَ ليلا أعتاب الحكام.
لا نسمع ونرى سوى صوت واحد ورأى واحد وشبح واحد ، تحولت شاشاتنا وأدبنا وصحفنا إلي وجوهٍ كئيبة موجهة وسياساتٍ منحازة إلي رأس المال والسلطة أصبح وعي المواطن هو السلعة الوحيدة التي يجيدون المزايدة عليها والمتاجرة بها.

الكل يدعي أنه يملكُ الحقيقة ومادته المعروضة لا تمت للحقائق بصلةٍ وإنما حلبةُ قتالٍ غير شريفة بالمرة ، أذكر جيدًا هذا الرهط الأعلامي الذي زايدَ علي ثوريةِ الشباب بالميادين وعلي وطنيتهم واتهامهم بالعمالة والخيانة وهم أنفسهم من راجعوا وبدَّلوا أقوالهم فيما بعد الإطاحة بنظامهم الفاشي .

لم نكن ندرك أن عدونا الأول هو هذا المنمق الذي يطل علينا بوجهٍ عبثي ليتاجر بوعينا ويزايد علي مواقفنا كان الاهتمام الأول والمعركة الوحيدة مع " النظام " - كل نظامٍ - ولكن ما كنا ندركُ ان وراء كل هتلرٍ " جوبلز " يعضض مواقفه ويدعمها بخطابٍ إعلامي مسموم .

جوزيف جوبلز هو (وزير الدعاية النازي) وعدو هتلر اللدود الذي تحول إلي رفيق حتى الدقائق الأخيرة من حياته ويعتبر إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية ، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في هذه الحرب لصالح النظام النازي وصاحب الكذب المُمَنهَج الذي أطلق شعار " أكذب حتى يصدقك الناس " .
وها هو قد كَذَبَ حتى مَكَنَ لنظام هتلر النازي وأسس فن الخطاب الأسود و الدعاية السوداء وكانت نهايته ملائمة لحياتهِ المليئة بالخطايا فقد أنهي حياته منتحرًا هو وزوجته وأطفاله الستة بعد وفاة هتلر.

مات من كان يروج لمادته وفكرهِ وسياساتهِ فكان لزامًا عليه أن ينهي حياته وحياة زوجته وأطفاله ، لذا كان لزامًا علي كل إعلامي كان أداة للأنظمة السابقة أن ينهي حياته لا أن يظل بمكانهِ وشاشتهِ ومنصبهِ ، وكان لزامًا علي الثوارِ أن يدركوا سمومهم وأن شاعر القبيلة وصوتها الأول وأداة فخرها وإعلامها هو أول عدو لأفكارهم ومواقفهم يجب التخلص منهُ " فالشعراء يتَّبِعهم الغاوون " وما أكثر من يستطيعوا إغوائهم في ظل ظروفٍ سياسيةٍ واقتصادية مخيبة لآمال الجميع وصفقاتٍ و مواقف غير معلنة.

إن مفهومي لـ " الشعراء يتبعهم الغاوون " هو مفهوم بنظرة شاملة فالشاعر قديمًا كان أداة الإعلام الوحيدة للقبيلة وأداة الفخر وسرد البطولاتِ والأكاذيب أيضًا
فتارة نجده يمدحُ فلان مقابل المال ويسب الآخر وما إن يُثقِل الآخر جيبه بالمال يعود ليمدحَهُ ويسبَ صاحبَهُ الأول وهذا بالضبطِ ما يقوم بهِ الإعلامي الآن فهو شاعر هذا العصر هائمًا في كلِ وادٍ مادحًا و ذامًا معولًا موقفه لمصالحٍ آخري غير " الإخِبَارُ في حد ذاتِهِ " .

فالإعلام هو هذا الجهاز المسئول عن رسم الخريطة الإدراكية والوجدانية للشعوب ، فإما أن يبرز شعوبًا مستنيرة متكاملة الوعي والإدراك والشخصية أو يخلق شعوبًا تعاني من الخواء الفكري والوجداني أمام آلته الإعلامية الهدَّامة التي تعمل علي تجريدهم من هويتهم ومعتقداتهم السليمة وبث أفكار وتوجهاتٍ بعينها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نموذج اعلام مهني الجزيرة والاعلام المصري العميل
عبد الله اغونان ( 2014 / 9 / 15 - 19:16 )

الجزيرة اعلام مهني يقدم الرأي والرأي الاخر

واكبت الثورات وشاركت فيها بتقديم نشطائها وقدمت شهداء

الاعلام المصري كان مؤيدا لفساد مبارك ووقف ضد الثورة والديمقراطية وهو نموذج

واحد وتحت سيطرة وتحكم العسكر

اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار