الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نرفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة

فضيلة يوسف

2014 / 9 / 14
القضية الفلسطينية


قال D :"حدث ذلك بعد خروجي من الجيش ،عندما شاهدت فيلم،" حياة الآخرين "، عن جهاز أمن الدولة والشرطة السرية في ألمانيا الشرقية الشيوعية ، الذين تنصتوا على الناس وغزوا حياتهم الخاصة . لقد صدمت ، " فمن ناحية ، تعاطفت مع الضحايا ، مع المضطهَدين ، الذين حُرموا من الحقوق التي تعتبر أساسية لدرجة أن حصولي عليها أمراً مفروغاً منه. ومن ناحية أخرى ، أدركت فجأة أنني خلال خدمتي العسكرية ،كنت في جانب الظالمين ، كنا نفعل نفس الشيء بالضبط ، فقط بكفاءة أكبر .

أما N فقال: شعرت بعدم الارتياح. قبل ذلك بكثير ، وبالفعل خلال خدمتي العسكرية ، كعاملة في وحدة 8200 عندما شهدت عملية اغتيال تم تحديد هدفها بشكل خاطىء فقتل طفل بدلاً من ذلك.

قالت N" في كلمة Dan Halutz الشهيرة، وملاحظته المثيرة للجدل حول عملية اغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس ، صلاح شحادة ، التي أسفرت عن مقتل 14 مدنياً أيضاً، قال للطيارين : "كل شيء بالنسبة لكم تمام ، أنتم لا ترون الصورة الاستخبارية الكاملة أنتم تنفذون الأوامر فقط ، ولذلك بإمكانكم النوم بهدوء في الليل".

"ولذا فإن الطيارين لا يتحملون مسؤولية القتل لأنهم ببساطة ينفذون الأوامر ، والعاملين في الوحدة 8200 أيضاً ،لا يتحملون مسؤولية القتل لأنهم يجمعون المعلومات الاستخبارية فقط ويمررونها. يتهرب الجميع من المسؤولية ، لذا فمن هم الذين لن ينامون بهدوء في الليل؟ أعتقد أننا جميعاً وقعنا هذه الرسالة لأننا أدركنا أننا لسنا قادرين على النوم بهدوء في الليل.
N وD هما من 43 ضابطاً وجندياً يخدمون في الاحتياط في وحدة النخبة 8200 الاستخبارية . وقع هؤلاء الضباط والجنود هذا الاسبوع رسالة أعلنوا فيها رفضهم للعب أي دور في اتخاذ إجراءات ضد الفلسطينيين وأنهم لن يخدموا في الاحتياط في ذلك المجال. " ضمائرنا لا تسمح لنا بذلك ، لا يمكننا مواصلة خدمة هذا النظام و انتهاك حقوق الملايين من الناس.

هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أعضاء الاحتياطي للوحدة الخدمة. "إن التصور العام هو أن الخدمة في الاستخبارات تخلو من المعضلات الأخلاقية،ووظيفتها فقط الحد من العنف والأذى للأبرياء" ، و نقرأ في الرسالة "أثناء خدمتنا تعلمنا أن المخابرات جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على الأراضي والسكان الفلسطينيين تحت الحكم العسكري ، الذين يتعرضون تماماً للتجسس و المراقبة من جانب المخابرات الإسرائيلية . وفي ضوء هذا ، فقد وصلنا إلى استنتاج أن الأفراد الذين يخدمون في وحدة 8200 ، ونحن أيضاً، نتحمل مسؤولية الوضع و مضطرون لاتخاذ الإجراءات اللازمة.نحن ندعو جنود سلاح الاستخبارات الحاليين والمستقبليين ، و مواطني إسرائيل عموماً، أن يرفعوا أصواتهم ضد هذا الظلم والعمل على إنهائه، ونعتقد أيضاً أن مستقبل دولة إسرائيل ، يعتمد عليه" .

في أول مقابلة لهم ، قدم جنود الاحتياط الذين وقعوا على الرسالة لمحة نادرة عن الظروف التي مروا فيها في إطار خدمتهم في أكبر وحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي ، والتي كانت لفترة طويلة أرضاً خصبة للبحث عن الذات حيث يذهب العديد من خريجيها إلى صناعة التكنولوجيا العالية الإسرائيلية وإلى مناصب عالية في الاقتصاد والمجتمع. يؤكد مرسلو الرسالة بإصرار أن الحوادث التي يتحدثون عنها، لا علاقة لها بعملية الجرف الصامد ، التي لم يشاركوا فيها .
صندوق الأفكار
جاء ستة أفراد من الوحدة إلى المقابلة التي جرت في شقة واحد منهم، يحملون شهادات خطية من الموقعين الآخرين . معظم الذين وقعوا على الرسالة مفعلين في خدمة الاحتياط في الوحدة 8200 ، ومن وجهة نظر الجيش الإسرائيلي ، يمكن استدعاءهم في أي وقت . رفض بعضهم الخدمة في الاحتياط تحت ذرائع مختلفة ، خلال عملية الجرف الصامد أيضاً.

"تشبه الوحدة إلى حد كبير العائلة ، لذلك يدعوك القائد الخاص بك مباشرة هل يمكنك أن تأتي لخدمة الاحتياط ؟ وليس هناك وساطة من قبل ضابط اتصال مع مسؤول الاستدعاء "، ويوضح R" قمنا بتطوير نظام لتجنب الاستجابة باستخدام ذرائع مختلفة في كل مرة . امتحان أو رحلة في الخارج وهكذا، في جوهرها، أنا اتجنب خدمة الاحتياط دون أن أعلن رفضها " .

إنهم واثقون جداً من أنفسهم ومن الخطوة الدراماتيكية التي اتخذوها . ومع ذلك، فإنهم متوترون وهذا واضح للعيان . بعضهم يدرس للحصول على درجات علمية متقدمة . وبعضهم حصل بالفعل على وظائف في الصناعة. هم نوع من الناس يسعد المجتمع الإسرائيلي باحتضانهم و يفخر بهم عندما تكون الأمور على ما يرام . ولكن الآن ، كما هو واضح لهم ،إنهم على وشك دفع الثمن.
يعترف S وهو ضابط يحمل أعلى رتبة في الموقعين على الرسالة:"هذا هو الجزء الأصعب بالنسبة لي ، سوف ينظر الناس لما نقوم به على أنه خيانة" ، " نحن نعلم جميعاً أن مثل هذه الخطوة تضعنا خارج حدود الإجماع الإسرائيلي . يدعمنا كثير من الناس ويتعاطفون معنا ، لكنهم يخشون من ردود الفعل و الثمن الشخصي الذي سيتعين عليهم دفعه،وحتى أنهم رفضوا التوقيع.

قال N :" اتصلت مع عدة أشخاص ، وقال صديق عزيز من الوحدة لي :أوافق 100 في المئة مع الرسالة ، ولكني أخشى أن ذلك سيكون ضاراً للمهنة التي أخطط لها. "حتى الشخص الذي أخبرني عن المبادرة لم يوقع في النهاية".

لم يندم S بسبب قراره ، ولكنه يتألم من الآثار المحتملة .يقول "نريد الوصول إلى الجمهور الإسرائيلي و لا نريد أن ينبذنا . نأمل ان يتفهم الشعب الإسرائيلي الرسالة ، وأن يستفيد منها المعنيون بالوضع ،اننا فعلنا ذلك لأننا مهتمون بالناس وليس لغرض حرق الجسور. ولكن أنا متأكد أنه سيكون هناك عناصر سيستغلون الرسالة ويعتبرونها خيانة، تماماً كما يفعلون هذه الأيام بمن يتحدى الإجماع الوطني " .

كانت فكرة الرسالة تنضج ببطء في عقول الجنود لمدة عام. بدأت بدردشة منتظمة بين أعضاء الوحدة الذين بقوا على اتصال بعد إنهاء خدمتهم العسكرية . "بعد إنهاء خدمتي، شعرت وكأنني صندوق من الأفكار "، يقول D. "لقد بدأت التحدث مع عدد قليل من الناس ، واكتشفت أن كثيرين يشعرون بنفس الشيء. تحدثنا عن أفكارنا والأسئلة التي تدور في أذهاننا بحذر شديد في البداية ، وناقشنا مسارات العمل التي يمكن أن نختارها . بدأنا في البداية بصياغة إعلان يمكننا الوقوف وراءه. استغرق الأمر وقتاً طويلاً جداً وكتبنا عدة مسودات له.

"كنا نهتم بأن تكون الرسالة دقيقة ومركزة بحيث تحظى بتأييد واسع قدر الإمكان .نحن نرفض الخدمة على الساحة الفلسطينية فقط وليس في الساحات الأخرى التي تتعامل معها الوحدة. بالضبط لأننا نعتقد أن رفض الخدمة هو خطوة متطرفة جداً وجذرية ،وخصوصاً في المجتمع الإسرائيلي ، كان من المهم بالنسبة لنا أن يكون واضحاً في الرسالة أننا نرفض الخدمة من منظور أخلاقي فقط نحن غير قادرين أن نكون أداة لتكثيف السيطرة العسكرية في الأراضي المحتلة .
شرعنا في تبادل الفكرة مع أشخاص آخرين في الوحدة أصدقاءالأصدقاء بعد صياغة الرسالة . ولم يعرف كبار أعضاء الوحدة و قادتها عن هذه المبادرة. تمت لقاءات وجهاً لوجه لمناقشة الفكرة، وكنا لا نطرح الفكرة الا بعد توفر الثقةالتامة. كل شيء مضى قدماً بحذر بحيث لا تصل إلى أولئك الذين لا حاجة لأن يعلموا بذلك " .

الهدوء بعد الانفجار
رسمت الشهادات صورة قد يعاني منها جزء من الجمهور، ولكن الكثير سوف يعتقدون بالتأكيد أن إجراءات الوحدة مشروعة ، وبالتأكيد خلال فترات النزاع المسلح.

يقول Nالذي يعمل مترجماً للغةالعربية في الوحدة على الساحة الفلسطينية :
" حدث تغيير كبير عندي خلال عملية الرصاص المصبوب في عام 2008 . عندما بدأت العملية ، حدث أمر لا يبدو صحيحاً تماماً بالنسبة لي. بدلاً من مهاجمة مخازن الصواريخ والأسلحة في قطاع غزة، كاستعداد دفاعي للحملة ضد حماس ،هاجمت القوات الجوية موكب الشرطة .مما أدى لمقتل 89 من رجال الشرطة الفلسطينية.

وأضاف "كنت جندياً عادياً في ذلك الوقت، ولكن أردت أن تعرف سلسلة القيادة أنني اطلعت على عمل غير أخلاقي و إشكالي، ليس فقط بسبب الإصابات في رجال الشرطة. كانت هذه ساعات ثمينة من المفترض أن يكون واجبنا منع إطلاق الصواريخ ضد المدنيين الإسرائيليين وأن هذا العمل لا يخدم هذا الغرض حيث ضربنا الشرطة وتركناالجبهة الداخلية في إسرائيل تتعرض لوابل من الصواريخ ، وافق الضابط المسؤول على نقل أفكاري للقيادة، ولكني لم أتلق رد على الرسالة.

" عملت خلال العملية، مع مختلف الفرق التي شاركت في جمع و ترجمة المعلومات الاستخباراتية حول أهداف في قطاع غزة. أتذكر الهدوء الذي يسود الغرف التي نعمل فيها في الثواني بعد قصف القوات الجوية للأهداف، هدوء متوتر وأمل في اتمام القصف. وعندما يتم تأكيد القصف يملأ التصفيق و صيحات الفرح المكان . و تزين جدران الغرف مع إشارة X . كان وقتاً صعباً جداً بالنسبة لي ،لم يهتم احد حول إصابة أشخاص آخرين . لا أحد يسأل نفسه إذا كانت الأهداف التي نجمعها لطائرات سلاح الجو تبرر التدمير الكامل لحياة 1.5 مليون فلسطيني سكان قطاع غزة.
خلال العملية ، هاجم سلاح الجو منزل نزار ريان(أحد قادة حماس في غزة )،وقتل 18 مدنياً معظمهم من أفراد عائلته . في مناسبة أخرى ، كانت هناك محاولة للهجوم على قادة الجناح العسكري لحركة حماس . عندما ذكر تقرير القوات الجوية وجود خسائر بشرية ، وكانت الغرفة كاملة تترقب بتوتر لمعرفة ما اذا كان الضحايا هم الأهداف المقصودة من الهجوم. وعندما ظهر أنهم كانوا آخرين، ترددت في الغرفة صرخات الخيبة ،لا لأن الناس قتلوا بشكل عشوائي ، ولكن لأن العملية لم تحقق الهدف. لا أستطيع أن أتخيل ما حدث في القاعدة خلال عملية الجرف الصامد . ربما كما حدث في العملية السابقة".

يقول N:"عمليات الاغتيال تقلق ضمائر الذين وقعوا على الرسالة ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الأخطاء التي تحدث تودي بحياة الأبرياء ، والأطفال في بعض الأحيان أيضاً". "نحن نقدم المعلومات الاستخبارية عن العملية ،نجرّم الأفراد ويتم تمرير المعلومات إلى سلاح الجو ". " نحن دائماً ممثلون في الميدان، في شعبة يهودا و السامرة و غزة.
في إحدى المرات، عندما كنت ممثلاً ، تم تحديد المشتبه به في مكان قريب لمخزن أسلحة في غزة وكنا نظن انه كان هدفنا. أتذكر الصورة على الشاشة ،المشتبه به في بستان ، انفجار ، و استقرارالدخان ،والدته تركض تجاهه . ثم يمكننا أن نرى أنه كان طفلاً ، كان الجسم صغيراً. أدركنا أنناأخطأنا. ساد الهدوء ،عدم السرور. ثم كان علينا أن نواصل . كان المزاج قاسياً ، ولكن هناك المزيد من الأعمال لنقوم بها.

"أزعم أن واجباتي تقنية. أجلس في أحد المكاتب ، وأنظر في صور من طائرة هليكوبتر و خرائط. فمن السهل أن تشعر أنك بعيد عن الموضوع، ولم يكن علي أن أطرح الأسئلة. يطلبون مني ما يحتاجونه وأنا أفعل ما يطلبونه، وأنا لا أعرف هل يتم التحقيق فيما حدث " .

معظم الجنود في الوحدة تفعل ما يطلب منها دون طرح الأسئلة. فسر الموقعون هذا بالإشارة إلى انه يتم تفهيم المتدربين منذ البداية وخلال التدريب أنه لا يوجد أوامر غير قانونية بشكل واضح في عمل الوحدة 8200. عمل بعض الموقعين كمدربين ، ونقلوا هذه الرسالة بالذات لأنفسهم، ولجنودهم ، على الرغم من أن الشك بدأ يتسلل إليهم .

يقول A :"قالوا لنا دائماً أننا لسنا في الميدان ، وليس نحن من يطلق النار ، وليست وظيفتنا اتخاذ هذا القرار . "ويوجد آلية بديلة في الوحدة تسمى " تقرير واجب شخصي" ، وهو يعني أنه يجب التعبير عن المخاوف الخاصة بك إذا كان هناك شيء يزعجك ، ولكن في بعض الحالات ، من الواضح أنهم ببساطة يغطوا على أخطائهم .
قصة الملازم ثاني A. تحوم باستمرار في محادثات الموقعين . كان A ضابطاً شاباً في الوحدة 8200 في عام 2003، في ذروة الانتفاضة الثانية ، وقد رفض تمرير معلومة استخبارية تمهيداً لغارة جوية على مبنى في جنوب قطاع غزة بسبب مخاوف أن المدنيين الأبرياء قد يتعرضون للأذى في الهجوم . وكانت الغارة الجوية رداً على هجوم إرهابي في ساحة في تل أبيب في كانون الثاني من نفس السنة قتل فيه 23 شخصاً. كان الهدف المحدد مبنى تابعاً لحركة فتح . وفقاً لمصادر الاستخبارات ، وكان المطلوب التحقق من وجود أشخاص في المبنى، بغض النظر عن من هم ، بحيث يمكن إعطاء الضوء الأخضر للغارة الجوية . لم تتم الضربة بسبب رفض A. حوكم ، وتم تجريده من منصبه و نقله لوظيفة إدارية.

وأدى الحادث إلى قرار بإضافة جلسة تدريبية في كل من دورات الوحدة تقوم على التحقيق العسكري في القضية. يستنتج المدربون والمتدربون في نهاية الجلسة أنه لا يوجد أمر غير قانوني بشكل واضح. أُكتشف في وقت لاحق أن التحقيق كان ناقصاً بشكل صارخ وغير دقيق ، لاحظ A :" جاء في النتائج أن التعليمات كانت لضمان خلو المبنى للقيام بالضربة الجوية التي لم تحدث". "والآن ، وانا أعرف ما كان سيحدث حقاً في تلك العملية "يقول N " أنا أدرك أن كل المناقشات التي جرت حول هذا الموضوع مع المتدربين كانت سخيفة" .

ويضيف A " رفض ملازم ثان آخر في عام 2003 ، المشاركة في العملية " وهوأحد الموقعين على الرسالة. "ليس هناك مثل هؤلاء في 2014. "
كيف تلفظ مثلي الجنس بالعربية
لم يكن جنودالاحتياط الذين وقعوا على الرسالة منزعجين فقط من نهج الوحدة العقيم في سياسة الاغتيالات .يعتقد الجمهور الإسرائيلي وفقاً لهم أنه يتم جمع المعلومات الاستخبارية فقط ضد نشطاءالإرهاب. وأرادوا إلقاء الضوء على حقيقة أن جزءاً كبيراً من الأهداف التي يتم رصدها من المدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بأي نشاط عسكري ضد إسرائيل ء و تهّم الاستخبارات لأسباب أخرى. هؤلاء المدنيون ليس لديهم فكرة على الإطلاق أنهم مستهدفون، ويتم التعامل معهم وفقاً للموقعين ، مثل التعامل مع عناصر الإرهاب ، ولا يوجد أي اعتبار لحقيقة أنهم من المدنيين الأبرياء.

يقول N" كنت منزعجاً حقيقة من ملاحظة أن التفاصيل الشخصية ذات أهمية" ، "التفاصيل التي يمكن استخدامها لابتزاز الناس وتحويلهم إلى متعاونين "، " أخبرونا في القاعدة أهمية توثيق التفاصيل " الصغيرة" ، التي يتم كشفها على سبيل المثال، الإجهاد المالي ، والقضايا الجنسية ، لفرد أو لأحد أفراد الأسرة، أو العلاج الطبي الذي يحتاجونه.

" في إحدى المرات طلبوا مني تسجيل محادثة بين فلسطيني ومسؤول أمني إسرائيلي يحاول تجنيده .وفي جزء من المكالمة يقول له :" زوجة أخيك مصابة بالسرطان ، و يجيب الفلسطيني : وشو يعني؟ يقول له: " كما تعلمون، لدينا مستشفيات جيدة. " انهم يقدمون بوضوح شيئاً للفلسطيني أو يهددونه بطريقة أو بأخرى.
"خلال خدمتي ، جمعت ، من بين أمور أخرى ، معلوماتاً عن الأبرياء الذين كانت خطيئتهم الوحيدة أنهم يهّمون نظام الدفاع الإسرائيلي لأسباب مختلفة . إذا كنت مثلي الجنس وتعرف شخصاً يعرف شخصاً مطلوباً ، سوف تجعل اسرائيل حياتك جحيماً. إذا احتجت إلى رعاية طبية عاجلة في إسرائيل والضفة الغربية أو في الخارج، نحن نبحث عنك . دولة إسرائيل سوف تجعلك تموت قبل أن تسمح لك بالمغادرة لتلقي العلاج الطبي دون توفير معلومات حول ابن عم لك من المطلوبين . أية فرصة تقود إلى نصب فخ لوقوع الأفراد الأبرياء الذين يتم ابتزازهم مقابل المعلومات أو من أجل تجنيدهم كمتعاونين تكون فرصة ذهبية لنا ولمجتمع الاستخبارات الإسرائيلية بأكمله. في الدورة التدريبية تتعلم وتحفظ كلمات مختلفة لكلمة مثلي الجنس باللغة العربية " .

القوة الهائلة في أيدي الجنود والضباط في الوحدة، ومعظمهم في العشرينات من العمر ، يمكن أن تكون أيضاً كما يقول الموقعون على الرسالة السلطة الفاسدة. يقول N :" عندما بدأت مهامي ، فوجئت بنطاق المسؤولية التي تقع على كتفي". "شعرت كما لو كان لي رأي في المسائل الهامة". "أتمكن من المبادرة في أشياء تترتب عليها تعقيدات في حياة الفلسطينيين ، ونحن نستغل هذا النفوذ الذي لدينا على حياتهم ، وأحيانا كان ينطوي على ضرر حقيقي لحياة الفرد ، إلى روحه ونحن نتحدث عن الابتزاز وإفشال حياتهم النهج السائد في الوحدة هو: لم لا ؟إذا كان من الممكن القيام بذلك ، ثم نذهب لعمل ذلك . نحن الزعماء.

لاحظ عدد من الموقعين أيضاً، أنهم مضطرين للتعامل مع معلومات ذات طابع سياسي واضح ، وهذا جعلهم يشعرون بعدم الارتياح يقول أحدهم : "عندما انضممت إلى الوحدة، اعتقدت أن عملنا سيكون إحباط الارهاب ، والحفاظ على أمن الدولة"."اكتشفت خلال خدمتي أن قدراً كبيراً من الجهد في الساحة الفلسطينية يتجه نحو أمور لا علاقة لها بالأمن . عملت على جمع معلومات بشأن المسائل السياسية. بعضها مرتبط بأهداف يمكن النظر إليها على أنها تخدم الأمن مثل تقويض مؤسسات حماس ، و البعض الآخر لا. كانت هناك أهداف سياسية حتى لا تقع ضمن الإجماع الإسرائيلي ، مثل تعزيز الموقف الإسرائيلي مقابل الفلسطينيين. هذه الأهداف لا تخدم النظام الأمني ولكنها بدلاً من ذلك تخدم أجندة السياسيين.
كان من الصعب للغاية بالنسبة لي ولآخرين في الوحدة التعامل مع بعض القضايا التي نعملها.هزّنا العمل في أحد المشاريع عندما علمنااننا كجنود لا يفترض بنا القيام به. تم ترحيل المعلومات مباشرة إلى العناصر السياسية وليس الى إحدى مؤسسات الجيش، بالنسبة لي عملنا في هذا المشروع للاحتياجات الأمنية كان قليلاً جداً ".

القضية الأخرى الإشكالية التي تنشأ أثناء الخدمة في 8200 هي "الروح المعنوية " في الوحدة. تحفظ تسجيلات لمحادثات مسجلة "تنصت" لتدريب المتدربين والجنود ، دون أي اعتبار لحقيقة أن هذا قد يشكل جرائم أخلاقية خطيرة . دردشات الجنس ، على سبيل المثال ، هي ضربة كبيرة في الوحدة.

قال أحد الموقعين " سمعت مرة تشغيل تسجيل لمحادثة جنسية كاملة بالصدفة استمع لها عشرات المتدربين وانفجروا بالضحك. وأنا لا أقصد المحادثات الوحيدة التي عثر عليها عن طريق الصدفة. الجنود يعرفون متى وأين يمكنهم الاستماع ،ويتم تمريرها من واحد لآخر.
وتحدث خريج آخر من الوحدة حول شعوره السيء عندما يعلم تفاصيل دقيقة عن مشاكل المستهدفين. "لا أشعر أنني بحالة جيدة عندالتحدث بحرية والضحك حول هذه المعلومات. كنا نعرف من يخون زوجته كيف ومع من ، وفي كثير من الأحيان، كانت هناك محادثات مضحكة حول الظروف الطبية مثل البواسير. انها جزء من الحياة في الوحدة واستدعاء آخرين للاستماع . يتم تمرير صور تتعلق بالأهداف أو فلسطينيين آخرين من أجل المتعة. يتم تمرير صور االعائلات وتبادل النكات حول قبح الأطفال ، وكذلك الصور الخاصة للأزواج.

في مرحلة معينة ، أبعدت نفسي من القصة كلها كما قلت للأصدقاء حولي أنه ليس صحيحاً ما يتم فعله، ولكن الجميع قال إن ذلك لم يضر أي شخص وأن القادة يعرفون عن ذلك. لا يهتم الجنود بإخفاء ما يقومون به .
ضمائر المجندين
إلى جانب قلقهم إزاء الانتقادات العلنية التي يتوقعونها من الناس ، يتعامل الموقعون بالفعل مع انتقادات أسرهم، وهم يناضلون من اجل التوصل الى تفهّم المحيطين بهم بعد الخطوة غير المعتادة التي اتخذوها .يقول N :" عائلتي لا تدعم قراري بالتوقيع لا يعتقدون أنه القرار الصحيح الذي ينبغي عمله . انهم ينظرون إلي كراديكالي يفعل شيئاً لا أهمية في بلد ديمقراطي.
يقول R :إن أفراد أسرته قلقون أساساً بشأن التداعيات الشخصية للرسالة . واضاف "انهم قلقون علي وعلى أصدقائي ، ويأملون أن لا ندفع ثمناً شخصياً باهظاً .

أُرسلت الرسالة الرسمية يوم الخميس لرئيس الوزراء ، و رئيس هيئة الاركان ورئيس الاستخبارات العسكرية وقائد الوحدة 8200 ، وتحمل أسماء ورتب الموقعين كاملة. ، يمكن للمرء أن يفترض أن نشر الرسالة سوف يخلق الكثير من الضوضاء ، و يمكن أيضاً أن يثير تساؤلات وشكوك في عقول طلاب الصف الثاني عشر المرشحين للخدمة في الوحدة 8200. يعرف الموقعون ذلك ، ولكن ليس لديهم نوايا لدعوة الآخرين لرفض الخدمة في الوحدة .

قال A :"اذا سألني أحد سأقول له عن رحلتي والنقاش الداخلي مع نفسي وشعوري حول خدمتي" ، " سأقدم له الأدوات ، ولكن لكل مجند مستقبلي ضميره ويحتاج لصنع قراراته الخاصة . يوجد معضلات صعبة، و سوف يضطر لدفع ثمن باهظ جداً من يرفض الخدمة في هذه الوحدة . من ناحية أخرى،ربما سيكون في نفس المكان الذي كنت به في نفس عمره ويعتقد أن ما يقوم به يهدف إلى الحد من قتل المدنيين الأبرياء، كل ما يمكنني القيام به هو تقديم وجهة نظر مختلفة له " .
يؤكد الموقعون أنهم لا يرغبون في تأسيس حركة تقف وراءهم . وهم ينظرون إلى الرسالة بوصفها مرآة للمجتمع الإسرائيلي.قال S :"كل ما نريد القيام به هو ضوء تحذيري للجمهور الإسرائيلي نقول لهم أننا كنا هناك ، وفعلنا ذلك ، ونحن لم نعد قادرين على الاستمرار ". " لن نعود للعمل في الوحدة الا إذا كان الغرض من عملنا الدفاع عن النفس، وليس لإدامة الحكم العسكري " .
مترجم
Elior Levy








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟