الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايجو

فائز تركي القريشي
(Faiz Turky)

2014 / 9 / 15
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


مصطلح نفسي تناولته الدراسات والبحوث ولعل القارئ الكريم إن كان مختصاً بعلم النفس قد يتوقع إنني بصدد الإشارة إلى التقسيمات التي أوجدها العالم (سيجموند فرويد) حيث إن فرويد تناول هذا المصطلح ضمن ثلاث( الهو ، الأنا، الأنا العليا ) والايجو هو الهو وهو ما يهمنا توضيحه هنا ولكن من ناحية روحيه أكثر منها نفسية ،
التعريف النفسي للايجو هو( مخزن الرغبات والدوافع المكبوتة والغرائز ).. هنالك تعاريف حديثة بعض الشئ استخلصت منها مجموعة تعتبر حسب رأيي من أفضل التعاريف التي توضح خطورة الايجو والتي بمجملها نصل إلى إن الايجو ببساطه هو( ارتباط الإنسان بطريقة لا واعية بالأشياء المادية ) كالسيارة أو المنزل أو المجوهرات أو الوظيفة.. الخ من الأمور المادية، وان هذا الارتباط ملفت للنظر عندما نركز أو نسلط الضوء عليه وانه على درجة عالية من الخطورة حيث يعرفه الدكتور المعالج النفسي الايطالي( يواف داتيلو) بأنه ( اخطر غرور يمكن أن نتخيله ) ويعرفه الدكتور النفساني (ستيفن هايز) على انهُ ( اكبر الافخاخ التي يقع فيها الإنسان وهو يتمحور حول كلمتين أنا وأنت ) ويشير دكتور( بيتر فوناجي) إلى( إن المشكلة هي إن الايجو يختبئ في آخر مكان يمكنك أن تبحث فيه داخل ذاتك) ويشير أيضاً الكاتب (ليونارد جيكوبس) ( إن الايجو يخفي أفكاره على إنها أفكارك وإحساسه على انه إحساسك مما يجعلك تعتقد انه أنت ) ويقول الدكتور اندرو سامويلز : ( إن الناس الذين يحمون غرورهم (الايجو ) سيعملون على ذلك بدون حدود ، يكذبون ،يغشون ، يسرقون ، يقتلون وسيقومون بكل ما يلزم للحفاظ على منطقة الغرور ) إلا إن التعريف الذي أثار اهتمامي أكثر هو الذي يذكره الدكتور واين داير حيث وصفه بجملة رائعة تتكون أحرفها الأولى من أحرف الايجو كمصطلح بالانكليزية حيث يقول : (Edge god out) والتي تعني اجعل الرب خارج نطاقك أي إن الايجو يجعلك تخرج الله سبحانه وتعالى فكرياً من معادلة حياتك وهنا باعتقادي تكمن الخطورة والمعنى الحقيقي للايجو حيث إن الارتباط بالماديات يبعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى إلى ابعد حد ممكن، وهذا ما يتوافق مع أهداف الشيطان، فنرى الإنسان المرتبط بالماديات، يحزن كل الحزن لخسارة جزء من ممتلكاته، لأنه يجد نفسه فيها أو لربما يخسر وظيفة فتراه يشعر بأن الحياة قد انتهت لماذا لأنه يرى نفسه من خلال الوظيفة وهنالك تحليل رائع للدكتور (ايكارت تول ) يوضح فيه ما يفعل الايجو للإنسان حيث يقول : ( عند تعرض شخص ما للخسارة كأن يخسر سيارة مثلا أو يخسر وظيفة فان هذه الحالة سوف تحدث انكسار في هيكل الايجو الخاص به مما يوفر فجوة من النور يظهر من خلالها المستوى الأعلى من الوعي وفجأة ترى البعض ممن يمرون بمثل هذه الحالة يشعرون بلحظة استيقاظ فيقول: ماالذي جعلني احزن لشيء يستحق مني كل هذا الحزن ولكن في أكثر الحالات عند حدوث انكسار للايجو فان الايجو يحاول أن يخلق نفسه من جديد حيث انه ماهر جداً في الانتقال إلى نظام الإصلاح التلقائي، ويقوم بحشد كل طاقاته كي يقوم بإصلاح هذا الكسر على الفور واحد الطرق لفعل هذا هو (الشكوى) وان يجعل منك ضحية وبذلك يصنع لك هوية شكلية أقوى من التي فقدتها، أي إن الايجو يتفاعل ويجعل منك ضحية تم معاملتها بشكل غير عادل، وبذلك فأن الهوية تكون ايجو أقوى من الايجو الذي فقدته أو انكسر وهذا يطلق عليه (( آلية الإصلاح الغير واعية للايجو)) ويستطرد الدكتور ايكارت تول بأن واحدة من صفات الايجو المهمة هو أن يجعلك حينما تخسر شئ من مادياتك تبدأ باللوم حيث تلوم الآخرين وتلوم الزملاء في العمل وتلوم العائلة وحتى تلوم الله سبحانه وتعالى وان الغريب في الأمر إن البعض ممن لايؤمنون بالله حينما يخسرون أشياء معينه يلومون الله أيضاً ! من هنا يتضح مستوى ودرجة خطورة الايجو واستحواذه على مساحة كبيرة من العقل اللاواعي ، الآن ماهو الحل إن الحل يتلخص بكلمة واحدة وهي ( التقبل ) ولكن ما المقصود بالتقبل؟ إذ لربما يعتقد البعض إنني اقصد به اللامبالاة.. كلا إنني اقصد التقبل للحال الذي وصلت إليه دون محاولة المقاومة لان مقاومة المشاكل تجذب الكثير من المشاكل؟ وهكذا، وان عدو الايجو هو التقبل حيث ذكرنا سابقاً إن الايجو يختبئ خلف الشكوى والمقاومة واللوم على أن يترافق التقبل شعور بالقدرة على جذب الحلول المناسبة، بعد أن يدرك الشخص انه إنسان غير منفصل عن الناس وعن الكون والاهم غير منفصل عن الله سبحانه وتعالى أي أن ينظر إلى نفسه ككائن رباني وليس كجسد ، ويتذكر إن يعزز الثقة بالنفس دائماً وان يعتقد بأنه قادر على عيش حياة الوفرة والعيش بطاقة الحب لجميع الناس ولكل الأشياء من حوله ويكون ممتنا وشاكرا لله على نعمه وفضله عليه ويتأكد إن الله سبحانه وتعالى باق معه في كل ظروفه وانه لن يتركه مهما فعل وان الباب سيبقى مفتوح له للاتصال بالله في أي وقت ، وأخيراً يقول الله في محكم كتابه : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى مزيد من النور
كارلوس ( 2014 / 9 / 15 - 05:31 )
كل الشكر للكاتب على هذا المقال و مقالات سابقة اجدها ملفتة و مفيدة , يجب على كل انسان ان يدرك أن الخلاص هو بالعقل و التنور و إدراك الله لايكون إلا بمعرفة الذات و التفكير و التفكر فكل شيء موجود في داخل الانسان و ليس بأي مكان خارجه .....بانتظار المقالة القادمة

اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة